شكا عدد من أصحاب مصانع إنتاج الطوب بمحافظة الغربية، أزمة نقص المازوت وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، مؤكدين أن مصانعهم مهددة بالإغلاق وتشريد آلاف العاملين بها.
كاميرا "مصر العربية" التقت عدد من أصحاب المصانع والعمال للوقوف على المشاكل والمعوقات التي تواجه صناعة الطوب بالغربية والبالغ عددها 6 ألاف مصنع.
وقال محسن راضي، صاحب مصنع، إن أزمة نقص المازوت، وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، جعلهم يضطرون لاستخدام أنابيب "البوتوجاز" لتشغيل مصانعهم، الأمر الذي يعرضهم لمخالفات بمئات الآلاف من الجنيهات، نتيجة الحظر المفروض على استخدامهم غاز "البوتوجاز".
فيما أوضح، معروف السيد صاحب أحد المصانع في مدينة كفر الزيات، أن صناعة الطوب تواجه العديد من المشاكل، سواء عدم توافر المحروقات في مقدمتها المازوت، وعدم الحصول على حصة ثابتة من شركات البترول.
وأضاف لـ"مصر العربية"، أن تلك القرارات تركتهم فريسة لتجار السوق السوداء التي تتحكم في الأسعار، "على حسب المزاج"، مشيرًا إلى أن سعر الطن وصل لأكثر من 2400 جنية و المصنع يستهلك فعليًا 40 طنًا في الأسبوع الواحد.
واستطرد قائلًا: "نضطر أحياناً إلى استخدام أسطوانات البوتاجاز، مما يعرضنا لتحرير محاضر من مفتشي ومباحث التموين وغرامات مالية.
وتساءل، "فيها ايه لو الحكومة وفرت الغاز الطبيعي للمصانع؟" لإنقاذها من التوقف والإغلاق وتشريد آلاف العمال.
ويضيف "محمد مراد" صاحب مصنع آخر، قائلًا: نعانى من تراكم الضرائب الجزافية عليها بخلاف ارتفاع أسعار مكونات الإنتاج وفواتير الكهرباء وكذلك ارتفاع سعر متر "الطفلة" المستخدمة في صناعة الطوب إلى67 جنيها للمتر الواحد مما يؤدى إلى ارتفاع كبير لتكاليف الإنتاج، وتراكم الديون على أصحاب المصانع، الذين يضطرون إلى إغلاقها وتسريح العمال.
ويقول "جمال عياد" أحد أصحاب المصانع، أن حل الأزمة لا يتوقف على توفير المازوت فحسب لأن أصحاب المصانع يتعرّضون لخسائر مادية بسبب الضرائب الجزافية عليهم، وارتفاع أسعار مكونات الإنتاج، وفواتير الكهرباء.
وأكد أن المصنع يدفع 30 ألف جنيه سنويًا ضريبة مبيعات مما يسبب عبئا ماليا على أصحاب المصانع ويضطرون إلى عدم الدفع وبالتالي يتسبب في تراكم الديون عليهم.
ويؤكد "خميس حسن" محاسب بأحد مصانع الطوب بقرية "كفر الشيخ على" على ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء والتي تتخطى الـ 35 ألف جنيه شهريا للمصنع الواحد.
بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود والطفلة، مما يتسبب في تراكم الديون على أصحاب المصانع، ويضطرون إلى غلق جزئي للمصنع أو العمل لأيام قليلة طوال الشهر، وتسريح الكثير من العمال.
وأضاف أن مركز مدينة كفر الزيات وحده ينتج يوميا 50 مليون طوبة من خلال 600 مصنع لصناعة الطوب الأحمر، معظمها للأسف يواجهه شبح التوقف.
ويقول "علاء السعيد" عامل، إنه حاصل على بكالوريس زراعة ويعمل بنظام اليومية بالمصنع، ولا يجد مورد للإنفاق على أسرته لأن المصنع يضطر للتوقف معظم أيام الاسبوع، لعدم وجود المازوت أو الطفلة، بخلاف الأجور المتدنية التي يحصل عليها العامل.
وأضاف قائلًا: "مش قادرين نطالب بزيادة بسبب خسائر أصحاب المصانع" مؤكدًا أن معظم شباب قرى كفر الزيات يعملون في صناعة الطوب .