"الحياة تتوقف والظلام يسيطر على محافظات الصعيد".. هكذا صارت حال نحو 6 محافظات من الوجه القبلي، بعد الإعلان عن انقطاع الكهرباء في المنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر لأجل غير مسمى، دون توضيح لأسباب ذلك.
أهالي المحافظات الستة، أكدوا لـ "مصر العربية" أن الحياة توقفت تمامًا بسبب قطع الكهرباء، فالجميع توقف عن العمل في مكاتب البريد والبنوك، والمخابز وغيرها من المصالح الحكومية، التي يتردد عليها المواطن، ما تسبب في إحداث شلل عام بالمحافظات.
وتساءل الأهالي عن مدى استمرار الأزمة وتكرارها، رغم توفيرهم الاستهلاك المنزلي وشراء اللمبات الموفرة، تطبيقًا لما طلبته الحكومة في حملة الإعلانات الأخيرة "وفرّ في الطاقة.. إنت الحل"، ووعود المسؤولين بعدم قطع الكهرباء مرة أخرى.
ففي المنيا، شهدت المحافظة انقطاعًا للكهرباء لأكثر من 5 مرات يوميًا، ما تسبب في حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي.
وأوضح عدد من المواطنين أن القلق بدأ يتسرب إليهم من جديد تخوفًا من استمرار انقطاع الكهرباء بشكل يومي، مؤكدين أن ذلك سيؤثر سلبيًا على قضاء مصالحهم اليومية، في مكاتب الخدمات، لاسيما أن لديهم أبناء في مراحل التعليم المختلفة، والذين لن يستطيعوا مواصلة المذاكرة.
وفى سوهاج، بدأت أزمة انقطاع الكهرباء تطل مجددًا على أهالي المحافظة، الذين اشتكوا من تكرار انقطاعها بشكل يومي.
واستاء عدد من المواطنين، من تحملهم خسائر كثيرة جراء انقطاع الكهرباء، حيث أكد سمير عبد السلام، من ساكني مدينة سوهاج، أن المواد الغذائية تفسد في الثلاجات، بسبب قطع الكهرباء، لاسيما تعطيل مكاتب البريد والبنوك، وشبكات الاتصال والانترنت.
وأعرب حسين زهدي، عن غضبه الشديد، من سوء الحالة المعيشية التي يعيشها المواطنين، معلقًا، "الناس طفح بيها الكيل، غلاء ودواء مش موجود وخدمات منسية.. مش عارفين نعيش".
وفي قنا، تجددت شكوى الأهالي من انقطاع الكهرباء، بحجة تخفيف الأحمال، لأكثر من 3 مرات في اليوم الواحد، ما أثر سلبيًا على الحياة، مطالبين الحكومة بسرعة تنفيذ الحلول التي وعدت بها في الصيف الماضي.
وناشد جمال الضمراني، مدرس، المسؤولين بالحكومة، بسرعة حل مشاكل الكهرباء، مؤكدًا أنه ومعظم أهالي المدينة، قاموا بترشيد الاستهلاك إلا أن الفواتير غالية جدًا والكهرباء تنقطع باستمرار.
وقال كريم عبد العاطي، عامل، "قالوا لنا اشتروا اللمبة الموفرة بالشيء الفلاني، عشان نوفر الاستهلاك وبعد ما اشترينا الدنيا زي ما هي الفواتير غالية والكهرباء بتقطع كتير".
وفى الأقصر، استياء عدد من الأهالي من انقطاع التيار الكهربائي مجددًا، وسط تخوفهم من فساد الأغذية، وتعطيل الحياة المدنية.
وقال سالم زيدان، تاجر، إن انقطاع الكهرباء يتكرر بشكل يومي الآن، رغم دعوات ترشيد الاستهلاك، ووعود الحكومة بعد قطع الكهرباء، موضحًا أن الخيارات البديلة أصبحت صعبة الآن بسبب غلاء البنزين وغلاء مولدات الكهرباء خاصة بعد وقف الاستيراد.
وأشارت عليّة زين الدين، ربة منزل، إلى أن انقطاع الكهرباء المستمر سيتسبب في الإضرار بمئات المرضى وفساد اللحوم والأدوية، خاصة بالمناطق الريفية والتي تعاني من قطع الكهرباء لساعات طويلة.
أما في أسوان، تجددت أزمة انقطاع الكهرباء، وسط مخاوف من قبل الأهالي، لفساد الطعام في الثلاجات المنزلية، في الوقت الذي ارتفعت فيه الأسعار بشكل مبالغ فيه بحد وصف الأهالي.
ولجأ عدد كبير من المواطنين إلى شراء الكشافات هربًا قطع التيار الكهربائي، كما لجأ أصحاب المحال التجارية للبحث عن مولدات للكهرباء مؤكدين أنها غير موجودة بالأسواق بسبب غلق باب الاستيراد.
كانت محافظات الصعيد قد شهدت انقطاعا للتيار الكهربائي في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد بمختلف مدن ومراكز المحافظات، ما أثار حالة من الاستياء بين المواطنين بسبب عدم الإعلان عن انقطاع الكهرباء.
وقال مصدر بالكهرباء، إن انقطاع الكهرباء الذي شمل محافظات الصعيد، جاء لإصلاح عطل فني وعند الانتهاء من اصلاحه سيعود التيار الكهربائي من جديد.
من جانبه، أعلن الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، عن عودة التيار الكهربائي بالكامل لمحافظات الصعيد، بعد انقطاعه نحو ثلاث ساعات، بسبب الشبورة المائية الكثيفة.
وأدت الشبورة المائية الكثيفة إلى خروج محطة سمالوط بالمنيا من الخدمة، وأدت لفصل الدوائر جهد 500 ك.ف. الساعة 5:50 أدى إلى انسحاب الجهد عن محطات الوجه القبلي حتى السد العالي.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، في تصريحات صحفية اليوم الأحد أن السد العالي دخل الخدمة وتم الربط بينه وبين الشبكة، مشيرًا إلى أنه تم التعامل بسرعة من قبل وزارة الكهرباء مع الأمر، وتم مد الشبكة بحوالى 2000 ميجا وات من الخطوط الأخرى.