كامب نو.. حصن برشلونة المتصدع

كامب نو

"كامب نو" قلب إقليم كاتلونيا النابض، وثاني أكبر الملاعب اتساعًا في العالم، يأتي إليه عشاق برشلونة الإسباني ليهتفوا لفريقهم بأعلام الإقليم ويشاهدوا ملحمة يسطرها أبناء الفريق الكتالوني بطريقة "تيكي تاكا" وإعجاز ليونيل ميسي ومهارة نيمار وأهداف لويس سواريز وسحر أندريس إنييستا.

 

هل دخلت يوماً إلى استاد مقفر؟ جرب ذلك. توقف فـي منتصف الملعب وانصت. ليس هناك ما هو فارغ أكثر من استاد فارغ. ليس هناك ما هو أكثر بُكماً من المدرجات الخاوية.

فـي استاد ويمبلي ما زالت تدوي ضجة مونديال 1966، الذي كسبته إنكلترا؛ ولكنك إذا أصغيت جيدا فستسمع زفرات آتية من مونديال 1953، عندما فاز الهنغاريون على المنتخب الإنكليزي. واستاد الذكرى المئوية (ثينتيناريو) فـي مونتيفـيديو يتنهد حنيناً لأمجاد كرة القدم الأورغوايية. وما يزال استاد ماراكانا يبكي الهزيمة البرازيلية فـي مونديال 1950. أما فـي استاد بومبونيرا فـي بوينس آيرس، فتدوي الطبول منذ نحو نصف قرن. ومن أعماق استاد الأزتيك فـي المكسيك تتردد أصداء الأناشيد الشعائرية للعبة الكرة المكسيكية القديمة. واستاد كامب نو فـي برشلونة يتكلم الكتلانية (إدواردو جاليانو في كتابه "كرة القدم بين الشمس والظل")

 

 

"كامب نو" كان دائمًا حصن الفريق الأقوى، من ينسى حينما خسر برشلونة موسم 2012-2013 في دوري أبطال أوروبا من ميلان الإيطالي في "سان سيرو" ليعود على "كامب نو" برباعية وعد بها جيرارد بيكيه، وخماسية الكتلان على ريال مدريد في أول مباراة لهم تحت قيادة جوزيه مورينيو عام 2010، وأصوات هتافات الجمهور فيه "ميسي.. ميسي.. ميسي" حينما أحرز هدفين وساهم في فوز برشلونة على بايرن ميونخ في تشامبيونزليج  2015 بثلاثية نظيفة.

 

برشلونة لم يخسر على ملعبه في دوري الأبطال سوى 7 مرات في القرن الواحد والعشرين، وكانت آخر هزيمة من بايرن ميونخ عام 2013 وقبلها روبن كازان عام 2009.

 

وفي الدوري المحلي، اعتاد برشلونة أن يصبح صاحب اليد العليا على ملعبه، وكان يخسر النقاط خارج الديار أكثر من "كامب نو"، إلا أن في الوقت الحالي تغيرت الأمور، وتصدع حصن برشلونة الأقوى بعد سلسلة النتائج السلبية التي لا ترضى "الكوليز" بدون أي شك.

 

البداية كانت بنهاية الموسم الماضي، حينما انهار مستوى برشلونة عقب وفاة يوهان كرويف بنهاية شهر مارس، ففي أول مواجهة بإبريل 2016، خسر برشلونة من ريال مدريد بنتيجة 2-1 بعد الحفاظ على الفوز بملعبه لمدة 14 شهرًا متواصلًا، ولم تمر الأيام إلا وخسر البلوجرانا بالنتيجة ذاتها من فالنسيا.

 

ومع مطلع الموسم الحالي، خسر برشلونة في 12 جولة مباراة في "كامب نو" ضد ديبورتيفو ألافيش بنتجة 2-1 وتعادل مع أتليتكو مدريد بنتيجة 1-1 وأخيرًا بالأمس تعادل سلبيًا مع مالاجا.

 

وحينما حصل برشلونة على الدوري الإسباني الموسم الماضي، حقق 49 نقطة على ملعبه، بالتساوي مع ريال مدريد في "سانتياجو برنابيو" وسجل 67 هدفًا ودخل مرماه 14 هدف، فيما حصل على 42 نقطة خارج ملعبه متفوقًا على الجميع.

 

وفي الموسم الحالي حتى الآن، فإن البارسا في صدارة الترتيب خارج الديار، وما أبعدها بفارق 4 نقاط كاملة عن ريال مدريد هو "كامب نو".

 

فحقق برشلونة 15 نقطة في الدوري الإسباني خارج أرضه من أصل 6 مباريات، فلم يخسر سوى لقاء سيلتا فيجو، وحقق المرينجي 14 نقطة في 6 مباريات لعبها على أرضه، أي أن برشلونة خارج "كامب نو" لعب ذات عدد مباريات ريال مدريد في "سانتياجو برنابيو" وحقق نقاط أكبر.

 

أما على حصن "كامب نو" المتصدع، فلم يحصد النادي الكتالوني سوى 11 نقطة فقط من أصل 6 مباريات، أي أنه خسر 7 نقاط من هزيمة وتعادلين في المركز الـ 10 في الدوري الإسباني.

برشلونة لم يسجل سوى 13 هدفًا داخل ملعبه وبمقارنة عدد الأهداف خارج ملعبه الذي وصل إلى 19 هدفًا، فيما تلقى في "كامب نو" 5 أهداف وخارجه تلقى 8 أهداف منهم 4 في مباراة واحدة من سيلتا فيجو.

 

ما حدث بنهاية الموسم الماضي وفي مطلع الموسم الحالي يؤكد أن هناك خلل كبير في فريق برشلونة داخل ملعبه، فالفريق الذي خسر الليجا عام 2014 من أتليتكو مدريد، حقق نقاط أكبر على ملعبه من أي فريق آخر (50 نقطة).

 

وحينما خطف المرينجي الدوري الإسباني من البارسا عام 2012، تفوق رفاق ميسي على ملعبهم وحصلوا على 52 نقطة بفارق نقطتين عن البطل ريال مدريد على ملعبه.

 

وحتى قبل حقبة جوارديولا، وفي موسم 2006 - 2007 حقق برشلونة في ملعب "كامب نو" 47 نقطة فيما حقق الحاصل على اللقب وقتها، ريال مدريد، على 40 نقطة في "سانتياجو برنابيو".

 

الإشارات الإيجابية هذا الموسم، أن برشلونة كسر عقدة ملعب "رامون سانشيز بيزخوان" لنادي اشبيلية بعد الفوز عليهم بهدفين لهدف، والذي لم ينجح لويس إنريكي منذ توليه القيادة للفريق في الفوز عليه مطلقًا.

 

كما نجح في الفوز بملعب "المستايا" على فالنسيا بثلاث أهداف لهدفين في ثاني انتصار لإنريكي على أرض الخفافيش.

 

ورغم أن الموسم في بداياته، إلى أن الجولات الماضية قد تكون ناقوس خطر البارسا؛ لأن العودة لطريق البطولات يبدأ دائمًا من "كامب نو".

مقالات متعلقة