أنقذت سلسلة من الصدف، حياة اثنين من لاعبي فريق شابيكوينسي البرازيلي لكرة القدم، وحالت دون صعودهما على متن طائرة الفريق، التي تحطمت مساء أول أمس الإثنين، بمدينة ميديين، شمالي كولومبيا، وأسفرت عن مصرع جميع زملائهما تقريبا.
وقبل شهرين، أجبرت إصابة في الركبة، المهاجم الأرجنتيني أليخاندرو مارتينوتشيو، اللاعب الأجنبي الوحيد في الفريق البرازيلي، على توديع ما تبقى من الموسم وكذلك نهائي بطولة كوبا سودأميريكانا أمام أتلتيكو ناسيونال الكولومبي، الأولى في تاريخ النادي المتواضع.
وقال مارتينوتشيو على أرض ملعب أرينا كوندا، معقل شابيكوينسي حيث أقيم حفل تأبين لضحايا الحادث، "لقد خضعت لجراحة بالمنظار في الركبة، ولذلك لم أكن في حالة بدنية جيدة ولم أسافر".
وأضاف اللاعب الأرجنتيني الذي استيقظ في الصباح التالي من يوم الحادث على عشرات المكالمات الهاتفية من متصلين كانوا يحاولون إيجاده، قبل أن يصله الخبر في النهاية "أنا في حالة صدمة، إنه أمر صعب وحزين. أمر يدعو للبكاء وعدم التوقف عنه، وتذكر كل واحد من زملائي".
وفي تأثر شديد، ذكر مارتينوتشيو بأن "العديد من اللاعبين كان لديهم أبناء، بينما كان آخرون على وشك أن يصبحوا آباء".
أما زميله، حارس المرمى مارسيلو بويك، فأنقذه تاريخ ميلاده الموافق 28 نوفمبر 1984 ، نفس يوم الحادث المأسوي.
وأوضح بويك أنه لم يلعب مع الفريق منذ شهرين بسبب قرار فني من المدرب كايو جوينيور، الذي كان على متن الطائرة المنكوبة، وفي ذلك اليوم طلب إذن من النادي للبقاء في البرازيل للاحتفال بعيد ميلاده مع أسرته، وهو ما حصل عليه بالفعل.
ويبدو أن القدر أراد لبويك أن يودع زملائه قبل أن يذهبوا في هذه الرحلة، حيث بعث له اللاعبون برسائل التهنئة بمناسبة عيد ميلاده عبر تطبيق "واتس آب" وهم في طريق "هلاكهم" للمدينة الكولومبية.
وقال اللاعب البرازيلي "لقد أرسلوا لي التهاني، ذهبت للفراش واستيقظت الساعة فجرًا على النبأ".
وتحطمت الطائرة، التابعة لشركة لاميا البوليفية، فجر الثلاثاء، أثناء توجهها لمطار خوسيه ماريا كوردوبا في مدينة ميديين الكولومبية، وكان على متنها 77 شخصا بينهم بعثة فريق شابيكوينسي، ولم ينجو من ركابها سوى ستة أشخاص.