"حكم الإدانة والسجن مدى الحياة الذي أصدرته محكمة بريطانية الأربعاء ضد توماس ماير قاتل النائبة جو كوكس سيرتبط بانعكاسات دولية، لا سيما وأن جماعات الكراهية تشعر وكأنها اكتسبت زخما هائلا بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وانتصار حملته "أمريكا أولا".
جاء ذلك في سياق تقرير بصحيفة واشنطن بوست تعليقا على الحكم الصادر ضد ماير الذي قتل في يونيو الماضي السياسية المعروفة بدفاعها الحميم عن شؤون اللاجئين ورفضها للبريكسيت. وداخل منزل القاتل توماس ماير، وجدت السلطات البريطانية العديد من الكتب العنصرية التي تتحدث عن هيمنة ذوي البشرة البيضاء والنازية, وفي يونيو الماضي، أطلق المتهم الرصاص وطعن جو كوكس في واقعة جسدت الانقسامات العميقة داخل صفوف المجتمع البريطاني حول خروج بريطانيا من بوتقة الاتحاد الأوروبي، الذي أيده الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وأثناء المحاكمة، قال العديد من الشهود لهيئة المحلفين إن ماير صرخ قائلا "بريطانيا أولا"، بينما أطلق على كوكس 3 رصاصات وعاجلها بـ 15 طعنة.
وفي حيثيات حكم الإدانة، وصف القاضي ألان ويلكس الجريمة بأنها استثنائية جدا لدرجة دفعته لإصدار حكم بالسجن مدى الحياة للقضائ على أي فرصة لإفراج مبكر أو مشروط.
وذكر القاضي أن القاتل اقترف جريمته بدافع آرائه المتعصبة المدافعة عن هيمنة الجنس الأبيض واحتكار الوطنية والتي ارتبطت بالنازية وغيرها من الأشكال المعاصرة المناهضة للديمقراطية.
وكان القاتل قد تحدث في الجلسة الافتتاحية لمحاكمته قائلا: “الموت للخونة، الحرية لبريطانيا"، وطلب التحدث كذلك في جلسة الأربعاء لكن طلبه قوبل بالرفض.
سو هيمينج خبيرة الجرائم الخاصة ومكافحة الإرهاب رأت أن ماير لم يقدم أي تفسيرا لجريمته.
واستدركت: “النيابة تأكدت أن الكراهية هي الدافع الجريمة التي ارتكبها المتهم مع سبق الإصرار والترصد، ولا تقل بأي حال عن ممارسات الإرهاب".
وقُتلت كوكس في 16 يونيو الماضي أمام مكتبة في بريستيل شمال إنجلترا أثناء طريقها لمقابلة ناخبين في دائرتها البرلمانية.
وتعليقا على الحكم، قال برندان كوكس إنه يشعر بالشفقة على المتهم واصفا الجريمة بأنها نتاج "فعل سياسي وممارسة إرهابية".
وفي مقابلة مع بي بي سي، طلب الزوج من أصدقاء كوكس تدوين ذكرياتهم عن زوجته التي كانت مليئة بالحيوية وتسلقت الجبال، وعاشت فترة من الوقت في قارب تضامنا مع اللاجئين، منوها إلى أنه يحكي هذه القصص لأبنائه في المساء.
رابط النص الأصلي