حوار| مؤيد اللامي : لم نتلق طلبات لنقل مقر الاتحاد من مصر.. والسيسي وعدنا بالعفو عن الصحفيين

مؤيد اللامي - رئيس اتحاد الصحفيين العرب

- نحتاج وقت للوصول إلى الاحترافية ..و على العقول التي تحكم الإعلام  العربي  أن تفكر.

- الرئيس المصري وعدنا خلال لقاءنا  معه بالعفو عن الصحفيين  المحبوسين

- سنتحاور مع البرلمانات والحكومات والنقابات لوضع ميثق شرف الإعلام العربي 

-على المؤسسات الإعلامية الاهتمام بالخبر الذي يحرك الشارع

-الاتحاد يضغط على الحكومات لإطلاق سراح الصحفيين

-نرفض حبس أي صحفي عربي على ذمة قضايا نشر

 

 

أعلن الاتحاد العام للصحفيين العرب، عن  تضامنه مع نقيب الصحفيين المصري يحيى قلاش وعضوي مجلس النقابة جمال عبد الرحيم وخالد البلشي  عقب الحكم الصادر بحقهما بالحبس عامين مع الشغل وكفالة 10 الاف جنيه لوقف التنفيذ، مطالبا الجهات الرسمية المصرية بالتدخل لإلغاء هذا الحكم حتى تتمكن النقابة المصرية من استئناف عملها المهني فى خدمة الصحفيين المصريين .

 

في الوقت الذي طالبت فيه نقابة الصحفيين التونسيين بنقل مقر اتحاد الصحفيين العرب من مصر عقب هذا الحكم، معربةعن  تضامنها الكامل مع نقابة الصحفيين المصريين.

 

وأكد "مؤيد اللامي" رئيس اتحاد الصحفيين العرب أنه لم يصله أي خطابات رسمية أو مطالبات بشأن نقل مقر الاتحاد، كاشفا عن تفاصيل مؤتمر "دور الإعلام في مكافحة الإرهاب" برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي سينعقد العام المقبل، والذي سيحضره زعماء ورؤوساء دول عربية ومنظمات عالمية.

 

وأشار اللامي خلال حواره مع "مصر العربية"، إلى أن الاتحاد يبدأ في الإعداد لميثاق شرف عربي إعلامي يكون شبة ملزم للدول العربية، مؤكدا أن الاتحاد يرفض حبس صحفي على ذمة قضايا رأي ونشر وأنه يتحرك بقوة لإطلاق سراح الصحفيين المحبوسين، ولديه جملة من المعطيات للضغط على الحكومات.

 

 

ماموقفك من مطالب نقابة الصحفيين التونسيين بنقل مقر الاتحاد خارج مصر ؟

لم أتلق أي خطاب رسمي بشأن هذا الطلب، ومقر الاتحاد لازال في مصر.

 

 

 

ما الآليات التي وضعها اتحاد الصحفيين العرب استعدادا لمؤتمر "دور الإعلام في مكافحة الإرهاب" برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

عقب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي عقدت الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب اجتماعا بالعاصمة  البحرينية المنامة لمناقشة الاستعدادات للمؤتمر، وكلف الاتحاد أعضائه للبدء في التجهيز له، والتقينا بمسؤولين في الخارجية المصرية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط للتنسيق للمؤتمر، الإثنين الماضي.

 

 ويعد المؤتمر غاية في الأهمية وسينعقد العام المقبل بمصر، وستحضره مؤسسات إعلامية ومراكز بحوث ودراسات استراتيجية لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى شخصيات تمثل الأمم المتحدة والمنظمات دولية وشخصيات إعلامية وأمنية وزعماء سياسية أيضا.

 

لماذا يعد هذا المؤتمر غاية في الأهمية؟

المؤتمر سيخرج بتوصيات ووثائق مهمة سيقدمها الاتحاد إلى منظمات دولية وبالأخص الجمعية العامة للأمم المتحدة لوضعها كوثائق رسمية، للبدء في تنفيذ هذه التوصيات على المستويات العالمية، خاصة وأن الإعلام يساهم في نشر الإرهاب.

 

 

 بالإضافة إلى أنه سينعقد بمصر وهي من البلدان القليلة التي عانت من الإرهاب واستطاعت أن تنتصر عليه بشكل ليس نهائي.

