أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية في الكويت سيطرة اﻹسلاميين وحلفائهم على ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان الكويتي، مما أثار مخاوف من وقوع مشاحنات سياسية جديدة في الدولة الخليجية الغنية بالنفط، مما يؤدي في النهاية إلى حل البرلمان مرة أخرى، بحسب وكالة اﻷنباء الفرنسية.
وقالت الوكالة في تقرير اليوم، المعارضة اﻹسلامية وحلفاؤها سيطروا على 24 من أصل 50 مقعدًا في البرلمان، بحسب لجنة الانتخابات بعد الانتخابات المبكرة التي أجريت السبت الماضي بعد الخلاف حول أسعار المحروقات.
الإسلاميون تمكنوا من التغلب على المعارضة القومية والليبرالية في الانتخابات رغم مقاطعتهم الانتخابات لمدة أربع سنوات احتجاجًا على تعديل الحكومة لنظام التصويت الرئيسي.
وأوضحت نتائج الانتخابات، أن نحو نصف مرشحي المعارضة الذين فازوا هم من الإسلاميين، وهو ما يشكل ضربة قوية للمرشحين المنتهية ولايتهم، حيث فشل اثنان من ثلاثة وزراء في العودة إلى البرلمان.
ثلث أعضاء البرلمان الجديد من الشباب ويشكلون وجهًا جديدًا على الساحة السياسية، وفازت امرأة واحدة فقط، وانخفض تمثيل الأقلية الشيعية في المجلس الجديد من 9 مقاعد لـ 6.
ولكن رغم النتيجة، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سوف يطلب من رئيس الوزراء الحالي أو شخصية بارزة أخرى من الأسرة الحاكمة تشكيل حكومة جديدة.
ونقلت الوكالة عن المحلل السياسي محمد العجمي قوله:" أعتقد أن تشكيل البرلمان الجديد يؤدي إلى مواجهات بين نواب المعارضة والحكومة المقبلة".
وأضاف: هناك الكثير من المواضيع الاقتصادية، وغيرها يمكن أن تثير نزاعات".
وفي العامين الماضيين، ألغت الحكومة جنسية عدد من الشخصيات المعارضة البارزة وأفراد أسرهم، بسبب دوافع مختلفة.
ودعا اﻷمير للانتخابات بعد حل البرلمان السابق بسبب خلاف حول رفع أسعار البنزين.
وشهدت انتخابات السبت نسبة مشاركة بلغت نحو 70 % وسط انقسامات بشأن خفض الإعانات بسبب انخفاض عائدات النفط.
وقال المحلل داهم القحطاني للفرنسية:" إن الناخبين الكويتيين عاقبوا الذين خذلوهم"، ناصحا الحكومة بمنع المواجهة بين الطرفين عن طريق أن تكون المبادرات بالتعاون مع المعارضة.
وأضاف:" إذا طبقت الحكومة مثل هذه المبادرات، قد تنجح في تحقيق التوازن السياسي المطلوب، وتجنب النزاعات".
وهزت الكويت سلسلة من الأزمات السياسية بين عامي 2006 و 2013 عندما تم حل البرلمان أكثر من مرة بسبب المشاحنات وانتخاب برلمان موالٍ تماما للحكومة.
وجاءت الانتخابات في وقت تواجه الكويت أزمة في الميزانية تعتبر الأكثر حدة منذ سنوات، حيث انخفض الناتج المحلي بنسبة 60% مع انخفاض أسعار النفط التي تشكل 95 % من الإيرادات الحكومية.
ونشر العضو في منظمة أوبك أول عجز للميزانية يبلغ 15 مليار دولار في العام الماضي بعد 16 عاما من الفائض.
المواطنون الكويتيون يشكلون نحو 30 % من سكان الإمارة البالغين 4.4 مليون، ويضخ 3 ملايين برميل من النفط يوميا.
الرابط الأصلي