في حلب.. الموت مستمر

حلب تُباد لليوم السادس على التوالي

 

6 أيام من القصف الروسي والأسدي المتواصل على مدينة حلب، كانت كفيلة بقتل الحياة في المدينة المحاصرة، فلا ماء ولا دواء، المشافي دمرت وخرجت من الخدمة، حتى الأكفان نفدت تاركة جثث القتلى في العراء.. هكذا الحال في حلب الشرقية والتي تتعرض لأكبر هجمة شرسة من قبل العدوان الروسي والأسدي.

 

فالمقاتلات الروسية لم تتوقف عن قتل وإراقة دماء أهالي حلب، ففي 6 أيام فقط قتل قرابة 300 شخص، وألف جريح، ودمار في الأبنية السكنية، وما تبقى من محال تجارية أحرق كليا.

 

كل أنواع الأسلحة تنشر الموت والدمار في حلب الشرقية، فمن القنابل العنقودية إلى راجمات الصواريخ والأسلحة المحرمة والبراميل والخراطيم المتفجرة، ما تزال مدن حلب الشرقية تتعرض لأبشع المجازر الروسية والأسدية، حيث استهدفت صباح اليوم مقاتلات حربية روسية بقصف متجدد بالقنابل العنقودية حي الراشدين بمدينة حلب، كما شن الطيران المروحي السوري غارات بالبراميل المتفجرة على حي الحيدرية سقط خلالها قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

 

كما قصفت المقاتلات الروسية منطقة قاضي عسكر، والأنصاري، ومناطق سيف الدولة، والجلوم، وجسر الحج، أسفر عن مقتل العشرات، حيث تقدر نسب القتلى في الـ6 أيام الأخيرة بـ300 قتيل وألف جريح، أعلن بعده عن توقف المستشفيات عن الخدمة.

 

شاهد العيان وأحد أهالي حلب عبد الرحمن القيطاز قال، إنّ الوضع في حلب الشرقية كارثي، فلا حياة، والموت يطارد الجميع، "نعيش أسوأ ما يتخيله إنسان، فنحن نموت مائة مرة من شدة وحشية الهجوم الروسي والنظامي.

 

وأوضح القيطاز لـ"مصر العربية" أن الأعداد التقديرية للقتلى لم تحدد، خاصة وأن عشرات الجثث لم نستطع انتشالها من تحت أنقاض المنازل أو من الشوارع، وأيضا المرضى يعالجون تحت الشجر بعد أن قصف الروس المشافي وأخرجوها من الخدمة، مشيرا إلى أن هناك عشرات المفقودين لا يزالون تحت أنقاض منازلهم، وأيضا هناك عشرات العوائل أبيدت بالكامل في حي الصاخور وهنانو.

 

وأكمل: "جميع الخدمات دمرت، حتى الأكفان التي تستر الجثث نفدت، وما تبقى منها أحرق داخل المشافي، قائلاً: "ننام على أصوات وانفجارات البراميل المتفجرة وقذائف الهاون ونستيقظ على الحال نفسها.

وتابع: "أكثر من ربع مليون شخص محاصرون في الأحياء الشرقية ينتظرون الموت، والآن الروس يدكون حي الأنصاري والهُلُّك والفردوس، وأنباء عن قتلى.

 

أما المحلل السياسي السوري أحمد المسالمة فرأى أنَّ حلب تباد على مرأى ومسمع من كل الشعوب العالم، و روسيا ومن خلفها الأسد مستمرون بتدمير المدينة، مضيفا أن حصيلة الشهداء كبيرة، وصلت إلى 289 شهيدا، وما يقارب الألف شهيد بأحياء حلب وأيضًا خروج  المشافي عن الخدمة جراء القصف المركز والعنيف والعشرات من المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض نتيجة للدمار الكبير، "هذا يسمى إبادة جماعية

فأين الإنسانية وأين الأمم المتحدة من هذا؟.

 

وأوضح لـ"مصر العربية" أن كل أنواع وصنوف الأسلحة ذات التدمير الشامل يستخدمها الروس والأسد الأرعن الذي لم يجد من يكبح إجرامه بحلب، ويضاف إليها حمص التي تقصف لليوم الرابع على التوالي بمئات القذائف الثقيلة، مشيرا إلى أنه في حلب لا يوجد بنى تحتية ولا بناء سليم ولا إنسان يتحمل هذه القوة المفرطة.

 

وتابع ما يحدث في حلب إبادة، فنحن في حرب  تشنها روسيا وذراعها الأسد، "الغارات الجوية من سلاح الجو الروسي السوخوي والأسد بالميج الحربي  والقاذفات الصاروخية من بوارج روسيا من البحر والمدفعية الميدانية الثقيلة والصواريخ المجنحة والارتجاجية والنابالم كلها لا يراها أحد ولا يسمع بها وإن سمع أدان وطالب بتوقف القصف لأهداف إنسانية أي إنسانية التي يتحدثون عنها بوجود ما يقارب الألفين بين شهيد وجريح ومفقود وخروج كل المشافي عن الخدمة بما فيها مشفى خاص بالأطفال.هذا  هو المشهد بحلب.

أما عن استمرار القصف من روسيا والأسد أضاف المسالمة أن الأسد يسعى  لإرضاخ المدينة وإخلائها من سكانها الذين لم يتمكنوا من الخروج منها وقسم فضل البقاء، جعلوا من حلب مرتعا للإرهاب وهم الإرهاب نفسه، يبعدون الأنظار عن دمشق والساحل لأن سقوط الأسد بمكانين لا ثالث لهما دمشق والساحل استغلال توقف باقي جبهات سوريا وتوقف معارك الحر مع النظام استفردوا بحلب، واستمرار القصف إرهاب ممنهج.

 

ولفت المسالمة إلى أنه إذا بقي الحال بهذه الوتيرة العمياء المتعامي عنها ستسقط حلب ببضعة أيام، والسؤال ماذا بعد حلب؟، لسان حالنا يقول: حلب يا وجع الإنسانية

مات الضمير والرحمة فاغتالت الإنسانية القصف العنيف الذي استهدف حياة البشر والشجر والحجر.

 

من جهتها، نددت الولايات المتحدة بالقصف "الشائن" الذي استهدف مستشفيات في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، محذرة دمشق وموسكو من عواقب مثل هذه الأعمال.

 

وقالت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أمس السبت في بيان "تدين الولايات المتحدة بأشد العبارات هذه الهجمات المروعة ضد البنية التحتية الطبية وعمال الإغاثة الإنسانية".

 

وأوضح البيان أن الإدارة الأميركية تلقت عدة تقارير من منظمات دولية وشهود عيان، أكدت أن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد هي التي تنفذ تلك الهجمات بدعم قوي من روسيا.

 

وتضررت المستشفيات في الأيام القليلة الماضية بفعل الضربات الجوية والبراميل المتفجرة التي تسقطها طائرات هليكوبتر، بما في ذلك القصف المباشر للمباني.

 

 

ويشنّ النظام السوري قصفاً عنيفاً على الأحياء الشرقية في حلب المحاصرة، أدّى إلى مقتل وجرح مئات المدنيين خلال الأيام الماضية، في حين دمرت الغارات آخر مستشفيات المنطقة، وأجبرت المدارس على إغلاق أبوابها.

 

 

ويعيش في أحياء حلب المحاصرة نحو 300 ألف مدني يعيشون في وضع بالغ السوء، حيث يزداد الوضع سوءاً مع استمرار القصف والحصار الخانق المفروض على المدينة منذ مطلع سبتمبر الماضي.

مقالات متعلقة