اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، إقرار قانون الحشد الشعبي (فصائل مسلحة شيعية)، "وضع إطارا قانونيا للحشد منع تحوله إلى قوة خارج الدولة".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده العبادي، اليوم الثلاثاء، في مقر إقامته ببغداد، عقب عقده اجتماع مجلس الوزراء برئاسته.
والسبت الماضي، أقر مجلس النواب العراقي بالأغلبية مشروع قانون "الحشد الشعبي" الذي كان قد أثار جدلا واسعا بين الكتل السياسية في البرلمان لاسيما السنية.
وقال العبادي خلال المؤتمر إن إقرار قانون الحشد الشعبي "ميز بين الملتزمين بقانون الدولة أو الخارجين عنه، ووضع إطارا قانونيا للحشد منع تحوله إلى قوة خارج إطار الدولة".
ولاقى القانون رفضاً من القوى السُنية في البرلمان العراقي، التي اعتبرته طعناً بالعملية السياسية والشراكة الوطنية.
كما جاء وسط خلاف بين الكتل السياسية على فقرات في القانون تتعلق بالتوازن وتوزيع النسب بين مكونات الشعب العراقي ومشاركة جميع المحافظات في الدفاع عن مدنهم، وألا يقتصر على محافظة دون أخرى.
وخوّل قانون "الحشد الشعبي" فصائله بـ"استخدام القوة لردع التهديدات الأمنية التي يتعرض لها العراق، والقضاء على الجماعات الإرهابية وعلى كل من يتعاون معها".
ومنح الفصائل أيضا صفة "القوة الرديفة" للقوات الأمنية العراقية الرسمية (الجيش والشرطة)، وأعطاها الحق "في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها".
وتتهم منظمات حقوقية دولية "الحشد الشعبي" (الذي يشارك في معركة تحرير مدينة الموصل) بممارسة انتهاكات ضد المدنيين النازحين من المناطق السنية التي يتم استعادتها من تنظيم "داعش"، وهو ما يرفضه الحشد.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء العراقي في المؤتمر نفسه أن "توقعات حكومته عن أعداد النازحين لا تزال أقل من المتوقع، وأن وزارتي الهجرة والمهجرين والصحة اتخذتا إجراءات بالتنسيق مع حكومة إقليم شمال العراق لإيواء النازحين".
وأضاف: "لقد نجحنا في الجانب العسكري، ونسعى لتحقيق النجاح في الجانب المدني في المناطق المحررة"، مشددا على ضرورة أن تكون "المصالحة المجتمعية قبل إعادة النازحين إلى منازلهم".
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أمس الاثنين، أن عدد النازحين في المدينة الموصل بلغ 80 ألف نازح، فيما أكدت أنها لا تزال قادرة على استيعاب عمليات النزوح من المناطق التي تشهد عمليات تحرير.
وتابع العبادي، أن "حكومته تسعى إلى مسح كل أثار (داعش) الإرهابي على المجتمع في نينوى والمناطق الأخرى بالمصالحة والتآخي"، واصفاً مدينة الموصل بـ "الواحدة الموحدة"، على حد تعبيره.
وحول التعاون بين العراق ودول العالم في مجال مكافحة الإرهاب، أكد رئيس الوزراء العراقي "استعداد العراق للتعاون مع جميع الدول للقضاء على (داعش) الإرهابي".
ومضى أكثر من 40 يوما على انطلاق عمليات عسكرية عراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، من أربعة محاور لتحرير محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل التي تقع على نحو (405 كم شمال العاصمة بغداد) من تنظيم داعش.