 

 

 

لماذ تم اختيار اتحاد الصحفيين العرب بالتحديد للتجهيز لهذا المؤتمر؟

الاتحاد هو صاحب فكرة المؤتمر، وتم عرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي رحب بها كثيرا وكان داعما لها، وجاء مكان المؤتمر بمصر احتراما لها وتقديرا لدورها العربي المؤثر فهي بمثابة عمود الأمة.

 

 

 

وكيف ساهم الإعلام في نشر الإرهاب ؟

 من خلال الأخبار الكاذبة والموجهة التي ينشرها تتسبب في هبوط معنويات الشعوب والجنود، وتؤثر بالسلب على اقتصاد البلاد والإضرار بالسياحة والإستثمار، وأيضا عن طريق التنظيمات الإرهابية التي تعمل فيه، فالعدو يستخدم الإعلام ويعلم جيدا مدى تأثيرها، عن طريق الفيديوهات والصور المفبركة التي ينشرها بتقنية عالية ومن السهل تصديقها.

 

 

 

ومن وجهة نظرك.. كيف يمكن للإعلام مواجهة الإرهاب؟

 على المؤسسات الرسمية في البلدان العربية أن تعلم مايحتاجه المواطن لتتعامل معه، فالخبر الرئيسي لديها "لقاء الأمير أو الرئيس أو الزعيم"  وليس الذي يحرك الشارع، وأن تغير من طريقة معالجة الموضوعات الإعلامية، وأن تكون على علم بالعدو الذي نتعامل معه حتى لاتسمح بحدوث الجريمة.

 

 

هل تم تحديد موعد نهائي للمؤتمر ؟

لم يتم تحديد موعد بعد، ولكن خلال الأسابيع المقبلة سيكون هناك اجتماع آخر مع الخارجية المصرية لتحديد الموعد النهائي للمؤتمر ومن الذي سيدعى له.

 

 

 

ما الموضوعات التي سيتناولها المؤتمر؟

لم نضع النقاط النهائية له فنحن نضع الأفكار،  ولكن ستكون هناك جلسة افتتاحية رسمية بحضور زعماء دول ووزراء الإعلام العرب وشخصيات سياسية، وعقب الجلسة الافتتاحية سنعقد لجان تضم ورش عمل لمناقشة دور الإعلام، وكيفية مواجهة الإرهاب في ظل وجود الإعلام التفاعلي منتقنيات حديثة ومواقع تواصل اجتماعي، ومحركات بحث عملاقة يستخدمها الإرهاب ودول العالم إلا العرب لايعلمون كيفية التعامل معها، تنتشر بشكل سريع  وتشكل خطورة على البلدان العربية، والحكومات لاتساعدنا في هذا الإتجاه وبالتالي يجب أن يكون لدينا علم للتعامل معها.

 

 

 

كيف ترى أداء الإعلام في العالم العربي؟

الأداء الإعلامي متوسط لم يصل لمرحلة الجودة، وأغلب المؤسسات الإعلامية تتحدث مع بعضها ولا تتواصل مع المؤسسات الإعلامية بالخارج، لكي تصل رسالة الإعلام داخل البلاد وخارجها.

 

 

 

ومتى يصل أداء الإعلام في العالم العربي إلى الاحترافية؟

نحتاج إلى بعض الوقت للوصول إلى الاحترافية، بجانب عوامل أخرى منها الدعم المالي و العقول التي تحكم الإعلام الآن يجب أن تفكر.

 

 

 

وماذا عن وضع حريات الإعلام في العالم العربي؟

وضع الحريات في العالم العربي سيء، والعديد من البلدان لازالت لاتوفر بيئة آمنة للصحفي، وهناك عمليات اعتقالات طالت الصحفيين، وأيضا الإفلات من العقاب لمن يقتل الصحفيين بالإضافة إلى وجود قوانين عديدة سالبة للحريات وأخرى تتسبب في حبس الصحفيين.

 

 

والاتحاد لديه جولة في عدد من الدول العربية لإنهاء هذه الحالات، وحث الحكومات  العربية على إلغاء القوانين السالبة للحريات، وإخلاء سبيل الصحفيين على ذمة قضايا الرأي والنشر.

 

 

 

ما موقفكم من الاضطهاد الذي يتعرض له الصحفيون أثناء ممارسة عملهم؟

نتحرك بقوة لإطلاق سراح الصحفيين المحبوسين، ولدينا جملة من المعطيات للضغط على الحكومات، ولايمكن ترك أي صحفي عربي خلف القضبان فالحريات يجب أن تتاح للجميع، ونرفض حبس أي صحفي على ذمة قضية رأي أو نشر.

