بالفيديو| واصف: أسعار الذهب في الطالع .. والصيني بلا قيمة.. والمهنة في أزمة

وصفي امين واصف رئيس شعبة الذهب

يعد الذهب ملاذًا آمنًا للكثير من المواطنين وقت الأزمات، وآخرون يعتبرونه تجميدًا للأموال لعدم إهدارها إلا أن ارتفاع أسعاره خلال الفترة الأخيرة سبب أزمة انعكست آثارها على سوق المعدن الأصفر والعاملين فيه.

 

"مصر العربية" قامت بجولة داخل شارع الصاغة وسط القاهرة؛ للتعرف على ما يمر به سوق الذهب في أشهر شارع لبيع وشراء الذهب في مصر، التقينا خلاله عدة تجار تحدثوا عن كل ما يخص مهنتهم التي قالوا إنها في خطر بعد الزيادة الكبيرة في أسعار الذهب التي قابلها ركود في الشراء.

 

وواصلت أسعار الذهب ارتفاعها المستمر منذ بداية العام الجاري، وسجل عيار 21 الأكثر انتشارًا في مصر 580 جنيها ليتضاعف خلال عام لأكثر من الضعف ما أنشأ  حسب التجار فريقين من المواطنين، يحاول الأول الاستفادة من ارتفاع أسعار الذهب عبر بيع مصوغاته، بينما لجأ الفريق الثاني إلى السبائك الذهبية كطريقة آمنة للإدخار في ظل انخفاض سعر صرف الجنيه وأيضًا قلة المصنعية.

 

ومع قلة الإقبال على شراء المصوغات في السوق المحلية، تحوّل آخرون من تجار الذهب إلى تصدير المصوغات إلى سويسرا ودول الخليج العربي؛ ليعاد صهرها مرة أخرى.

 

 وانتهت الجولة بحوار مع رئيس شعبة الذهب، وصفي أمين واصف، للوقوف على أثر الأوضاع الاقتصادية على المعدن الأصفر والعاملين به.

 

إلى نص الحوار:

 

كيف أثر قرار تعويم الجنيه على سوق الذهب؟

 

الذهب بالسوق المصري مرتبط بسعره في البورصات العالمية بصفة عامة وسعر الدولار بمصر بصفة خاصة، وقبل التعويم كان يرتفع بطريقة غير مسبوقة بسبب تذبذب سعر الدولار في السوق، أما بعد قرار تعويم الجنيه أصبح المؤثر الوحيد هو سعره في البورصات العالمية، الأمر الذي أدى إلى استقرار نسبي في أسعار الذهب المحلي.

 

لماذا ارتفع الذهب إلى هذه المستويات؟

 

الفترة الراهنة غير مستقرة على الإطلاق، حيث أصبحت الأسعار تتغير كل لحظة، وذلك بسبب أن الذهب المعروض بالأسواق العالمية أقل من المطلوب، وهو السبب الرئيسي الذي أدى إلى ارتفاع سعر الذهب.

 

لماذا ترتبط أسعار الذهب بالدولار الأمريكي؟

 

أسعار الذهب مرتبطة بالدولار لأن الذهب سلعة عالمية، تسعر بالدولار، ومن ثم فسعر صرف الدولار يعد عاملا مؤثرا فى سعر الذهب بالأسواق، ومع نقص النقد الأجنبي في مصر وعجز الدولة عن توفيره للمستثمرين بقطاع الذهب وتلبية احتياجات الأسواق المختلفة من الدولار في ظل الأزمة الحالية التي تواجهها الدولة اقتصاديًا والعجز في توفير العملة الصعبة، ارتفعت أسعار الذهب لأنه سلعة مستوردة تسعر بالدولار.

