العد التنازلي بدأ، ووقت الإثارة اقترب، مع اقتراب مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، السبت المقبل، ضمن الجولة الـ14 من الدوري الإسباني.
ومع محاولة كل فريق تجهيز أسلحته قبل الموقعة، يفقد ريال مدريد عنصرًا هامًا وورقة رابحة في تلك المواجهة، بينما يستعيد برشلونة واحدا من أهم أسلحته.
أندريس إنيستا يعود، وجاريث بيل يغيب.. "استاد مصر العربية" يوضح مدى تأثير كلا اللاعبين على فريقيهما.
أندريس إنيستا
يغيب إنيستا عن صفوف برشلونة منذ ما يقرب من شهر، عقب تعرضه لإصابة في لقاء فالنسيا، بالدوري، في أربطة الركبة، وكان من المرجح أن يغيب عن مواجهة الكلاسيكو، ولكن التقارير الإسبانية تؤكد الآن عكس ذلك، وأنه بات جاهزًا بنسبة 100% من أجل بدء اللقاء.
غياب إنيستا كان ضربة موجعة لبرشلونة، فالفريق الكتالوني لم يملك بديلًا مؤثرًا، كتأثير "الرسام" على الفريق، سواء في الجانب الدفاعي، أو الجانب الهجومي.
في مبارتي مالاجا - التي انتهت بالتعادل السلبي - وريال سوسيداد - التي انتهت بهدف لمثله - كان هناك عاملًا متناقضًا وآخر مشتركًا.
العامل المتناقض هو أن استحواذ البارسا أمام مالاجا وصل إلى 80%، وأمام سوسيداد وصل إلى 48%، كثاني أقل نسبة استحواذ في عهد إنريكي، ولكن العامل المشترك هو غياب إنيستا.
على الجانب الدفاعي، قد لا يكون إنيستا في قوة تدخلات ماسكيرانو مثلًا، أو انزلاقات جيرارد بيكه من أجل الحصول على الكرة، ولكنه قادر على حرمان الخصم من الكرة، من خلال التمرير الصحيح من خلال وعيه التكتيكي والحركي.
وعلى الصعيد الهجومي، قد لا يكون هو اللاعب القادر على مراوغة 5 أو 6 لاعبين في كل مباراة مثل ميسي، أو حتى استعراض مهاراته الفنية الرائعة أمام الخصم مثل نيمار، ولكنه قادر على ضرب 11 لاعبًا بتمريرة واحدة فقط، أو تسجيل هدف من خلال تمركز سليم واستغلال للمساحات.
عبقرية إنيستا تجلت في مواجهة الذهاب أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا.
إنيستا يغلق إحدى زوايا التمرير على فيرناندينيو، مما يترك للأخير خيارا واحدا من أجل التمرير.
يجبر إنيستا بالفعل فيرناندينيو على اتخاذ هذا القرار الذي يعرف أندريس أن بوسكيتس يقف من خلفه وسيتمكن من استخلاص الكرة.
يحصل إنيستا على الكرة وتصبح هجمة مرتدة سريعة، يمرر إلى ميسي المتمركز على الرواق الأيمن ويسجل "البرغوث" الهدف الثاني للكتلان.
(الصور من تقرير لصحيفة "تيليجراف" البريطانية)
إذا هذا ما كان يفتقده برشلونة في مواجهتي مالاجا وسوسيداد وهو لاعب قادر على منع خطورة الخصم من مناطقه، وبالتالي التمكن من مباغتته هجوميا قبل أن ينظم صفوفه.
جاريث بيل
على الجانب الآخر وفي العاصمة مدريد فقد البلانكوس واحدا من أهم أسلحته خلال موسم الجاري، فقد تعرض بيل لإصابة في الكاحل سوف تبعده لعدة أشهر عن الفريق.
المدرب زين الدين زيدان تعامل جيدا مع غياب كاسمييرو وتوني كروس، ولكن لماذا ليس من السهل أن يُعوض غياب بيل؟ لأسباب عديدة.
مع غياب كلا من كروس وكاسمييرو قرر زيزو الاعتماد على ثنائية كوفاسيتش ومودريتش من أجل توفير تأمين دفاعي.
ومنح بعض الحرية لإيسكو القادر على التمركز والتمرير بذكاء (مثل كروس)، ومن أجل توفير الحماية الدفاعية كان لبيل الدور الأهم دفاعيا في الثلاثي الهجومي.
مع إصابة موراتا عاد بنزيما، ولكنه غير قادر، برفقة رونالدو، على تأدية أدوار دفاعية جيدا، لذا كان الحل عند زيدان هو عودة بيل إلى وسط الملعب في الحالة الدفاعية من أجل منح فريقه كثافة عددية وفرصة أكبر في استخلاص الكرة.
وهو ما شاهدناه يعمل بكفاءة في مواجهة أتليتكو مدريد عندما كان برفقته لوكاس فاسكيز القادر على تأدية الدور الدفاعي أيضا.
بل وتواجد في منطقة الجزاء
كذلك على الجانب الهجومي ترى بيل قادر على الانطلاق من الدفاع إلى الهجوم، وتمرير سريع للكرة وتسديدات بعيدة، وهو ما جعله يصل إلى 17 هدفا بجميع المسابقات.
لذا ربما يظهر التأثير الكبير لغياب بيل في مباراة الكلاسيكو.