أزمات و تحديات كثيرة ظهرت في أفق مهرجان القاهرة السينمائي منذ بداية دورته الـ"38".
وتستعرض "مصر العربية" في هذا التقرير أبرز الأزمات التي تواجه المهرجان وأثرت على دورته المنعقدة حاليًا.
الميزانية:وجاءت "الميزانية" على رأس الأزمات التي أثرت بالسلب على هذه الدورة، فبلغت حوالي 9 مليون ونصف، ويحصل المهرجان على دعم عدد من الوزارات، وهم "الثقافة، بقيمة تقدر 6 مليون جنيه"، و"السياحة بـ2 مليون جنيه"، و"الشباب والرياضة بمليون جنيه"، فضلًا عن عدد من السفارات.
وهذا المبلغ هو المحدد للمهرجان خلال السنوات الماضية، لكن مع التغييرات الاقتصادية وارتفاع الأسعار وزيادة سعر الدولار، طالبت ماجدة واصف؛ رئيس المهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بزيادة الميزانية، إلا أن هذا الطلب لم يبت فيه مما وضعها في أزمة أمام الأفلام والجوائز التي يقدمها المهرجان.
الرعاة:
وثاني هذه الأزمات "الرعاة" فهى أزمة تحاصر المهرجان هذا العام، وهو محاولة إضافة رعاة جدد ولكن إدارة المهرجان لم تنجح بالصورة المطلوبة، وخاصة مع انسحاب رجل الأعمال نجيب ساويرس.
الدولار:وتسبب ارتفاع سعر الدولار، في أزمة للمهرجان والتي تمثلت في استقطاب أحد النجوم العالميين، ودعيت الممثلة ميريل ستريب لكنها طلبت 250 ألف دولار بخلاف تذاكر الطيران والإقامة، وكان ذلك صعب للغاية في ظل ارتفاع سعر الدولار، الذي تخطى 18 جنيهًا مصريًا.
العالمية:
بعد أن كان مهرجان القاهرة السينمائي وجهة عالمية جذبت المئات من اشهر فناني العالم، ليتألقوا في سماء القاهرة، أصبح يعاني من "غياب الطابع العالمي"، وبدى ذلك بوضوح على الريد كاربت للدورة الـ38 فخلت من أي مشاركة لنجوم عالميين. وأرجأت إدارة المهرجان السبب للوضع الاقتصادي، موضحة أنه في السابق كان وجود النجوم العالميين، مرهون بوضع اقتصادي كان أفضل، فالرعاة كانوا يتحملون تكاليف استضافة النجوم الكبار، ولكنهم اعتذروا هذا العام، وفالمهرجان بهذا فقد وجهًا سياحيًا عالميًا كان يتميز به.
وعلقت الناقدة الفنية ماجدة خير لله، على غياب النجوم العالميين عن المهرجان قائلة: "ميزانية المهرجان ضعيفة جدا، واستقدام النجوم الكبار يحتاج فلوس كتير، ومش معقول ممثل كبير سيترك بلده ويأتي للحضور بدون مقابل".
وتابعت "خير الله": "مهرجان القاهرة السينمائي لا يمثل فائدة لأي فنان عالمي".
الترجمة
اللغة هي وسيلة مهمة لتقارب الثقافة السينمائية وخاصة لجمهور أغلبه عربي، ففي أسبوع النقاد السينمائي، والذي تتنافس فيه 7 أفلام من دول مختلفة تغيب الترجمة العربية، وذلك لقلة الميزانية كما أوضح أحمد حسونة مدير الأسبوع.
والأمر الذي تكرر مع الأفلام الصينية فإدارة المهرجان ترجمت 4 أفلام فقط إلى اللغة العربية، من إجمالي 20 فيلم تعرض خلال المهرجان، فضلًا عن عدد من الأفلام الأجنيبة التي تدفع البعض إلى ترك صالة السينما.
"السينما المصرية" خارج الكادر
أثار خروج مصر بلا جوائز من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العام الماضي غضب الوسط الفني، وفي هذا العام اختارت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفيلم المصري "البر الثاني" للمخرج علي إدريس للمشاركة في المسابقة الرسمية فضلا عن فيلم الافتتاح "يوم للستات، ليظل التساؤل هل تستطيع السينما المصرية الخروج بمستوى فني جيد لتعويض خيبة العام الماضي.
ولكن المؤشرات لا تبشر بخير، فقالت أحد المصادر المقربة من لجنة التحكيم إن الأفلام المصرية التي عرضت بمهرجان القاهرة السينمائي الدولى بدورتة الـ"38" لن تنال أى جوائز.
كما أشار الناقد محمود عبد الشكور عبد صفحته الرسمية على فيس بوك، بضعف مستوى فيلم "البر الثاني".
التخبط
قالت ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إنها لم توجه الدعوة لسما المصري للحضور إلى المهرجان، مشيرة إلى أنها فوجئت بها على السجادة الحمراء.
وكانت سما أثارت موجة ساخرة حولها بعد سقوطتها على السجادة الحمراء، خلال مشاركتها في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ38.
وأثارت إدارة المهرجان غضب العديد من الصحفيين والإعلاميين بسبب تخبط في خروج الكرنيهات، ومنع البعض من التصوير.
كما استعانت إدارة المهرجان بعدد من "الجاردات" خلال الفعاليات تسبب في أزمات كبيرة واشتباكات مع الصحفيين وجمهور المهرجان، وخاصة في ليلة عرض فيلم "البر الثانى" حيث نشبت مشادات الأمر الذي سبب غضب عارم من ممثلي وسائل الاعلام في المهرجان.
غضب النجوم
أثارت القائمة التي سربت لأسماء الفنانين الذي وجهت لهم الدعوة لحضور حفل الافتتاح ولم يحضروا ولم يقدموا أي اعتذارات، غضب الكثير بسبب اتهامهم بعدم تشجيع مهرجان وطنهم.
قال الفنان خالد الصاوي، إن انشغاله بتصوير عمل فني جديد، هو سبب غيابه عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وطالب الصاوي في بيان نشر عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، من الصحفيين تحري الدقة وعدم اقحام أسماء لها تاريخ مشرف في احترام كل ماهو مصري ووطني واتهامهم بالخذلان والتكبر والتقاعص عن حضور مهرجان بلدهم.
والأمر نفسه تكرر مع الفنان أحمد زاهر، والذي أوضح أن حزنه على رحيل الفنان محود عبد العزيز هو السبب الرئيسي لغيابه.