 

 

 

فيما يتعلق بمصر لدينا أكثر من 50 صحفيا مابين محبوس أو مهدد بالحبس .. هل تناولتم الوضع خلال اللقاء بالرئيس عبد الفتاح السيسي؟

 ليس لدي علم بهذا العدد، وسأطلب من نقابة الصحفيين المصريين أن تزود الاتحاد  بكشف كامل لأسماء الصحفيين المعتقلين على خلفية قضايا صحفية أو غير ذلك لمتابعة هذا الموضوع.

 

 

وخلال اللقاء الأول بالرئيس عبد الفتاح السيسي، طالبناه بإخلاء سبيل عدد من الصحفيين المعتقلين ووعدنا باستخدام صلاحياته الدستورية للعفو عنهم، وبالفعل صدر قرار بذلك ولكن لا أتذكر أسمائهم.

 

 

 

هل الاتحاد لديه سلطة لإلزام الحكومات بتطبيق القوانين المعطلة الخاصة بالصحفيين؟

لايوجد إلزام من قبل الاتحاد للالتزام بالقوانين ولكن لدينا وسائل ضاغطة من خلال البيانات والمحاكم الدولية تجعل النظام الحاكم يتجاوب معنا .

 

 

 

ماموقف الاتحاد من الفصل التعسفي بالمؤسسات الصحفية بالدول العربية؟

الفصل التعسفي حالة عامة خصوصا بالصحف الورقية وهذه قضية خطيرة لايستطيع الاتحاد وحده حلها فهناك الآف من الصحفيين الذين تم تسريحهم من عملهم، ومئات المؤسسات التي ستغلق أبوابها بسبب الوضع الاقتصادي.

 

 

والاتحاد قرر عقد اجتماع مشترك وورشة عمل بمصر في شهر يناير المقبل، بالاتفاق مع الاتحاد الدولي للصحفيين لمناقشة كيفية تدارك الوضع في إطار الوضع الاقتصادي الذي تشهده الصحف الورقية.

 

 

 

هل انتهى زمن الصحف الورقية؟

لم ينته بعد، ولازالت مؤثرة ولديها مواقع إلكترونية تابعه لها لكنها ضعفت أمام التطور التقني وستظل تراث.

 

 

 

ولكن هناك صحف تعرضت للغلق مثل جريدة السفير والنهار، فهل ستتعرض للاختفاء؟

الصحف الورقية لديها جمهورها، ولن تختف ولكن المشكلة في التقنية الحديثة التي جعلت الخبر يصل بسرعة إلى المواطن قبل أن يقرأه في الصحيفة، وبالتالي يجب أن نجد مسالك مؤثرة تعتمد عليها الصحف الورقية لتواجه التقنية الحديثه سواء كانت  تحقيقات مختلفة أو صور متميزة أو سبق صحفي.

 

 والغلق لن يكون نهائيا فالصحف التي تعرضت للغلق نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها دول العالم وليست على المستوى المحلي فقط.

 

 

 

هل انتهى الاتحاد من إعداد ميثاق الشرف الإعلامي العربي؟

بدأنا في إعداده، و الاتحاد يتشاورعلى نقاطه ولكن لم ينته منه بعد.

  كيف جاءت فكرة الميثاق؟

الاتحاد قرر إعداد ميثاق شرف إعلامي عربي نظرا لخطورة الوضع في البلدان العربية،  فهناك حالات تجاوز من قبل السلطة التي تحاول قمع الحريات، وأيضا هناك تجاوزات من قبل الإعلاميين والصحفيين، بالإضافة إلى أن مواثيق الشرف في دول العالم غير ملزم.

 

 

 

وما الإجراءات التي سيتخذها الاتحاد للإعداد له؟

سنتحاور مع البرلمانات والحكومات العربية والنقابات والاتحادات الصحفية العربية، لتشترك به جهات عديدة ويكون شبه ملزم عليهم وتطبيق النسبة الأكبر منها.

 

 

  وما أبرز البنود التي سيتضمنها ميثاق الشرف الإعلامي العربي؟

"الحرية والمسؤولية" هي التي سيركز عليها الميثاق والذي سيتضمن كافة المعايير الدولية بينها إلزام الحكومات بعدم حبس الصحفيين، وتوفير بيئة آمنة لهم واحترام حرية الرأي والتعبير، ملاحقة المجرمين والقتلى الذين يقتلون الصحفيين.

