لا تملك أكثر من "إبرة وخيط" إلا أنها استطاعت عبر أنامل ذهبية أن تحوّل الأثاث المنزلي من شكله المعتاد إلى تحف فنية تخطف الأبصار.
"الكروشيه" يزيّن الأريكات والإنتيكات بخيوط ذات ألوان جذابة، تجعلك تتوقف أمامها متأملاً جمالا صنعته امرأة مصرية بأدوات بسيطة كان من شأنها تطوير صناعة المفروشات اليدوية والأثاث المنزلي..
عدسة "مصر العربية" التقت هدى محمود السيدة التي طوعت كل ما حولها من أدوات قد لا يرى البعض فائدتها ولكنها جعلت منها تراثًا من نوع خاص.
وتحكي محمود عن رحلتها مع الكورشيه قائلة: "حاولت أخلي ليا حاجة خاصة، وحبي للإبرة والخيط دفعني أني افتح مكان وأعلم أكبر عدد ممكن من السيدات لتطوير تلم المهنة وإخراج عدد من الأعمال التي تجذب المواطنين".
"صنع في مصر".. الجملة التي ترددت في أذنها لكي تحقق حلمها رافعة سقف طموحها إلى حدود الأساطير، وتؤكد حرصها على صناعة منتجها بجودة مصرية 100% ليكن منتجًا ذا طابعًا مصريًا أصيلا.
وتروي هدى أن الأحداث الاقتصادية الأخيرة أثرت بالسلب عليها فبعد أن كان إقبال المواطنين على مجموعتها المنزلية بشكل مقبول، تراجعت القدرة الشرائية مع اهتزاز الأوضاع الاقتصادية التي جعلت الإقبال شبه معدوم، وقاصرة فقط على الطبقة الراقية.
وترى أن اقتناء الانتيكات يعد استثمارا من نوع آخر ذلك لأن تشجيع المنتج المصري في الفترة الراهنة من شأنه حل معظم الأزمات الاقتصادية ومنها أكبر عائق وهو الاستيراد من الخارج.
وعن المشاكل التي تواجهها، قالت "الزبائن مش بتقدر الصناعة المصرية، وغير مشاكل التسويق الي بتقابل معظم المصنعين المصرين"، موضحة أن المحال التجارية التي تتعامل معها تقع في المناطق الراقية لغلاء منتجاتها.
وتشير إلى أن المنتجات المشغولة بالأيدي المصرية عادة ما تكون أسعارها مرتفعة إلى حد ما، مشيرة إلى أن أسعارها تبدأ من 1000 جنيه للسلع الصغيرة حتى 5000 جنيه للأريكة الواحدة والديكورات.