هل تنجح أوبك في التوصل إلى اتفاق يوقف نزيف النفط؟

مساع للتوصل إلى اتفاق نفطي

تواصل دول الخليج بقيادة السعودية محاولاتها الحثيثة للتوصل إلى اتفاق نفطي يخرج أسعار  النفط من كبوتها التي تقترب من 3 سنوات، فيما تظل العقبات والعراقيل تقف حائلا أمام هذا الاتفاق، فبعد التخلص الجزئي من عقبتي روسيا وإيران، ظهرت الآن 3 عثرات جديدة؛ وهي العراق وليبيا ونيجيريا، فهل تنجح أوبك في تجاوز هذه العثرات أم أنها ستواصل مسلسل فشل الأشهر الماضية؟

 

بحسب المتابعين فإن خبراء البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، قد أختتموا مساء أمس الثلاثاء، أعمالهم "بنجاح"، لكن هذا النجاح يظل حتى الآن داخل قاعات الاجتماعات، فيما تظل ماكينة الإنتاج تعمل بكامل طاقتها في الدول المنتجة، الأمر الذي لا يدل على أن هناك اتفاقا وشيكا.

 

وضع خاص

في الوقت ذاته قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري للصحفيين أمس، إنه ينبغي لـ"أوبك" أن تسمح لبلاده بالاستمرار في رفع إنتاجها دون قيود وذلك في تعليق على خطة المنظمة الرامية إلى تقييد الإنتاج لدعم الأسعار.

 

الجعفري أعتبر أن بلاده لها وضع خاص نظرا لأنها في حالة حرب، مؤكدا أنه "ليس من الإنصاف" أن تخفض بلاده إنتاجها النفطي.

 

ليست العراق وحدها التي صرحت بأن لها وضعا خاصا فقد سبقتها ليبيا ونيجيريا ومن قبلهم جميعا إيران العقبة الأبرز التي وقفت أمام محاولات الاتفاق الفاشلة، فهل تتسبب هذه الدول في فشل جديد لتوصل أوبك لاتفاق خلال اجتماعها نهاية هذا الشهر بمقرها في فيينا.

 

من جانبه قال مندوب نيجيريا لدى "أوبك" إن المنظمة في طريقها الصحيح لوضع اللمسات والتفاصيل الأخيرة لاتفاق الجزائر بشأن خفض إنتاج النفط، مؤكدا أن هناك يقينا من توافق كافة الأطراف، مضيفاً أن جميع الأعضاء على دراية بحجم المخاطر الكبيرة.

 

اتفاق معلق

ومن المقرر أن تجتمع "أوبك" بعدد من كبار المنتجين من خارج المنظمة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في فيينا لمناقشة التعاون فيما يتعلق بالحد من الإمدادات النفطية.

 

ووفقا لما ذكرته مصادر لوكالة أنباء "رويترز" فإن أوبك تعتزم خفض إنتاج النفط بواقع 4 إلى 4.5% لجميع أعضائها ماعدا ليبيا ونيجيريا الأسبوع المقبل لكن نجاح الاتفاق يتوقف على موافقة العراق وإيران.

 

وقالت المصادر إن اجتماع خبراء المنظمة في فيينا قرر أمس الثلاثاء، تقديم توصية للاجتماع الوزاري الذي ينعقد الأسبوع المقبل بأن يناقش مقترحا جزائريا لخفض الإنتاج بهذه النسبة، ومن شأن هذا الخفض أن يقلص إنتاج أوبك بأكثر من 1.2 مليون برميل يوميا.

 

لكن المصادر قالت أيضا إن ممثلي إيران والعراق وإندونيسيا أبدوا تحفظات بشأن مستوى مشاركتهم في الاتفاق الذي سيكون أول اتفاق للمنظمة منذ 2008 على كبح الإنتاج.

 

النفط يرتفع

وكانت أوبك قد اتفقت في سبتمبر على تقليص الإنتاج إلى ما يتراوح بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا في مسعى لدعم الأسعار مقارنة مع أحدث تقديرات لإنتاج أوبك عند 33.8 مليون برميل يوميا.

 

وتعرض السعودية وحلفاؤها الخليجيين خفض إنتاجهم بما يصل إلى مليون برميل يوميا، فيما تطلب إيران والعراق شروط معينة للمشاركة في الاتفاق.

 

وكان أسعار النفط قد ارتفعت أمس الثلاثاء، إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الشهر مع تزايد التوقعات في السوق بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستتغلب على الخلافات الداخلية وحالة الشك من أجل التوصل إلى اتفاق يقلص إنتاج النفط فعليا.

 

وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 39 سنتا للبرميل إلى 49.29 دولار بعد أن صعدت في وقت سابق دولارا في دفعة نحو مستوى الخمسين دولارا للمرة الأولي منذ نهاية أكتوبر، فيما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط 12 سنتا إلى 48.36 دولار للبرميل.

مقالات متعلقة