حوادث طرق متكررة حدثت أمام مدرسة الشهيد مصطفي عباس الابتدائية بمنطقة الشئون شرق مدينة قنا. حالات دهس لطلاب كان آخرها طفلة عمرها 6 سنوات، وتكررت معها شكاوى الأهالي لحث الدولة للتدخل إنقاذا لابنائهم. يخرج الأطفال من بوابات المدرسة للطريق السريع، تنتظرهم سيارات لا تبطئ سيرها فلا وجود لمطبات صناعية ولا لوحات إرشادية تحذرهم أن ثمة أطفال في انتظار المرور.
تخرج تلميذة في الصف الأول الابتدائي مسرعة، لتصدمها سيارة، وتنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، يبدأ عشرات المدرسين وعمال المدرسة بالوقوف على الطريق ليتحولوا من معلمين إلى عساكر مرور يترقبون مرور السيارات ليوقفوها أثناء خروج التلاميذ.
محمد عبد الله، ولي أمر تلميذ، يقول إن ابنائهم ينتظرون الموت تحت عجلات السيارات يوميًا دون رقيب أو حسيب من قبل المسئولين، لافتًا إلى أنه ينتظر نجله وقت الدخول والخروج يوميًا أمام أبواب المدرسة، وهو يشاهد السيارات بطريقة مسرعة.
وأوضح عبد الله، أنه من القانوني أن يتم عمل عدة مطبات قبل وبعد أبواب المدرسة، بالإضافة لوضع لافتات إرشادية، وأفراد من المرور تنظم حركة السير، بدلاً أن يعود ابنائهم جثث هامدة.
وطالب ولي أمر أحد التلاميذ، أولياء الأمور والمدرسين أن يقوموا هم بتلك المهمة بدلاً من المسئولين المتقاعسين، فيبدأون بحفر المطبات قبل أبواب المدرسة، قائلًا أن المدرسة لو كان بها أحد ابناء المسئولين لكان الوضع انقلب رأسا على عقب بعد حادث الطفلة التي دهستها السيارة.
ويوضح معلّم بالمدرسة، فضل عدم ذكر اسمه، أنهم تحولوا لعساكر مرور يوميًا، وقت دخول وخروج الطلاب، لافتًا إلى أن هناك بعض السائقين وخاصة قائدي الدراجات البخارية والتروسيكل لا يستجيبون ولا يتوقفون وقت مرور الأطفال.
وطالب عدد من أولياء الأمور تنظيم وقفة احتجاجية على الطريق أمام أبواب المدرسة، للضغط على المسئولين وسرعة التحرك وإنشاء مطبات صناعية وإرشادات مرورية.
جمال الراوي، مدير المدرسة، قال إنه تقدم في وقت سابق بمذكرة لرئيس مجلس مدينة قنا، لإنشاء عدد من المطبات الصناعية، تمت الموافقة عليها، ليتم إرسالها لرئيس هيئة الطرق بقنا، وللكن للأسف، ركنت الشكوى ولم يحرك فيها ساكنًا، معلقًا: " رئيس الطرق للأسف ملوش تلاميذ عندنا عشان يخاف على تلاميذ الناس".
وأوضح الراوي، أنه سيتوجه إلى اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا، لعرض الأمر عليه ولبيان موقف تقاعس رئيس هيئة الطرق عن تنفيذ الشكوى ، ولإنقاذ الأطفال من الموت المحقق الذي ينتظرهم يوميًا على الأسفلت.