حازم حسني: ما يحدث في سيناء تجاوز مرحلة الإرهاب

حازم حسني

نعى حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، شهداء القوات المسلحة في سيناء، وأوضح في تدوينة عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، المشكلة الحقيقة التي يواجهها الجيش في سيناء.

 

وكتب "حسني": "حقيقة ما يحدث فى سيناء.. تقبل الله في جناته شهداء قواتنا المسلحة من الشباب المصري الذى لم يكن يسعى لمغانم شخصية وهو يواجه خطر الموت.. استشهاد عدد من هذا الشباب من وقت لآخر صار - على ما نرى- من الأخبار المعتادة التى أخشى أن تتحول بتكرارها الرتيب إلى روتين يومي لا يتوقف عنده المصريون".

 

وتابع: "أخشى أن نفقد بمرور الوقت الإحساس بحجم الفجيعة الإنسانية والوطنية، وأخشى أن تتحول دماؤهم مع الأيام إلى مجرد مادة إعلامية يوظفها البعض لتأكيد ضرورات الاستبداد بحجة مواجهة الخطر الإرهابى الذى يهددنا بمصير سوريا والعراق!".

 

وأوضح "حازم": "المشكلة الحقيقية هي هذا الإصرار الأعمى على تشخيص النظام الخاطئ للحالة فى سيناء، فهو يصر - بمنطق الطبيب الذي خلقه الله قادراً على تشخيص الحالة ووصف العلاج - على أن ما يحدث في سيناء مجرد ظاهرة إرهابية، حتى أنه رفض بعناد شديد وصف المذيع البرتغالي لمن يقومون بهذه الهجمات المسماة بالإرهابية بأنهم "مسلحون" أو "متمردون"، ولم يلتقط المعنى الكامن فى سؤال المذيع وهو أن العالم قد بدأ ينظر لما يحدث فى سيناء على أنه تجاوز مرحلة الإرهاب إلى مرحلة أخرى أكثر خطورة على كيان الدولة المصرية من الإرهاب!".

 

وأضاف أستاذ العلوم السياسية: "إذا ما قمنا باستبعاد خبرائنا الإعلاميين من خبراء استراتيجيين وأمنيين، فإن أى مراقب لطبيعة وشكل وهدف هذه الأعمال المسلحة (التى يرفض السيسي وصف من يقومون بها بالمسلحين !) لا يمكنه أن يغفل حقيقتها، وهى أنها أعمال هدفها "استباحة الدولة" لا مجرد "إرهاب مواطنيها".

 

وتابع "حسني" مفسرًا: "ولأن تشخيص المشكلة كان خاطئاً منذ البداية، ويضع كل مظاهر العنف فى بوتقة واحدة هى "الإرهاب"، فإن العلاج بدوره كان خاطئاً منذ البداية... أما الخطيئة فهى استمراء الطبيب الفاشل ممارسة هوايته فى وصف الدواء الخاطئ للمريض الغافل عن حقيقة مرضه، كى يستمر المرض، وتستمر مع المرض الحاجة للطبيب الذى يسوق لقدراته التشخيصية التى خلقه الله بها (من غير لا علام ولا دياولو)!".

 

وأكد حازم: "استباحة الدولة هى المرحلة التي تسبق مرحلة "قنص الدولة" التى تعيشها سوريا ويعيشها العراق، ولو كانت الدولتان قد أدركتا فى الوقت المناسب أن ما تواجهانه ليس إرهاباً وإنما استباحة للدولة فلربما تمكنتا من علاج الأمور بأساليب أكثر ذكاءً وأكثر حكمة مما اتبعته من أساليب محض أمنية ومحض عسكرية!".  

واستكمل "حسني": "سيبقى العلاج الخاطئ للمشكلة مستمراً ما بقى التشخيص الخاطئ لحلاق الصحة الذى يؤمن بقدراته الميتافيزيقية أولاد حارتنا، وستبقى سيناء صداعاً فى رأس الوطن وفى رأس الدولة حتى يحكمها رجل دولة حقيقى يعرف الفرق بين أعراض مرض "استباحة الدولة" وبين أعراض غيرها من الأمراض التى تصيب الدولة ... ورحم الله شهداءنا، من سبق منهم ومن لحق، حتى يقضى الله بأمره، وتفرض مسارات التاريخ سننها على الجميع!".

 

 

وأعلن العميد محمد سمير، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، الخميس الماضي، عن استشهاد 8 من أفراد القوات المسلحة، بعد انفجار عربية مفخخة بإحدى نقاط التأمين في شمال سيناء.

مقالات متعلقة