"كونك امرأة عربية هو شيء صعب للغاية، فعليك أن تفكري كرجل، وتتصرفي كسيدة، وتظهري كفتاة، وتعملي كحصان، وتصبري كجمل"، هذه المقولة تصف حال عدد كبير من النساء في العالم العربي، وكذلك العالم بأكمله، بحسب آراء بعض النساء.
ويقول خبراء اجتماع إن هناك نساء يتعرضن لأنواع العنف المختلفة، كاللفظي والجسدي والأسري والجنسي، لذا تحدثت "مصر العربية" إلى مجموعة من السيدات بمختلف أعمارهن وطبقاتهن الإجتماعية، حول ما تعرضن له.
ويحتفل العالم في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي لوقف العنف ضد المرأة، وأعلنت الأمم المتحدة هذا التاريخ في عام 1999 موعدا سنويا لزيادة الوعي بحجم هذه المشكلة عبر العالم.
وقالت هاجر الهواري "25 عامًا" إنها تتعرض إلى عنف لفظي من إخواتها باستمرار، فلا يمر يوم دون تجريحها بأبشع الكلمات تملقًا على مظهرها الخارجي، وفشلها بالطبخ لهم، وتشبيهها بالرجال، موضحة أن العنف اللفظي، يترك جرحًا قويًا بالقلب لا يمكن إزالته طوال العمر، كما أنه يهدم الثقة بالنفس.
"أنا عمري ما هسامح أبويا على اللي عمله فيا" قالتها ميرنا سعد "18 عامًا" موضحة أن والدها زوجها من رجل سعودي يتجاوز الخمسين من عمره، حتى يحصل على الأموال فقط، مضيفة أن هذا الرجل كان يهينها ويضربها باستمرار، معايرها بأن والدها كان يفعل هذا بها أيضًا، حتى اضطرت إلى الهروب من منزلها ذات يوم.
وذكرت وداد فاروق " 44 عامًا" أنها تعرضت في صغرها إلى جريمة اغتصاب، جعلتها حبيسة مصحة نفسية لفترة طويلة، مضيفة أنها كانت تريد مقاضاة الجاني، ولكن أهلها رفضوا رفضًا باتًا، لأنها بهذه الطريقة ستجلب العار لهم، ولكنها تزوجت، والآن تحكي لأطفالها ما حدث دون الخوف أو الشعور بأنها جريمة عليها إخفائها.
"كان بيضربني يوميًا" قالتها سها محمد "32 عامًا" موضحة أن زوجها عصبي للغاية، فعندما يطلب شيء وتتأخر عنه كانت طريقه التفاهم الوحيدة له هي الضرب، مشيرة إلى أنها اشتكت لأهله ولأهلها أيضًا، ولكن الأهل كانوا يقولون هذه أسراركم لتفشوها لأحد، والزوجة الصالحة لا تشتكي من زوجها.
بينما أوضحت أميمة الشريف "50 عامًا" أن زوجها في البداية طلب منها الجلوس في المنزل، وترك العمل، وأنه سيتكفل بجميع مصاريفها الشخصية، ولكنه عندما كان يحدث خلافات بينهما كان يمتنع عن الوفاء بوعده، موضحة أنها كانت تعتبر هذا ذل لها ولكرامتها.
وقالت أميرة محمد "39 عامًا" إنها تعرضت للعنف الجنسي من قبل زوجها، مضيفة بنبرة متأثرة أنها اكتشفت خيانته لها، وعندما طلبت منه الطلاق رفض، وتحملت العيش معه بسبب أولادها، وذات يوم قام باغتصابها، لأنها رفضت الاقتراب منه، مشيرة أن هذا أبشع أنواع العنف من الممكن أن تتعرض له المرأة.
"كان بيرفض كل اللي بيتقدمولي عشان اخدمه" قالتها سميرة أحمد "23 عامًا" موضحة أن بعد وفاة والدتها في سن صغيرة، أصبحت هي المسئولة عن والدها وأخوها، ولكن والدها لم يقدر هذا فكان يرفض أي شخص يتقدم لها على الرغم من مستواهم المادي المستقر، حتى تخدمه، مضيفة أنه أخبرها أن تتزوج بعد وفاته.
وذكرت منى إبراهيم "60 عامًا" أنها تعرضت إلى العنف اللفظي من قبل أولادها، فهي كانت "عاملة نظافة" في المدارس، وعندما أراد أولادها الزواج، رفضوا بأن تحضر أفراحهم حتى لا تحرجهم، لأن وظيفتها غير لائقة، بالإضافة إلى ملابسها غير مناسبة لعائلات زوجاتهم، وترى أن هذا أكبر عنف تتعرض له المرأة في الكبر.
رأي الخبراء حول العنف ضد المرأة
وقالت خبيرة الاجتماع الدكتورة أمينة محمود إن أغلب نساء المجتمع تعرضن للعنف من قبل آبائهم أو أزواجهم أو أبنائهم، فهذا أصبح أمر واقعي، ولكن على المرأة أن ترفض هذا وتصيح وتتكلم، وتحارب هذا العنف الممارس ضدها.
وأضافت أن 35% من النساء تعرضن للعنف الجسدي بحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أهمية التوعية للنساء في هذه الفترة، حتى تستطيع كل امرأة أن تأخذ حقها بسهولة، ولا تتعرض للعنف مرة آخرى.
ملاحظة: جميع الأسماء الواردة في متن التقرير "مستعارة" لاعتبارات الخصوصية.