أمنية تمناها الفلسطينيون وما لبثوا ليلة حتى رأوها واقعًا حيا، فالنيران المشتعلة الآن في الأراضي المحتلة من الكيان الصهيوني قد تكون نتاج دعوات الفلسطينيين المقهورين.
قبل يوم واحد، وبعد أيام قليلة من إصدار الاحتلال الإسرائيلي قانونًا يحظر رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس وفلسطين، تمنى فلسطينيون في حديثهم لـ "مصر العربية" حريق الأراضي الإسرائيلية، وهو ما نشاهده اليوم بشكل واسع وضخم. وتشهد أراضى الاحتلال حرائق ضخمة اندلعت أمس الأربعاء، وطالت الحرائق العديد من المستوطنات في مدينة القدس المحتلة وسببت العديد من الأضرار للمنازل وأوقعت عشرات المصابين. وأثار قانون الاحتلال بمنع الأذان في مدينة القدس موجة غضب واسعة، ووصف الفلسطينيون القانون بـ "الجائر"، مؤكدين أنه سيفتح على الاحتلال بوابه جهنم، وسيشعل الأرض من تحت أقدامهم. ويتزامن قانون حظر الأذان مع عمليات تهويد صهيوني للأراضي الفلسطينية، خاصة في مدينة القدس، ومخططات خطيرة تستهدف الاستيلاء على المسجد الأقصى لبناء الهيكل الثالث المزعوم. المساجد في قطاع غزة والتي تعرض عدد كبير منها للهدم والدمار خلال عدوان عام 2014 , صدحت بالأذان كما تعالت أصوات الأذان من داخل المدارس رفضاً للقانون الإسرائيلي الذي وصف بالعنصري. " مصر العربية " ترصد في هذا التقرير ردود الفعل الفلسطينية على قانون منع الآذان، إذ قال حسن الصيفي وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية:" القانون هذا قانون عنصري , وينم عن الفكر العنصري الصهيوني هذا قانون اجتثاثي يريد أن يجتث التراث الإسلامي والدين وكل شيء مخالف ".
في ذات السياق قال الشيخ ماجد سالم :" الاحتلال لا يلتزم بالقوانين هو أصلاً معاكس لكل القوانين الشرعية، والسماوية و لذلك هذا الاحتلال عليه أن يفهم إنه لا مقام له في أرضنا , وأنه لن يسكت صوت الأذان , ولن تسكت المقاومة عن هذا المحتل في أرضنا خاصة في مدينة القدس ".
وأكد سالم أن كل المساجد في قطاع غزة تنتفض رفضاً لهذا القانون الذي يعد جريمة بحق الحريات الدينية , ودليلاً على غطرسة الاحتلال , واستهدافه دور العبادة .
بدوره قال إمام مسجد الكتيبة بمدينة غزة أبو مصعب حسان لـ "مصر العربية " منع الأذان في مدينة القدس، مدينة العرب والمسلمين، ومدينة العالم أجمع جريمة وخطورة كبيرة على كل مسلم، وإذا بدا الاحتلال بمنع الأذان، ومرت هذه الجريمة دون عقاب أو مسائلة سوف يتبعها جرائم أكبر بحقنا، ولن تكون الجريمة الأخيرة لذلك على العالم أن ينتفض ضد هذا القرار ضد المجرم الذي أصاب جميع المسلمين في العالم , ولذلك يجب أن يقف المسلمين في العالم ليس الفلسطينيين وحدهم لمنع هذه الجريمة أن تمر بسلام " .
هذا ودعت الفصائل الفلسطينية لمواصلة الفعاليات الاحتجاجية، رفضاً لقانون منع الأذان معتبرين ما ستقدم عليه الكنيست الإسرائيلي جريمة بحق كل القوانين , والشرائع الدولية , وانتهاكاً خطيراً لحرية الأديان .
وحذرت الفصائل الفلسطينية من تمرير هذا القانون لأنه حتماً سيكون له عواقب سترتد بالسلب على دولة الاحتلال.