وصل نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى قرطاجنة في كولومبيا في ساعة متأخرة، أمس الخميس، للتعبير عن دعم الحكومة الأمريكية لاتفاق سلام مع جماعة القوات المسلحة الثورية، فارك، يضع نهاية لحرب استمرت 52 عاماً.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مؤيدة لعروض كولومبيا التي قدمتها للمتمردين من أجل التوصل إلى سلام.
وأقر الكونغرس في كولومبيا اتفاق السلام الجديد مع فارك في وقت متأخر من يوم الأربعاء 30 نوفمبر رغم اعتراضات من الرئيس السابق وعضو الكونغرس الحالي، ألفارو أوريبي، الذي قال إنه "ما زال متساهلاً بشكل كبير مع المتمردين الذين قاتلوا الحكومة لمدة 52 عاماً".
وأقر الاتفاق 130 عضواً دون رفض أي عضو وذلك بعد يوم من تصديق مجلس الشيوخ عليه بموافقة 75 عضواً. وغادر مشرعون من حزب الوسط الديمقراطي الذي ينتمي له أوريبي احتجاجاً قبل بدء التصويت.
ويمثل التصديق والتوقيع على الاتفاق بداية العد التنازلي -الذي يستمر ستة أشهر لجماعة فارك التي تضم 7000 فرد والتي بدأت كحركة تمرد لمكافحة الفقر في المناطق الريفية- للتخلي عن أسلحتهم وتشكيل حزب سياسي.
وكان الرئيس، خوان مانويل سانتوس، وزعيم جماعة فارك، رودريجو لوندونو وقعا على اتفاق معدل الأسبوع الماضي في مراسم أقل صخباً من تلك التي شهدت توقيع الاتفاق الأول الذي رفضه الملايين في استفتاء جرى الشهر الماضي.
ويريد سانتوس الذي حصل على جائزة نوبل للسلام الشهر الماضي لجهوده من أجل السلام تطبيق الاتفاق في أسرع وقت ممكن للحفاظ على وقف ثنائي هش لإطلاق النار.
ويقول أنصار أوريبي إن "الاتفاق يقدم تنازلات كثيرة لجماعة فارك ولا يصلح كرادع لجماعات أخرى ضالعة في الجريمة".
وتم إعداد الاتفاق الجديد لإنهاء حرب مستمرة منذ 52 عاماً في رابع أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية فيما يزيد قليلاً على شهر بعد أن رُفض الاتفاق الأول بفارق ضئيل، وعلى غير المتوقع في الاستفتاء الذي أجري في الثاني من أكتوبر لأن بنوده متساهلة للغاية تجاه المتمردين، إذ تسمح لهم بتولي مناصب سياسية، كما لا تنص على سجن زعماء فارك الذين ارتكبوا جرائم حرب مثل الخطف والذبح.
ولم تغير الوثيقة الجديدة هذه البنود، مما أغضب الكثير من الكولومبيين المحافظين بشكل كبير. كما يشعر المعارضون بالغضب أيضاً لأن سانتوس قرر التصديق على الاتفاق في الكونغرس بدلاً من طرحه في استفتاء شعبي آخر.