كوبا بعد رحيل فيدل كاسترو .. بكاء وأمل

فيدل كاسترو

صمتت الموسيقى .. ألغيت حفلات الزفاف.. وانهمرت دموع الشعب في الشوارع أمس السبت بعد إعلان وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي قاد جزيرتهم إلى أكبر قدر من المساواة الاجتماعية خلال سنوات من الانهيار الاقتصادي.  

جاء هذا في تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" اﻷمريكية سلطت فيه الضوء على حال الكوبيين بعد وفاة فيدل كاسترو حيث امتزج ألم الفراق بأمل أن رحيله سوف يسمح لكوبا بالتحرك بسرعة أكبر نحو مستقبل أكثر انفتاحًا وازدهارا.

 

وقالت الوكالة، شوارع العاصمة أصبحت شبه خالية، عشرات من الكوبيين شعروا بألم حقيقي بعد وفاة كاسترو، الذي ملأت كلماته وصوره الكتب المدرسية، وموجات اﻹذاعة وصفحات الجرائد قبل أن يولد الكثير منهم.

 

ولكن وفي محادثاتهم الخاصة، يعربون عن أملهم في أن رحيل كاسترو سوف يسمح لكوبا بالتحرك بسرعة أكبر نحو مستقبل أكثر انفتاحًا، وازدهارًا في ظل شقيقه الأصغر وخليفته، الرئيس راؤول كاسترو.

 

وقاد الشقيقان التمرد المسلح من شرق جبال سييرا لتشكيل حكومة شيوعية على بعد 90 ميلاً فقط من الولايات المتحدة، ولكن منذ أن تولى السلطة بعد مرض شقيقه عام 2006، قام راؤول كاسترو البالغ من العمر 85 عامًا بافتتاح مؤسسات خاصة، وفي العام الماضي، استعادة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن.

 

ونقلت الوكالة عن "بلقيس بيخارانو" ربة منزل تبلغ من العمر 65 عاما وسط هافانا قولها:" راؤول يريد للبلاد التقدم، والقيام بأعمال تجارية مع العالم كله، وحتى الولايات المتحدة.. لكن فيدل لا يزال يتحصن في جبال سييرا مايسترا".

 

كاسترو الرجل المريض البالغ من العمر 90 عاما، ودون أي سلطة سياسية، أصبح رمزا ثوريا بالنسبة للبعض، ورمزًا لمقاومة للشطحات الدبلوماسية والاقتصادية ﻷخيه الأصغر، وبالنسبة لكثير من الكوبيين الآخرين، كاسترو يتلاشى للتاريخ.

 

السبت، وصف العديد من الكوبيين في الجزيرة فيدل كاسترو بأنّه "شخصية عالية" أدخل لكوبا نظام الرعاية الصحية المجانية، والتعليم، والاستقلال الحقيقي عن الولايات المتحدة، في حين أثقل كاهل البلاد بالنظام السياسي والاقتصادي المتحجر الذي ترك الشوارع والمباني متداعية، والشباب والنخب المتعلمة هاربين بحثًا عن مزيد من الازدهار في الخارج.

 

ونقلت الوكالة عن خورخي لويس هرنانديز، كهربائي يبلغ من العمر 45 عاما قوله:" فيدل أب لجميع جيلي.. آمل أن نحافظ على المضي قدمًا في طريقة... وهناك الكثير من التحولات والتغييرات، ولكن أعتقد أن الثورة سوف تبقي على في نفس الطريق".

 

وفي عام 2013، أعلن راؤول كاسترو أنه سوف يتنحى عن منصبه بنهاية فترته الرئاسية الحالية في 2018، وعين للمرة اﻷولى شخص لا ينتمي إلى الجيل التاريخي للثورة وهو ميجيل دياز كانيل في المنصب الثاني بالسلطة، ليكون الرئيس القادم بعد تنحيه.

 

أما الكوبيون في الولايات المتحدة، فكانت وفاة كاسترو مدعاة للاحتفال، وقال "إريك مارتينيز" البالغ من العمر 30 عاما، وهاجر من كوبا منذ أربع سنوات:"نحن لا نحتفل بأن الشخص قد مات .. ولكنه انتهى".

 

كوبا أعلنت الحداد تسعة أيام، وامتلأت الإذاعة والتلفزيون الحكومي بتحية بدون توقف إلى كاسترو، وأغلقت الحانات، وعلقت مباريات البيسبول، والحفلات الموسيقية وتوقفت العديد من المطاعم عن تقديم الخمور.

مقالات متعلقة