10 أيام مرت على اعتداءات وترحيلات داخل سجن برج العرب، لم ينته فيهم الوضع بترحيل ما يزيد عن 350 محتجزاً لسجون المنيا الجديد وجمصة بالمنصورة ووادي النطرون.
بعد تمكن الأهالي من الدخول للزيارة اكتشف بعضهم إصابات خطيرة في أبنائهم وتجريد الزنازين.
بدأت القصة في 13 نوفمبر الجاري، من داخل عنابر المخصوص المعرفة باسم "عنابر الإعدام" ونقل أحدهم لمستشفي السجم، ليعلم باقي المحبوسين بتعرضهم للاعتداءات وأعلنوا التضامن معهم، فبدأ اقتحام عنبري 22-23 وتطور الأمر ليشمل 7 عنابر وهي "2-3_4-21-22-23-24".
في اليوم الثاني قدم الأهالي 80 شكوي لنيابة غرب الإسكندرية الكلية بشأن حدوث اعتداءات على المساجين السياسين بقنابل الغاز والعصا، فكلف رئيس النيابة وكلاء نيابة برج العرب الانتقال للسجن للتفتيش والتصحيح في صحة الشكاوي ومنع الزيارة، مازال ذلك التحقيق مستمر، واتجه الأهالي لتقديم بلاغات للنائب العام بالقاهرة ومصحلة السجون والمجلس القومي لحقوق الإنسان أمس.
تعرض الكثير من المساجين للتغريب في سجون أخري، وبقي البعض داخل سجن برج العرب، غلب عليهم جميعاً تعرضهم للضرب والتكدير بحسب الأهالي
من داخل السجون حصلت "مصر العربية" على حكايات من تعرضوا لـ"التغريب"، في 3 سجون، فضلاً عن الوضع داخل برج العرب.
يشعر أهالي الموجودين بسجن المنيا بالخوف من الحديث عما حدث، خاصة وأن أبنائهم تعرضوا للتهديد بحدوث ما هو أسوء لو تحدث أحدهم، بحسب الأهالي.
"أ.م"، شقيقة أحد المحبوسين بالمنيا، تروي أنه رُحّل يوم الأثنين الماضي، خرج من السجن بدون اعتداء يحمل كافة متعلقاته، بعد أن أخبرتهم إدارة السجن بأن كلاً منهم سيُرحل لمحافظته، فشقيقها لم يكن بعنبر 22 الذي تعرض الموجودين فيه لضرب قنابل الغاز والتجريد وخرجوا للترحيلات بكلبشات خلفية.
8 عربات ترحيلات، بمجرد وصولهم لسجن المنيا بدأ الأمر، فأسفل كل عربة انتظرتهم قوات تأمين السجن بالهراوات تعرضوا جميعها للضرب بها، تظهر علامات الضرب بوضوح على وجوههم وظهورهم، بحد قولها.
جُرد المحبوسون من ملابسهم ومتعلقاتهم، وأجُبروا على النوم على بطونهم والزخف لأكثر من نصف كيلو، وسط ضربات متتالية عليهم، بصواعق الكهرباء.
وضُع كل 10 في زنزانة في عنابر مختلفة حتي لا يري آي منهم الأخر، ومُنع عنهم الطعام لمدة 4 أيام حتي تمكن ذويهم من زيارتهم.
آلاء نجلة جمال امام، أحد المرحلين لسجن وادي النطرون 430 شديد الحراسة، تروي أنه لم يستطع كافة ذويهم رؤيتهم بحجة وجودهم في عنابر التأديب لكن بانتهاء الزيارة علموا بوجودهم داخل المستشفي.
"كل حاجة ممنوعة" هكذا كان الوضع داخل سجن وادي النطرون، لم يُسمح لهم بإدخال شيء إلا الخضار والفاكهة عقب تقسيمهم لأجزاء، وسمحوا بقطعة ملابس واحدة لكل فرد، و منعت إدارة السجن دخول الأدوية والبطاطين، على حد تعبير آلاء.
بدخول المُرحلين من سجن برج العرب، كان جميعهم يغلب عليهم شكل واحد بملابس السجن الصيفية الممزقة والمتسخة،بعد حلق شعورهم ووجود إصابات وتورم في وجههم وأقدامهم التي غلب عليها اللون الأزرق، وبحة في أصواتهم التي قاربت على التلاشي، على حد قول نجلة جمال إمام.
حضر الزيارة 4 ضباط، وما بين كل محبوس وأسرته جلس مخبر للاستماع للحديث، لكنهم أخبروهم بما حدث معهم بعد وصولهم وادي النطرون وتجريدهم من الملابس وحرق ملابس السجن التي رُحلوا بها، ووضعهم في زنازين أصغر من 50 مترا يطلق عليها "زنزانة شديدة الخطورة.
لم تكمل الزيارة 5 دقائق و سحب العساكر و أمناء الشرطة المحبوسين من وسطهم، مشيرة إلى أن والدها وضع في التأديب لطلبه نظارته الطبية التي جردوه منها، تصف آلاء ما حدث بـ"الكابوس".
"ضحي" مازال والدها داخل سجن برج العرب، ممنوع عنهم التريض ودخول الجرائد ورؤية بعضهم حتي الأن، لا يخرج أي منهم من زنزانته إلا للزيارة فقط، موضحة أنه يعيش على طعام "البسكوت والكحك" بعد أن جردوه من كافة متعلقاته.
تعيش ضحي حالة من الرعب، بحد تعبيرها خاصة بعد ترحيل عدد من المحبوسين يوم الأحد لوادي النظرون بعد جلسة محاكمتهم، متابعة :"مش عارفين مصير كل واحد نازل جلسة أو تجديد هيكون رايحين بيهم على فين".
تؤكد أن بعضهم مريض وترفض إدارة السجن نقلهم للمستشفي ولا يُسمح للأهالي بإدخال الأدوية إلا القليل منها، ويبقي الكثيرون داخل زنازين التأديب دون زيارة، بحد قولها.
3 بلاغات جديدة قدمها الأهالي أمس كنوع من الضغط، للنائب العام، يوضح فارس منصور، محامي الأهالي، أن البلاغات ضد التجريد الذي تعرض له المحبوسين، وأخر ضد الإصابات الخطيرة التي لحقت بهم.
يشير إلي أن "عبد الرحمن التهامي"، مصاب في عينه جراء قنبلة غاز مسيلة للدموع ويرقد داخل مستشفي سجن وادي النطرون الأن، وأصيب عاطف أبو العيد بكسور ومعاذ صالح بحالة فقدان في الذاكرة، وطالبت البلاغات بعرضهم على الطب الشرعي,
يتابع أن النيابة تُحقق منذ الثلاثاء الماضي وانتقلت يوم السبت لمقابة المساجين، لكنهم لم يدخلوا العنابر وتم التحقيق مع 32 مسجون كشهود ومجني عليهم داخل المبني الإداري للسجن.
البلاغ الثالث كان ضد مأمور السجن وضباطه بالاعتداء على 2500 مسجون سياسي داخل السجن بسبعة عنابر.
أكتشف المحامون في التحقيق أن مأمور السجن لديه تسجيلات للمحبوسين من داخل الزنازين، فأشرف عبد السميع المحبوس ببرج العرب أوضح له المأمور أنه في التسجيل امتنع عن الزيارة، وهو ما دفع المحامين لاثبات طلباتهم في التحقيق بإحالة المأمور للتحقيق في واقعة التسجيل بدون إذن نيابة ومخالفة لوائح السجن التي تنص على عدم وجود أجهزة الكترونية داخل العنابر.