قال الجيش العراقي اليوم الجمعة، إن قواته قتلت 59 عنصرا من تنظيم "داعش" الإرهابي خلال الـ 24 ساعة الماضية في معارك الموصل، في وقت واصلت فيه الفصائل الشيعية التقدم على حساب التنظيم في الجبهة الغربية للمدينة.
وقالت قيادة العمليات المشتركة (تابعة للجيش) في إيجاز عسكري مكتوب لسير معارك اليوم، إن "قوات الجيش العراقي قتلت 49 عنصرا من داعش في معارك المحور الشرقي من الموصل"، مضيفةً أن "10 من عناصر داعش قتلوا أيضا في قاطع المحور الجنوب شرقي من الموصل".
وأضافت القيادة أنه "تم الاستيلاء على كميات من الأسلحة، ومعالجة العديد من العبوات الناسفة ضمن محاور العمليات العسكرية".
من جهته، قال الفريق أول الركن طالب شغاتي، قائد قيادة العمليات الشتركة، اليوم، إن قواته تتلقى معلومات مهمة من أهالي الموصل عن تحركات مسلحي تنظيم "داعش"، مؤكدا قرب إنهاء المعارك في الساحل الأيسر من المدينة.
وقال "شغاتي" خلال كلمة له أمام عدد من وسائل الإعلام في الموصل، ونقلها التلفزيون الرسمي، إن "القوات الأمنية اكتسبت خبرة كبيرة جدا في التعامل مع الإرهابيين، وفي وقت قصير سيتم تحرير الساحل الأيسر بالكامل".
من جانبها، أعلنت الفصائل الشيعية أن مقاتليها انتزعوا اليوم أربع قرى من داعش في غرب الموصل، ضمن عملياتها العسكرية الرامية لإحكام الحصار على مسلحي التنظيم المتشدد داخل بلدة تلعفر.
وقالت الفصائل في بيان إن مقاتلي الحشد (الشعبي) استعادوا اليوم قرى "ام حجيرة السفلى"، و"الاعزل"، و"التفاحة"، و"خضير" جنوب غرب بلدة تلعفر (60 كيلومترا غرب الموصل).
كما أفادت الفصائل بمقتل 13 من مسلحي "داعش" خلال المعارك، بينهم انتحاريون، فضلا عن تدمير سيارتين مفخختين وإسقاط طائرة من دون طيار للتنظيم.
ولم يتحدث البيان عن خسائر الفصائل الشيعية، إذ يحجم المسؤولون العراقيون عن ذكر خسائر قواتهم في الحرب ضد "داعش".
وقال ناصر الكاعدي القيادي، في الحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة) للأناضول، إن هذا التقدم يأتي ضمن العمليات الرامية لانتزاع ما تبقى من مناطق في جنوب وغرب تلعفر وأهمها ناحية "تل عبطة".
وأحكم المقاتلون الشيعة قبضتهم على مساحات واسعة من الأراضي في غرب الموصل، من ضمنها مطار تلعفر والطرق الرابطة بين الموصل وسوريا، وهو ما أدى لعزل التنظيم داخل الموصل.
وتسود مخاوف بأن يعمد المقاتلون الشيعة لارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة، على غرار ما حدث مرارا خلال العامين الماضيين في المناطق التي جرى استعادتها من "داعش".
والموصل التي تبعد نحو 400 كيلومتر شمال بغداد، هي آخر المراكز الكبيرة لـ"داعش" في العراق، بعد أن استعادت القوات العراقية على مدى العامين الماضيين مدن رئيسية مثل تكريت والفلوجة والرمادي في شمال وغرب البلاد.
وبدأت الحملة العسكرية في 17 أكتوبر الماضي، وتحظى بدعم جوي من دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول بغداد إنها ستهزم التنظيم المتشدد في الموصل قبل نهاية العام الجاري، لكن التنظيم يبدي مقاومة شرسة داخل الأحياء السكنية للمدينة التي يقطنها نحو 1.5 مليون شخص ونزح من أطرافها الشرقية عشرات الآلاف.