فرانسوا فيون، الكاثوليكي المحافظ الذي أصبح حديث الساعة في السياسة الفرنسية يعيد كتابة سيناريو الانتخابات الرئاسية 2017 في فرنسا.
هكذا رأت صحيفة " فاينانشيال تايمز" البريطانية رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون بعد ترشحه مساء أمس الأحد إلى الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية عن تيار يمين- الوسط والتي ستُجرى بعد أسبوع وستحدد مرشح هذا التيار للانتخابات الرئاسية 2017.
وذكرت الصحيفة في تقريرها المنشور اليوم الاثنين أن فيون سيواجه في الوقت الحالي آلان جوبيه (71 عاما)، رئيس الوزراء السابق أيضا والذي يميل بصورة أكبر إلى آراء الوسط، في الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية في أعقاب تنازل نيكولا ساركوزي.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة " أوبينيون واي" أن فيون سيلحق الهزيمة بـ جوبيه بواقع 54% مقابل 46%. وكان فيون قد حول نفسه في الأسابيع القليلة الماضية من مرشح تبدو آراؤه السياسية غير متصلة بمستقبل فرنسا إلى مرشح أوفر حظا لديه فرصة كبيرة للوصول إلى قصر الإليزيه.
وبالنظر إلى أن اليسار في فرنسا لا يتمتع بشعبية كافية، يرى المراقبون أن مرشح يسار- الوسط الفائز سيواجه مارين لو بين مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو المقبل.
وبمعنى آخر فإنه ومن أجل تجنب حصول زلزال سياسي مشابه لكل من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب بنتائج الانتخابات الأمريكية على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، يتعين على فيون إقصاء لو بين من الجولة المقبلة.
وأشارت النتائج الرسمية النهائية إلى تقدم فيون (62 عاما) في هذه الدورة الأولى بأكثر من 40 % من أصوات الناخبين، أمام عمدة بوردو (جنوب غرب) آلان جوبيه الذي جاء في المركز الثاني بحصوله على نسبة 32 % من أصوات الناخبين.
واحتل نيكولا ساركوزي المركز الثالث بنسبة 20 %، مقرًا بخسارته في الاقتراع ومعلنا دعمه لفرانسوا فيون في الدورة الثانية. وجاءت وزيرة البيئة السابقة والنائبة عن إقليم ليسون (المنطقة الباريسية) نتالي كوسيسكو موريزيه (42 عاما) في المرتبة الرابعة، ثم وزير الزراعة السابق في حكومة فرانسوا فيون، برونو لومير خامسا وزعيم "الحزب المسيحي الديمقراطي" جان فرديريك بواسون سادسا، وأخيرا الرئيس السابق لحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" ("الجمهوريون" حاليا) جان فرانسوا كوبيه.
وتظهر نتائج الجولة الأولى أن الناخبين الفرنسيين لا يعتقدون أن نيكولا ساركوزي مناسب لمنصب الرئيس، ويبدو أن عددًا كبيرًا من الناخبين المؤيدين للمرشحين اليمينيين واليساريين شاركوا في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية حرصًا منهم على تدمير فرص ساركوزي الانتخابية.
لكن يشير محللون إلى أن ساركوزي قد دُمر في الأصل بسبب شخصيته المتقلبة وفضائح الفساد المزعومة التي تطارده وسجل الذكريات غير السارة لفترة رئاسته بين 2007 و2012.
وسيتعين على الرئيس الفرنسي المقبل مواجهة قضايا عدة في مقدمتها الانهيار المحتمل للاتحاد الأوروبي بعد الانسحاب البريطاني وأزمات اللاجئين والمهاجرين والهجمات الإرهابية والمشكلات في منطقة العملة الأوروبية الموحدة " اليورو.
لمطالعة النص الأصلي