 

وهناك بنود خاصة للصحفيين بنقل أخبار صحيحة ولايتضمن معلومات مضللة، والالتزام بالمعايير المهنية  والدولية.

  وما موقف الاتحاد تجاه البلاد التي ستخالف هذا الميثاق؟

أغلب البلدان العربية يوقعون الاتفاقيات ولايلتزمون، والاتحاد لم يضع أي جزاءات ولكن أتوقع أن يكون الالتزام متفاوت من دولة لأخرى وسنتحدث معهم بشأن ذلك.

 

 

 

في إطار تعزيز العلاقات الإعلامية.. هل يوجد  تعاون بين اتحاد الصحفيين العرب ونقابة الصحفيين المصرية؟

بالفعل الاتحاد على علاقة جيدة مع هيئة اتحاد الإذاعة والتلفزيون بمصر، في مختلف المجالات الخاصة بعمل الحريات والعمل التنظيمي، وأيضا توفير الدورات التدريبية.

 

 

 

ونسعى إلى تكوين علاقات جيدة ومؤثرة مع نقابة الصحفيين المصرية لخدمة الصحفيين المصريين والعرب.

 

 

 

ماذا عن وضع الصحافة في العراق ؟

الصحافة في العراق مرت بمراحل خطيرة منذ 2003عام حتى الآن فقدنا 390 صحفي شهيد وإصابة أكثر من 30 صحفي، وبالرغم من ذلك نجحت في أن تكون سلطة رابعة ومؤثرة.

منذ عام 2008 حتى الآن لايوجد صحفي معتقل على ذمة قضايا رأي أو نشر، ولدينا أكثر من ألف مؤسسة إعلامية مابين إذاعة وتليفزيون وصحيفة.

 

 

 

 

في ظل الأجواء التي تشهدها العراق، كيف توفر النقابة للصحفيين الحماية اللازمة لهم؟

في مناطق الحرب والنزاعات لايستطيع أحد أن يوفر الحماية لنفسه، ولكن طلبنا منهم ارتداء السترة الواقية والخوذة، بجانب توفير دورات تدريبية خاصة بالسلامة المهنية لهم لحماية أنفسهم من الانفجارات.

 

 

 

أعلنت نقابة الصحفيين العراقية عن إعداد ملف يوثق فيه الجرائم التي يتعرض لها أبنائها لتحويله إلى المحكمة الجنائية الدولية، هل تم الانتهاء منه ؟

بدأنا خطوات في هذا الجانب، وهناك تجاوب داخل العراق لفتح كافة الملفات الخاصة بقتل الصحفيين وفي انتظار النتائج، وإذا لم تفتح هذه الملفات سنلجأ لمدعي عام دولي.

 

 

 

ماموقف النقابة من الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون بالعراق؟

 النقابة موقفها قوي، وتواجه الجهات التي تعتدي على الصحفيين، فهناك مسؤولين يقيمون الآف دعاوى ضد الصحفيين ولكن النقابة تقف بجوار أعضائها، ولا تقبل أن يحبس صحفي.

 

  ما هي خطة عمل الاتحاد للصحفيين خلال الفترة المقبلة ؟

الاتحاد يسعى لتقديم دورات تدريبية والخاصة بالسلامة المهنية في مناطق النزاعات والحروب، واتفقنا مع الاتحاد الدولي لصحفيين في إقامة دورات بمختلف المجالات وسيكون هناك بروتوكول سيوقع عليه الاتحاد قريبا، بالإضافة إلى دورات تقنية ومهنية ببلدان لم يصل إليها الاتحاد من قبل.

 

وهناك اتجاه لاتحاد الصحفيين العرب بإقامة كلية إعلام يحاضر فيها أساتذة عالميون متخصصون في الإعلام التقني الحديث والمتطور، يلتحق بها الصحفيون والإعلاميون بالدول العربية.

 

وفيما يتعلق بالصحفيين المتقاعدين والذين استشهدوا، قرر الاتحاد  توفير مرتبات وضمانات اجتماعية لهم ولعوائلهم.

 

هل بدأ الاتحاد العمل عليها؟

كلية الإعلام مجرد فكرة مطروحة وسنناقشها في اجتماع الاتحاد، وسنشكل لجنة لإنهاء الموضوع وإيجاد المكان والزمان المناسب، وأيضا المناهج المناسبة لدراستها لتكون الأولى في الشرق الأوسط.

 

مقالات متعلقة