اتفاق أوبك.. السعودية تتحمل العبء وإيران تجني الأرباح ومصر تدفع الفاتورة

أوبك اتفقت على خفض إنتاجها من النفط بنحو 1.2 مليون برميل يومياً

في حدث أقل ما يقال عنه أنه تاريخي، تمكنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من التوصل إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط، اليوم الأربعاء، وذلك في محاولة  من المنظمة التي تضم 13 عضواً بعد تعليق عضوية أندويسيا، ويشكل إنتاجهم نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط، لكبح هبوط أسعار الذهب الأسود المستمر منذ منتصف 2014.

 

وأعلن الرئيس الحالي للمنظمة محمد بن صالح السادة، اليوم أن أوبك اتفقت على خفض إنتاجها من النفط بنحو 1.2 مليون برميل يومياً، ليصل إجمالي إنتاجها اليومي إلى 32.5 مليون برميل، مضيفا خلال مؤتمر صحفي من العاصمة النمساوية فيينا، أن الاتفاق جاء تتويجاً للدول الأعضاء كافة، بعد تفاهمات اجتماع الجزائر التي تم التوصل لها في 28 سبتمبر الماضي.

اتفاق أوبك الذي يعد الأول من نوعه منذ 2008، جاء بعد صراع كبير بين المنتجين سواء داخل المنظمة أو خارجها، فبين دول طالبت بوضع خاص وأخرى ارادت استثنائها، نجحت مساعي الخليج بقيادة السعودية في التوصل إلى اتفاق نفطي قد يخرج أسعار  النفط من كبوتها التي تقترب من 3 سنوات.

عبء السعودية

 

ويرى محللون أن تخطي العقبات والعراقيل التي كانت تقف حائلا أمام هذا الاتفاق، جاء على حساب المملكة العربية السعودية، حيث قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قبل ساعات من الاتفاق إن الرياض مستعدة لتحمل "عبء ثقيل" في إنتاجها والقبول بتثبيت الإنتاج الإيراني عند مستويات ما قبل العقوبات.

 

وتعد تصريحات الفالح بمثابة تنازل واضح من الرياض التي كانت مصرة في الفترة السابقة على مشاركة إيران الكاملة في أي خفض للإنتاج.

 

وقال السادة، إن السعودية ستتحمل خفضاً في إنتاجها بنحو 486 ألف برميل يومياً، من إجمالي الخفض الذي ستنفذه "أوبك" اعتباراً من مطلع العام القادم، مضيفا أن المنظمة قد تجتمع في مايو المقبل لفحص نتائج الاتفاق.

 

إيران تربح

 

الإعلان عن الاتفاق جاء بعد 7 اجتماعات لـ "أوبك" وأعضاء مستقلين خلال العام الجاري، بهدف إعادة الاستقرار لأسواق النفط الخام حول العالم، التي عانت من هبوط كبير في سعر البرميل ووصل نهاية يناير الماضي إلى 27 دولار.

 

ولعل فشل الاتفاق في هذه الاجتماعات يرجع إلى تعنت طهران وإصرارها على الوصول بإنتاجها إلى ما كانت عليه قبل العقوبات، حيث يرى المحللون أن إيران أكثر الرابحين من هذا الاتفاق.

 

روسيا تشارك

 

في المقابل، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده مستعدة لخفض إنتاجها النفطي "تدريجيا" بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا في النصف الأول من 2017 في إطار اتفاق مع أوبك.

 

وقال نوفاك متحدثا إلى الصحفيين إن روسيا ترحب بقرار أوبك وتتوقع أن يشارك المنتجون الاخرون غير الأعضاء في أوبك في الاتفاق من خلال خفض مجمل إنتاجهم بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا.

 

ولم يفصح نوفاك عن المستوى الذي ستكون روسيا مستعدة لخفض إنتاجها النفطي منه، ويتجه إنتاج روسيا من الخام هذا العام إلى تسجيل مستوى مرتفع جديد بعد الحقبة السوفيتية.

 

فاتورة مصر

 

من جانبهم أكد محللون في بنوك استثمار، لموقع "أصوات مصرية" أن قرار أوبك بخفض إنتاج البترول سيضيف أعباء إضافية على الموازنة العامة لمصر نتيجة الارتفاع المتوقع في أسعار النفط العالمية، مما سيرفع فاتورة استيراد النفط.

 

وقال هاني فرحات، الخبير الاقتصادي في بنك استثمار سي آي كابيتال، إن أي ارتفاع في أسعار البترول العالمية "سيكون له تأثير سلبي بالتأكيد على مصر".

 

وأكد عمر الشنيطي، المحلل الاقتصادي والمدير التنفيذي لمجموعة مالتيبلز للاستثمار، أن ارتفاع أسعار البترول العالمية "لا يصب في مصلحة مصر" لأنه سيساهم في زيادة الإنفاق على بند دعم الطاقة في الموازنة العامة للدولة، والذي تسعى الحكومة لخفضه.

 

ويأتي ارتفاع النفط بعد نحو شهر من رفع أسعار الوقود في مصر بنسب تتراوح بين 7.1% و87.5%، بعد ساعات من تعويم الجنيه، وهو القرار الذي شمل البنزين والسولار والغاز المنزلي واسطوانات البوتاجاز ومازوت المصانع.

 

وقال وزير البترول طارق الملا في تصريحات سابقة، إن تكلفة دعم المواد البترولية في الموازنة ستزيد إلى 64 مليار جنيه خلال العام المالي الجاري نتيجة تعويم العملة وارتفاع أسعار النفط العالمية.

 

النفط يقفز

 

وقفزت أسعار النفط أكثر من 8% اليوم مع الاتفاق، وبحلول الساعة 16:24 بتوقيت جرينتش ارتفع خام القياس الامريكي غرب تكساس الوسيط 4.02 دولار إلى 49.25 دولار للبرميل أو ما يعادل 8.9%.

 

وجرى تداول الخام لفترة وجيزة عند 49.37 دولار للبرميل أو ما يعادل زيادة قدرها 9%.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 3.79 دولار أو 8.2% إلى 50.17 دولار للبرميل.

 

الدولار ينتعش

 

وانتعش الدولار الأمريكي مسجلا أعلى مستوى له أمام الين في ثمانية أشهر ونصف الشهر، كما صعد أيضا مقابل اليورو والفرنك السويسري بعد زيادة أسعار النفط مما دفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية للصعود فيما عززت بيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي التوقعات بأن يرفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة العام المقبل.

 

وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية في أحدث التداولات 0.8 بالمئة إلى 101.690.

مقالات متعلقة