 

هل يمكن أن يكون الذهب الصيني بديلا في ظل الأزمة الراهنة؟

 

هو ليس ذهبًا .. "الذهب الصيني" مسمى أطلق مجازًا بسبب لونه واستخدامه للزينة مثل الذهب العادي، لكنه يختلف تمامًا عن الذهب المحلي المعروف فلا يوجد به أي من المعادن الثمينة التي تدخل في التصنيع، فهو مكون من معادن رخيصة الثمن مثل الألومنيوم والرصاص المطلية بالمواد الكيماوية، السبب الذي أدى إلى تجنب المواطنين شراءه، إضافة إلى قيمته المادية التي لا تساوي شيئا عند بيعه، ولونه الذي يتبدل حال استخدامه بعد مدة قصيرة.

 

إلا أنه استطاع في بداية ظهوره أن يخطف أعين الجمهور وأصبح هناك إقبال على شرائه من قبل الشباب خاصة بسبب أسعاره المنخفضة.

 

 

 

 

في ظل ارتفاع أسعار الذهب.. هل زاد الإقبال على شراء الفضة؟

 

يمكن القول أن الفضة لها جمهورها الخاص، وبدأت تحتل مكانة الذهب الصيني، ولكنها لا تغني عن الذهب الذي يعشقه الكثيرون، وقيمته المادية المحفوظة فيه مقارنة بالفضة.

 

كيف أثّر  ارتفاع المعدن الأصفر على عملية الشراء؟

 

شهدت الأسواق المصرية خلال الفترة الأخيرة الماضية حالة من الركود التام، وقد أصبح الإقبال شبه معدوم من قبل المواطنين، ويرجع السبب في ذلك إلى الحالة الاقتصادية المتدنية، فضلًا عن انعدام القدرة الشرائية لدى الأفراد تحت الضغوط اليومية التي يعترضون لها.

 

ما هو حجم سوق الذهب على مستوى الجمهورية؟

 

حجم سوق صناعة الذهب بمصر وصل خلال الأعوام السابقة إلى نحو 90 طنا، لكنه تراجع إلى نحو 50 طنا في عام 2015، أما في هذا العام أعتقد انه لم يكن قادر للوصول إلى 20 طنا بسبب الظروف الاقتصادية.

 

 

 

ما هو الوضع الحالي لتجار الذهب في ظل ركود السوق؟

 

المشهد الحالي يعتبر بداية انسحاب لعدد كبير من المصنعيين والورش، وبالفعل أغلقت 85% من المصانع، ما أدى إلى زيادة البطالة لتسريح العمالة بمصانع الذهب، أما بالنسبة إلى المحال التجارية فهي تمر بظروف قاسية وإذا ظل الحال كما هو سيضطر العاملون بالذهب لتصفية انشطتهم خلال الفترة القادمة.

 

ما هي خطط الشعبة لمواجهة الأزمة؟

 

الوضع الحالي أصبح عشوائيًا بشكل مبالغ فيه، والقرارات لم تأت من الشعبة أو من وزارة بعينها لأن الوضع الحالي غاية في التعقيد، فهو سائد على الاقتصاد العالمي بصفة عامة وعلى مصر بصفة خاصة، ومعالجته باتت مؤلمة جعلتنا نقف مكتوفي الأيدي.

 

هل الاستثمار في الذهب مازال آمنًا في ظل هذا الوضع؟

 

اقتناء الذهب هو الاستثمار الأمن حاليًا، وأصبح مربحا بالنسبة للأفراد، فهو بمثابة وثيقة استثمار ومخزون جيد للأسر المصرية، أما بالنسبة للتاجر ليس مربحًا على الاطلاق بسبب الإيجار المطالب به، فضلًا عن مرتبات العمال التي تستنزف من دخله في الوقت الذي لا يوجد فيه اقبال من قبل المستهلكين.

 

 

هل لجأ تجار الذهب إلى المتاجرة في الدولار؟

 

تاجر الذهب مخلص لمهنته وليس له علاقة بالمضاربة في العملة الصعبة، فهذا تخصص شركات الصرافة.

 

 

مقالات متعلقة