"قد يتحقق الشفاء الحقيقي، عندما بدأنا نعتقد بصدق أنني لست المسؤولة عن ما حدث لي"، تلك المقولة التي قالتها إحدى الناجيات من حادثة الاغتصاب.
ذكرت استشارية العلاج النفسي، والباحثة بؤسسة نظرة الدكتورة ألفت علام، الآثار النفسية والاجتماعية الواقعة على الناجيات من الاعتداء الجنسي والاغتصاب.
وأوضحت علام الفرق بين الاعتداء الجنسي والاغتصاب، مشيرة إلى أن الاعتداء هو كل فعل بهدف الإثارة الجنسية أو الحط من جنس المجني عليه.
أما الاغتصاب فهو كل فعل نشأ عنه إيلاج أو إجبار على الإيلاج، سواء بالأعضاء الجنسية، أو غيرها، أو بأي أداه آخرى.
وأضافت أن الأنثى عندما تتعرض للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، تحاول بشتى الطرق نسيان هذا الموقف أو الانفصال عنه، وفي أغلب الأحيان تفشل وتدخل في دائرة القلق والخوف.
الآثار النفسية والاجتماعية التي تظهر على المدى القريب
وفيما يتعلق بالآثار النفسية التي تظهر على الناجية وذلك على المدى القريب، قالت الدكتورة ألفت علام إنها تتمثل في:
- الأرق والكوابيس أثناء النوم.
- صعوبة ممارسة طقوس الحياة اليومية المعتادة.
- القلق وسرعة الاستثارة.
- نوبات غضب وعدوان غير مبرر.
- تشوية الجسد بآلات حادة من وقت لآخر.
- سيطرة الأفكار الانتحارية عليها، وتحاول بالفعل إجراء محاولات انتحارية.
- ظهور انحرافات سلوكية ليست موجودة فى سلوك الضحية من قبل، مثل الكذب أو السرقة أو إهمال النظافة الشخصية.
- ظهور الأعراض النفس جسدية، مثل الغثيان والصداع النصفي، وسوء الهضم.
- ظهوراضطرابات نفسية مثل الوسواس القهري أو الشعور بالاضطهاد.
- نزيف دموى شديد، قد يؤدى للموت.
أما الآثار النفسية والاجتماعية التي تظهر على المدى البعيد:
- الإحساس الدائم بالخوف والميل للكآبة والإحباط.
- صعوبة التواصل مع الأصدقاء المقربين، والعجز والخوف من إقامة صداقات جديدة.
-ترسيخ معتقدات سلبية عن صورة الذات، مثل إحساسها بالقلة والضعف.
- العزلة الاجتماعية والإفتقار للمهارات الاجتماعية.
- الخوف والفزع من إقامة علاقة جنسية.
- العدوان السلبي على نفسها والمحيطين بها.
- تعرض للعدوى بأمراض خطيرة مثل الإيدز أو فيروس سي.
وفيما يتعلق بمدى شدة الآثر النفسي على الناجية، قالت استشارية العلاج النفسي ألفت علام، إن ذلك يعتمد على بعض الأشياء منها:
- درجة قرابة المعتدي، فكلما كان المعتدي يمثل مصدر أمان وحماية للناجية يكون آثره سيء عليها.
- تكرار مرات الاعتداء والمكان الذي حدث فيه الاعتداء، فكلما تكرر كلما زادت عمق الصدمة النفسية على الضحية.
- المرحلة العمرية التى حدث فيها الاعتداء، فمرحلة الطفولة والمراهقة تختلف عن مرحلة النضج والشباب.
- التركيبة البنائية لشخصية الناجية، فإذا كانت تمتلك نفسية عالية ومساندة أسرية واجتماعية تستطيع التعافي من الصدمة أكثر من غيرها.
- خوف الناجية من عواقب تقديم بلاغ ضد المعتدي.
- رد فعل المجتمع المتعارف عليه ضد الناجية من رفض الاعتراف بالحدث.
- الحكم المسبق على الناجية بأنها أحد أهم الأسباب فى وقوع هذا الإعتداء، كملابسها أو طبيعة عملها، أو ديانتها.
وشددت استشارية العلاج النفسي بضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لدى الناجيات من حوادث الاعتداءات، لتجنب التشوهات التي حدثت لها.