ثلاثة أشهر كاملة هو عمر موسم حصاد الأرز من كل عام قضتهم وزارة البيئة فى محاولات عديدة للسيطرة على السحابة السوداء ومخلفاتها من تلوث هواء وحرائق عديدة بالمحافظات.
كان منتصف شهر أغسطس الماضى هو نقطة البداية فى موسم حصاد الأرز حيث رفعت وزارة البيئة الطوارئ فى كل المحافظات وأنشئت ما يسمى بالمحاور التفتيشية بجميع المحافظات لمراقبة موسم حصاد قش الأرز أول بأول ومتابعة الفلاحين وتوعيتهم بأهمية إعادة تدوير قش الأرز وتحويله لعلف وسماد يتم الإستفادة به.
وفى التقرير التالى تستعرض "مصر العربية" بعض النقاط التى اتبعتها وزارة البيئة للقضاء على السحابة السوداء هذا العام.
زيادة المعدات الجديدة
أكد الدكتور جمال الصعيدى رئيس الفروع الإقليمية بوزارة البيئة أن الوزارة حرصت على زيادة عدد المعدات التى تختص بجمع وكبس قش الأرز بمختلف المحافظات فوصلت تكلفة تلك المعدات 35 مليونا جنيها نظرا لزيادة كمية القش التى تم جمعه هذا العام.
وأضاف الصعيدى فى تصريح لـ "مصر العربية " أن الوزارة حرصت أيضا على إصدار بيانات صحفية لإطلاع وسائل الإعلام على الخطة التى وضعوها كما حرصت الوزارة على حصر عدد محاضر المخالفات التى تمت خلال هذا الموسم ومقارنتها بعد محاضر الموسم الماضي.
القش كمخلفات اقتصادية
أكد المهندس احمد أبو السعود رئيس جهاز شئون البيئة أن شهد موسم قش الأرز هذا العام مصطلحًا جديدًا وهو النظر إلى المخلفات "بنظرة اقتصادية" بمعنى هل هذه المخلفات لها قيمة أم لا، وإذا لم يكن لها قيمة في نظر المزارع، كيف نقنعهم بقيمتها ونضع لها سعرًا.
كما تنفيذ حملات للتوعية وحملات أخرى تفتيشية، يتم توجيهها من خلال تكنولوجيا القمر الصناعى، لمراقبة الوضع وتحرير المحاضر وفرض غرامات، وهو الأمر الذي ساهم في إلزام المزارعين بعدم الحرق الا القليل الذى تمت معاقبته.
وكان جهاز شؤون البيئة قام بدور "حلقة وسيطة" بين من متعهدى المخلفات الزراعية، الذين قاموا بجمع المخلفات من المزارعين، وإعطاؤها للصناعة لتحويلها إلي سماد أو علف، وأنه تم تشجيع المتعهدين، بإعطائهم معدات جديدة بالتأجير، كما تم عمل صيانة للمعدات القديمة، وتوفيرقروض ميسرة حتى 2 مليون جنيه يتم سدادها على 5 سنوات بفائدة 4 %، وذلك لمن يرغب في شراء المعدات للعمل بها طوال العام.
متابعة المقالب العشوائية والسيطرة على الحرائق
كان الدكتور خالد فهمى وزير البيئة أكد فى تصريحات صحفية أن الوزارة سيطرت على المقالب العشوائية وعلى الحرائق فيها من خلال تجهيز لودرات وعدة نقلات رملية تحسبا لأي حرائق . وأضاف أن البيئة سيطرت على عدة حرائق بالتعاون مع شركات النظافة الأجنبية ويتم مراقبة تلك المقالب أول بأول .
وأشار فهمى إلى أن التكنولوجيا الحديثة ساعدتهم فى السيطرة على المقالب وقاموا أيضًا بشن حملات تفتيشية على عوادم السيارات والمنشآت الصناعية لقياس درجة تلوث الهواءفى كل المحافظات.
وأضاف خالد فهمى وزير البيئةأنَّ العام الحالي شهد توفير 30 مفرمة لتحويل قش الأرز إلى علف، وزيادة عدد مواقعالجمع إلى 268 موقعًا.
وقال فهمي إنَّه تمَّ استخدام ثلاثة أقمار صناعية لرصد نقاط الحرق وتحديد مواقعها بسهولة،
لافتًا إلى أنَّ الوزارة استطاعت هذا العام التغلُّب على المعوقات للقضاء على السحابة السوداء وأهمها زيادة المساحة المنزرعة من الأرز هذا العام بجانب تحديث أسطول المكابس، مشيرًا إلى أنَّ الوزارة تمكنت من الوصول إلى جودة هواء عالية.
وتابع فهمى خلال المؤتمر الذى نظمته الوزارة لإستعراض تطبيق خطة وزارة البيئة خلال موسم حصاد الأرز أن زيادة سعر الدولار مثلت عائقًا فيبداية استيراد المكابس لجمع القش ولكننا تخطناهاتجميع ٢٠٠ألف طن في مشروع المزارع الصغير وتحويلها إلى أعلاف وأسمدة.
إغلاق مكامير الفحم لثلاثة أشهر
طالب الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة،أصحاب المكامير بالتوقف لمدة ٣ أشهر، لحين إنتهاء موسم حصاد الأرز، كما طالبهم بتقديم حجم كميات الفحم المخزنة لديهم للتصدير للتنسيق مع وزارة الصناعة، وهو ما وافق عليه أصحاب المكامير.
وقدم فهمى نماذج لمكامير الفحم المتطورة استعرض معهم ٤ نماذج لمكامير مطورة ومتوافقة بيئيا، من بين ٦ نماذج تقدمت للوزارة بطلبات للقياسات البيئية.
يمكن أن تكون هذة الترتيبات ساهمت فى السيطرة على السحابة السوداء، وتحجيم حرق مخلف قش الأرز هذا العام.