تمديد العقوبات ووعيد بالانتقام| أمريكا وإيران .. شهر عسل لم يكتمل

تمديد العقوبات على إيران يعكر العلاقات الأمريكية الإيرانية من جديد

من جديد تعود العقوبات وتعود خلفها نبرة التهديد الإيرانية بعد فترة ليست بعيدة من التهدئة بين طهران وواشنطن عقب توقيع الاتفاق النووي في سبتمبر 2015.

 

وينص الاتفاق النووي على تقييد البرنامج النووي الإيراني على المدى الطويل مع وضع حد لتخصيب اليورانيوم وخفض عدد أجهزة الطرد المركزي والسماح بدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكل المواقع الإيرانية المشتبه بها، وتوقف إيران عن بناء مفاعلات تعمل بالماء الثقيل، وعدم نقل المعدات من منشأة نووية إلى أخرى لمدة 15 عاما وحظر استيراد أجزاء يمكن استخدامها في برنامج إيران للصورايخ الباليستية لمدة 8 سنوات.

 

وأقر الكونغرس الأمريكي، الأسبوع الماضي، مشروع قانون يجدد العقوبات الأمريكية على إيران عشر سنوات، وحظي بأغلبية 419 صوتاً في مجلس النواب.

 

خرق وانتقام

الرد الإيراني جاء على لسان  المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أول من أمس معتبرا تمديد العقوبات الأمريكية ضد إيران يعد خرقاً للاتفاق النووي.

 

ونوه خامنئي في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية بأن بلاده سترد ردا انتقاميا إن أقرت العقوبات بشكل عملي،  وأكمل:" "الإدارة الأمريكية الحالية خرقت الاتفاق النووي المشترك عدة مرات، وآخر خرق نشهده هو تمديد مدة الحظر المفروض علينا عشر سنوات أخرى".

 

وتعهد الرئيس الأمريكي الجديد دونلاد ترامب بـ"تمزيق الاتفاق النووي"، حين كان مرشحا رئاسيا وعاد ليقول " مراقبة بشدة لتنفيذ بنود الاتفاقية بهدف تغييرها من اتفاقية سيئة إلى جيدة"، وكلا التصريحين ينمان عن عدم رضا كبير من ترامب تجاه إيران والاتفاق النووي.

 

محسن ابو النور المتخصص في الشؤون الإيراني ذكر أن العقوبات الأمريكية على ايران متشعبة ومعقدة منها قد أقرها الكونغرس وأخرى البيت الأبيض والبنتاجون والبنك المركزي، وأصعب هذه العقوبات التي فرضها الكونغرس، لتضمنها منع شخصيات من السفر ووضع شخصيات كثيرة على قوائم الإنتربول.

 

خلاف الأجنحة

وأوضح في حديثه لـ"مصر العربية" أنه في عهد الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما كان هناك شبه صراع داخلي بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية من جهة  ومن جهة أخرى الكونغرس وسي أي إيه والبنتاغون، الجانب الأول يرى رفع العقوبات بتتنفيذ بند بند، بينما الجانب الآخر يرفض رفع العقوبات إلا بعد كل تنفيذ كل بنود الاتفاق.

 

وتابع:" ماحدث أن إيران التزمت ببعض البنود ولذلك أعلن الاتحاد الاوربي رفع كل العقوبات على طهران ومن ثم انخرطت بعض الدول مثل إيطاليا وفرنسا في اتفاقيات مع إيران".

 

ترامب

ولفت أبو النور إلى أنه بعد صعود ترامب للسلطة انضم البيت الأبيض إلى قائمة الأجنحة التي ترفض رفع العقوبات وتمديدها لحين انتهاء ايران من كل البنود، وهذا عمليا من وجهة نظره شيء مستحيل لأن الاتفاق مستمر على مدى زمني طويل وعدم رفع العقوبات سيجعل الإخلال بالاتفاق من جانب الأمريكان وحينها لن لا يمكن للإيرانيين الوفاء بنود الاتفاق.

 

ورجح المتخصص في الشؤون الإيرانية سيناريوهين الأول أن ينقض الاتفاق تماما من جانب أمريكا ومن ثم إيران وفي الوقت نفسه ستكون هناك علاقات إيرانية أوربية على أعلى مستوى وبالتالي سيخسر الأمريكان.

 

السيناريو الثاني كما يضيف أبو النور فشل أمريكا في تنفيذ العقوبات بسبب جهود داخلية من دوائر المصالح وخارجية من الشركاء الأوربيين الذين في حاجة لدمج طهران وفتح السق الإيراني أمام البضائع الأوربية.

 

تحريك الأذرع

وعن تلويح المرشد بالانتقام قال محمد محسن أبو النور إن خامنئي يرى أن من وقع الاتفاق أمريكا وليس أوباما حتى أن الكونغرس صدق عليه وهو ذو أغلبية جمهورية، وأي إخلال به تصبح أمريكا وليس ترامب من ينقضه، مفيدا بأن الانتقام سيكون بتحريك كل الأذرع الإيرانية في المنطقة وتنفيذ هجمات عدائية.

 

واختتم:" نقض الاتفاق النووي يعني أن تعود العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى المستوى الذي كان عليه في عهد الرئيسي الإيراني محمود أحمد نجاد"

 

 

عاطف الغمري الخبير بالشؤون الأمريكية رأى في العلاقة بين أمريكا وإيران أن كل منهما يريد الآخر ولا يريد قطيعة لكن في حدود، فكل طرف لديه مطالب عند الآخر.

 

واستطرد في تصريحاته لـ"مصر العربية":" أمريكا تحتاج فعلا لعلاقة مع إيران لمساعدتها في مشاكل تعانيها  في العراق و أفغانستان ومناطق أخرى، وإيران تريد علاقة مع أمريكا لها شروط معروفة بغض النظر عن الاتفاق النووي وهي أن تعترف لها أمريكا بتواجدها إقليميا في الشرق الأوسط".

 

الخليج

وذكر الغامري أن أمريكا لا تستطيع أن تقبل كل المطالب الإيرانية لأن ذلك يؤدي لتحطيم علاقتها مع الدول العربية خاصة الخليج.

 

ونوه إلى أن كل رئيس أمريكي جديد يأتي يكون له سياسته الخاصة عوضا عن أن الكونغرس أغلبيته جمهوريين ويعاد حسابات أمريكا مع إيران خصوصا لتخوف الدول الخليجية ما يثير قلق واشنطن بأن تتأثر علاقتها بالخليج، بينما الأمر كان مختلف في عهد أوباما لأنه كان يقلل من تواجد أمريكا بالشرق الأوسط من أجل التوجه لآسيا.

 

ولخص الغمري حديثه بأن أمريكا تحاول مسك العصا من المنتصف تبرم اتفاقا نوويا مع إيران وفي نفس الوقت تمد العقوبات حتى لا تكون رمت بكل ثقلها في كفة ايران وتخسر الخليج.

 

 

 

مقالات متعلقة