نشر الباحث والإعلامي إسلام بحيري، بيانًا عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهو أول حديث له عقب الإفراج عنه بقرار من لجنة العفو الرئاسي.
وكتب "بحيري": "يجب أن نعي أن طلب إيقاف تنفيذ الحكم بالعفو الرئاسي طلب من اﻷساس لتصحيح وضع فاسد وهو قانون القرون الوسطى لذا فالعفو يجب أن نفهمه على مستويات عدة".
وتابع: "اﻷول.. أن العفو كان مطلوبا لإعلاء للدستور المصري الذي يمنع مواجهة أي فكر بعقوبات سالبة للحرية.. العفو كان مطلوبا انتصارا للتنوير الذي أطاح بدولة السلفية التي حكمت مصر لعام.. العفو كان مطلوبا لأنه لا يليق بمصر أن يسجن مثقفيها ومفكريها".
وأضاف: "العفو كان مطلوبا حتى لشخصي البسيط لأن الملايين تعلم يقينا أني كنت أقدم فكرا ينقي اﻹسلام ولا يهاجمه..يحفظ الدماء بين اﻷديان والمذاهب ولا يبيحها يوقظ العقل ولا يخدره".
وأكد صاحب الـ32 عامًا: "ولو قال أحدهم أن الحكم عنوان الحقيقة فقل له اتفقنا فهناك حكم آخر بالبراءة من ذات التهمة براءة نهائية باتة فهو أيضا عنوان الحقيقة والمستوى اﻷهم لفهم العفو هو صعوبة صدوره في مجتمع كمصر تسيطر العقلية السلفية على بعض أجهزتها فضلا عن جموع من شعبها البسيط الذي يوجه وجهته دوما لـ"عم الشيخ".
واستطرد "بحيري": "فذكروني بدخول الرئاسة مثلا في أي عصر من العصور السابقة في قضية كهذه لن تتذكروا إلا هزائم متكررة عبر العصور لامتناع الرئاسة دوما من الدخول في هذه الحسبة الجنونية بين المجتمع بشقيه المتنور والظلامي وبين الأجهزة التي تنقسم ذات الانقسام في مصر وبين الدستور والقانون وبين الداخل وحسابات الخارج المعقدة مؤيدة أو معارضة للتنوير".
وأشاد بالقرار الرئاسي قائلًا: "القرار الرئاسي في رأيي تخطى كل ذلك وقرر أن يفعل بدون حسابات أو بدون حسابات تعيق عن الفعل.. القرار الرئاسي كما أفهمه انتصارا للتنوير والمثقفين على الظلام السلفي.. القرار الرئاسي كما أفهمه رفع رأس كل مثقف في مصر".
وأعرب عن امتنانه لقرار الرئيس قائلًا: "لذا ولهذه اﻷسباب التي سردتها ورغم كل الثمن الذي دفعته مقابل أفكاري فأنا أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على إيقاف تنفيذ الحكم كفكرة لا يجب ربطها بالموعد.. أشكر الرئيس ولم أكن ولن أكون يوما من المطبلين والمنافقين الذين إثمهم أكبر من نفعهم بل أشكره اليوم على موقف يجب أن يشكر فيه وإلا يكون الذي فعل مثل الذي لم يفعل وهذا منطق المغرضين ولست منهم".
واختت بيانه: "أشكر الرئيس وغدا أنتقد ألف شيء في السياسات وأخوض ألف معركة ﻷني فقط أرى فيها الحق لا غيره".
وكان الأزهر اتهم بحيرى ببث أفكار "تمس ثوابت الدين"، وقدم بلاغا إلى النائب العام السابق المستشار هشام بركات ضد الإعلامي "اعتراضا على ما يبثه من أفكار شاذة تمس ثوابت الدين وتنال من تراث الأئمة المجتهدين المتفق عليهم وتسيء لعلماء الإسلام"، فيما يقول بحيرى، الذي يصف نفسه بأنه باحث إسلامي، إنه يسهم في تجديد الخطاب الديني والحيلولة دون أن يكون التراث الإسلامي سببا في التشدد.
وأصدر الرئيس السيسي، أمس، قرارًا بالعفو عن 82 من الشباب المحبوسين، جاء إسلام البحيري على رأسهم.