عاود سعر الدولار للارتفاع أمام الجنيه بعد أيام من هبوطه واستقراره عند مستوى الـ 15 جنيها وهو ما أرجعه خبراء إلى مواصلة السوق السوداء "حربها" بعد أسبوعين من توقفها عن العمل عقب تعويم الجنيه.
واعتبر الخبراء أن صعود سعر الدولار إلى فوق الـ 17 جنيها بالسوق السوداء خلال العطلات الرسمية التي دائمًا ما تشهد سعرًا أقل عن بقية الأيام يعد مؤشرا خطيرا نحو قفزة جديدة خلال تعاملات الأسبوع الجاري.
وبعد نحو أسبوعين من الترنح عقب تعويم الجنيه، عادت السوق السوداء للعملة لتطل برأسها من جديد مع إحجام البنوك عن بيع الدولار سوى لتلبية السلع الأساسية والأدوية ومستلزمات الإنتاج.
وهو ما أرجعته متعاملون بالسوق الموازية لوكالة رويترز إلى أن "البنوك كانت تشتري الدولار فى الفترة الماضية بسعر جيد إلا أنه تريد حاليا الشراء بأسعار أقل من أسعار السوق المتعارف عليها. ستكون (البنوك) السبب فى إفشال المنظومة الحالية بسبب أفعالها".
كما قال مستورد أجهزة كهربائية: "وفرت لنا البنوك الدولار فى البداية بالفعل ولكن منذ أيام توقفت عن توفيرها وتم إبلاغنا أنه سيتم تمويل السلع الأساسية فقط. بالتأكيد سنلجأ للسوق الموازية من جديد للحفاظ على أعمالنا".
الخبير الاقتصادي، شريف الدمرداش، قال إنه طبيعي بعد أي حدث جلل ألا تستقيم الأمور لمدة 3 أو 4 شهور، وهو نفس الأمر بعد تعويم الجنيه "التذبذب الحالي صعودًا وهبوطًا طبيعي جدا".
إلا أنه أوضح أن البنوك حال عدم القدرة على توفير الدولار للعملاء بصفة عامة والمستوردين بصفة خاصة ستهيئ أرضًا خصبة للسوق السوداء.
وأضاف الدمرداش لـ"مصر العربية": إذا فشلت البنوك والقنوات الرسمية فلا لوم على المستوردين ورجال الاعمال حال البحث عن مصالحهم خارج القنوات غير الشرعية".
وأشار إلى أن شراهة المكاسب غير الشرعية للسوق السوداء ستكون محفزًا لأصحابها في الزود عنها وعلى البنوك أن تفهم ذلك وتعيه جيدا.
وأوضح أن الفترة الحالية تشهد توقعات ومراهنات وعدم ثقة من الرؤية المستقبلية، متوقعا أن يظل الدولار في مستوى الــ 15 وحتى الـ ـ 18 صعودا وهبوطًا.
فيما قال المحلل الاقتصادي، إيهاب حمدي، إن الهبوط لم يكن نتيجة لتلبية الطلبات بل كان نتيجة لتأجيل الطلب لبحث عن فرصة لاستحواذ الدولار بسعر أقل.
وأشار إلى أنه كل يوم تزداد الفجوة بين الصادرات والواردات ما يقلل من قيمة الجنيه، متوقعًا أن يعود الدولار إلى 18 جنيهًا خلال الأيام القليلة القادمة.
وأضاف: "صعود سعر الدولار إلى فوق الـ 17 جنيها خلال العطلات الرسميةالتي دائمًا ما تشهد سعرًا أقل عن بقية الأيام يعد مؤشرا خطيرا نحو قفزة جديدة خلال تعاملات الأسبوع الجاري".
فيما اعتبر محمد ماهر الرئيس التنفيذي لشركة برايم القابضة، أن السوق لا يزال في مرحلة صراع "طبيعية" بين البنوك والسوق السوداء.
وأضاف في تصريحات لمصر العربية أن ارتفاع الدولار أو هبوطه هو المعنى الحقيقي لتعويم الجنيه فهو يخضع الآن للعرض والطلب بالسوق الحر,
إلا أنه أكد ان الغلبة في الفترة القادمة ستكون للبنوك التي وفرت خلال أيام قليلة نحو 2.5 مليار دولار للمتعاملين.