قواعد بحرية في سوريا واليمن .. مخطط إيراني أم مناورة؟

رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري

"قد يصبح لدينا قاعدة في سوريا أو اليمن" بهذا التصريح فجر رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، موجة ردود فعل لما يحمله التصريح من خطورة.

وقال باقري في كلمة ألقاها باقري في ملتقى قادة المناطق بسلاح البحرية في الجيش "من المحتمل أن تصبح لدينا يوما ما قاعدة على سواحل اليمن أو سوريا، أو إيجاد قواعد عائمة وعلى الجزر".

 

وتحجج باقري بأن الهدف من وراء ذلك الحضور بالبحار البعيدة والتصدي للقرصنة، ما يتعّين إيجاد أسطول بحري في المحيط الهندي على غرار بحر عُمان.

 

وبدون تحديد هوية للعدو أكد رئيس الأركان الإيراني أنه "لا يوجد تكافؤ مع العدو في المجال البحري، وعلى ضوء ذلك فإن الأساليب التقليدية غير مجدية، إذ يتوجب التدريب على أساليب أخرى تبقى قيد السرية، ليتمكن قائد السفينة العسكرية من امتلاك أداء جيد في المواجهات القتالية".

 

غضب حوثي وأثار تصريح رئيس الأركان الإيراني العديد من المخاوف والانتقادات أيضًا التي امتدت لحلفاء إيران أنفسهم فهاجم صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين  تصريحات رئيس الأركان الإيراني، داعيا إيران لقراءة التاريخ لمعرفة مصير المحاولات الفاشلة لاحتلال اليمن.

 

وأضاف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" "مهما كان حجم التآمر والعدوان ومهما كانت الإمكانيات العسكرية والدعم الدولي واستطاع أن يحقق تقدما هنا أو هناك برا أو بحرا أو جوا على حساب سيادة واستقلال اليمن، فإن ذلك لا يعني أن تراب اليمن ومياهه الإقليمية أصبحت مستباحة لمن هب ودب ليتباهى أي طرف صديق أو عدو، متواطئ أو محايد، قوي أو ضعيف، بأن بإمكانه أن يجعل من أي شبر من أرض اليمن ومياهه وطأة قدم".

 

السؤال الذي يفرض نفسه هل إيران جادة في مساعيها لإقامة قواعد بحرية في اليمن وسوريا أم أن هذا نوع من الضغط السياسي؟ ومن من الدول الكبرى سيقبل بالقواعد الإيرانية؟ وهل تحدث هذه القواعد شقاق بين إيران وحلفائها في سوريا أو اليمن؟

 

ضغط سياسي  في البداية يرى العميد حسين حمودة الخبير الاستراتيجي أن هذه التصريحات تأتي في إطار الضغط السياسي نكاية في المملكة العربية السعودية وللضغط عليها من أجل التراجع عن دورها في سوريا واليمن.

 

وأوضح في حديثه لـ"مصر العربية" أن وجود قواعد إيرانية في اليمن يعني مواجهة مباشرة مع مصر التي يتواجد أسطولها في باب المندب والمواجهة لا تريدها إيران.

 

مصر وتابع:" إيران تحلم بتطبيع كامل للعلاقات مع مصر المقطوعة منذ عقود، وهي  تتودد لمصر والقاهرة تتقارب معها نكاية في السعودية بعد وقف الرياض النفط عنها، وأسلوب النكاية هنا خاطئ وخطير، فيجب أن يكون للدولة خط واضح للتحالفات ولا تغير سياساتها بحسب المواقف".

 

وعن إمكانية إنشاء قاعدة إيرانية في سوريا رأى حمودة أن هذا مستبعد أيضًا ولن تقبل به تركيا التي وضعت لنفسها موطئ قدم في سوريا وهي الأقرب لإنشاء قواعد لها.

 

واعتبر الخبير الاستراتيجي أن أغلب التصريحات الإيرانية تأتي من باب الألاعيب السياسية.

 

جدية بينما كان لعادل عامر الخبير السياسي رأي آخر فيرجح صدق النوايا الإيرانية في السعي لإنشاء قواعد بحرية في اليمن وسوريا خاصة اليمن.

 

وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية" إيران تريد لنفسها دور متوازن في البحر الأحمر بالتواجد عسكريا لخنق مصر والسعودية.

 

وذكر أن إيران ستسعى لذلك ليست منفردة ولكن بدعم أمريكي بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

رد أمريكي وعن أسباب قبول أمريكا لقواعد إيرانية في اليمن قال عامر إن ذلك سيأتي ردا على استدعاء مصر للدور الروسي في المنطقة، ليكون الرد باستدعاء مقابل لإيران.

 

وفيما يتعلق بحدوث شقاق بين إيران وحلفائها الحوثيين بعد بيان رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين  أكد الخبير السياسي أن هذا مستبعد وما يفعله الحوثيون من باب التورية وهو إعلان تبرؤهم من إيران وسياساتها في العلن والتنسيق معها من تحت الطاولة.

 

واختتم:" الحوثيون يروجون دوما أنهم جبهة مستقلة لعلمهم بالعداء التاريخي بين طهران والمحيط الخليجي كاملا".

 

توتر يأتي ذلك في ظل توتر غير مسبوق بين إيران والسعودية وبعض الدول العربية الأخرى على خلفية دعم إيران لجماعة الحوثي التي انقلبت على شرعية الرئيس اليمني منصور هادي ما دفع المملكة العربية السعودية و10 دول عربية في تحالف عربي لقيادة حملة عسكرية على جماعة الحوثي منذ مارس 2015 قبل سيطرتهم على عدن.

 

واستهدفت جماعة الحوثي العديد من الصواريخ الباليستية - مدتها إيران بها - عمق المملكة العربية السعودية وكادت إحداها أن تصيب مكة ولكن الدفاعات السعودية تصدت لها.

 

ويزداد التوتر الخليجي الإيراني على خلفية تدخل طهران بجنودها في المعركة السورية داعمة النظام السوري ضد فصائل المعارضة المسلحة المعتدلة التي تدعمها السعودية.

 

كما يقلق السعودية قيادة الحرس الثوري الإيراني للمعارك الواقعة في العراق بين الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي المدعومة إيرانيا وبين تنظيم داعش، حيث المخاوف من تغيير ديموغرافي في المناطق السنية لحساب الشيعة.

 

ووصل الطرفان لحد القطيعة حين أقبل محتجون إيرانيون على حرق السفارة السعودية في طهران في يناير 2016 على خلفية إعدام الناشط الشيعي السعودي الشيخ نمر نمر وردت الرياض بإعلان قطع العلاقات مع طهران، ولحقت بذلك البحرين والسودان وقللت الإمارات من علاقتها بإيران.

مقالات متعلقة