استغرقت عاصمة الشمال سنوات للتعافي من نيران حزب الله في حرب لبنان الثانية. فقط كي تتلقى ضربة أخرى جديدة، هذه المرة عبر موجة حرائق. ما الذي يمر على هذه المدينة؟، لا يمكن معرفة ما سيحدث غدا".
كانت هذه مقدمة تقرير لصحيفة "معاريف" بعنوان "لعنة حيفا: مدينة غارقة في حزن بلا تفسير"، تطرق لخسائر مدينة حيفا المحتلة عام 1948 جراء موجة الحرائق، معتبرا أن المدينة محاطة بحزن لا يمكن تفسيره، فرغم عدم وقوع إصابات كبيرة بين السكان، وعدم تسجيل أعمال سلب، فإن الحرائق أتت على 200 منزل، واحترقت الأشجار الخضراء التي تحيط المدينة.
وتابعت الصحيفة :”مع ذلك، فإن حيفا بعد ضربة الحرائق، وبالأبراج المشتعلة والمنازل المحروقة والمواطنين الحائرين وكبار السن الذين لا حول لهم ولا قوة- هي مدينة مختلفة. ربما لأنها أصبحت مدينة تتلقى ضربة كل عشرة أعوام تقريبا، وتتمكن من التعافي منها خلال بضعة سنوات، فقط لتعود وتتلقي ضربة جديدة".
وذكرت "معاريف" بما شهدته المدينة قبل عشر سنوات، إذ كانت هدفا رئيسيا لصوارخ حزب الله اللبناني. وقالت إنه في نهاية الأسبوع الماضي، وعلى مدى ثلاثة ساعات متواصلة، احترقت حيفا مجددا في 40 بؤرة مختلفة.
يقول "يجال" أحد سكان حي "روماما" الذي احترق منزله ولم يعد بإمكانه البقاء فيه "يبدو لي أن شيئا ما يمر على هذه المدينة، لا أحدا يعرف ما سيحدث غدا".
“ديفيد" وزوجته تركا منزلهما المحترق أيضا، وانتقلا لإقامة مؤقتة بأحد الفنادق، يقول "لا أعرف إلى أين سأعود، لست وحدي، معي زوجتي وابني المطلق وحفيدي 4 أعوام. الوضع لا يحتمل. لمن أتوجه، ليس هناك أحد أطلب منه. لا أتهم أحدا لكني ببساطة لا أفهم ماذا أفعل وكيف. نعيش في حالة من انعدام اليقين واعتقد أن هذا الوضع سوف يستمر".
“ديفيد" ليس الوحيد الذي وصل لهذه الحالة. هناك المئات من الأسر أخلوا منازلهم المحترقة. تقول "نافا":لا أعرف إلى أين سأعود، عندما يحترق بيتك، لا تعرف كيف تتصرف. من جهة تريد الحفاظ على أي شيء تبقى، ومن ناحية أخرى تسأل نفسك كيف ستقضي الليل".
الخبر من المصدر..