عمر الخيام.. المتهم بالإلحاد بسبب رباعياته

عمر الخيام

"أفنيتُ عمري في اكتناه القضـاء.. وكشف ما يحجبـه في الخـفاء.. فلم أجـد أسـراره وانقضـى ..عمري وأحسست دبيب الفـناء".. يمر اليوم الرابع من ديسمبر ذكرى وفاة الشاعر غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بـ "عمر الخيام، الذي رحل في عام ١١٢٣.

 

لقب الخيام بذلك اللقب نسبة إلى والده الذي كان يعمل في صنع الخيام، واستقبل يوم 8 مايو 1048، مدينة نيسابور، خراسان، إيران، وتوفي 4 ديسمبر 1131.

 

يعرفه العالم أجمع بأشعاره التي حفرت في الأذهان والكثير يرددها، إلا أن هناك جوانب في حياة الخيام ﻻ يعرفها الكثير، حيث كان متخصصا في الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ.وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، واشتغل في تحديد التقويم السنوي للسلطان ملكشاة، والذي صار التقويم الفارسي المتبع حتى الآن.

 

وهو أول من استخدم الكلمة العربية "شي" التى رسمت في الكتب العلمية الإسبانية (Xay) ومالبثت أن استبدلت بالتدريج بالحرف الأول منها "x" الذي أصبح رمزاً عالمياً للعدد المجهول، وقد وضع الخيام تقويما سنوياً بالغ الدقة، وقد تولى الرصد في مرصد أصفهان.

 

كان الخيام يعيش حياة مرفهة حيث كان  يدرس مع صديقين حميمين، وتعاهد ثلاثتهم على أن يساعد من يؤاتيه الحظ الآخرين، فلما أصبح صديقه نظام الملك، وزيراً للسلطان ألب أرسلان ثم لحفيده ملكشاه، خُصص له مائتين وألف مثقال يتقاضاها من بيت المال كل سنة.

 

 كما كانت رباعيات الخيام سببا في شهرته، كانت السبب في اتهامه بالإلحاد والزندقة، وحرقت كتبه، وهو السبب الذي لم يصلنا من شعر الخيام إلا "الرباعيات" ، وجمعت بعد رحيله بثلاثة قرون ونصف، وأوّل ترجمة للرباعيات كانت للغة الإنجليزية، وظهرت سنة 1859 ، وأشهر من ترجمها من الفارسية إلى العربية الشاعر أحمد رامي، وتغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم.

 

الرباعيات مكونة من أربع مقطعات من أربعة أشطار، الشطر الثالث مطلق بينما الثلاثة الأخرى مقيدة، وهى تعرف باسم الدوبيت بالفارسية، وقد ألفها بالفارسية وصنفت على أنها من أهم مائة كتاب على مرّ العصور.

 

ومن الرباعيات نقرأ:-

 

سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّحَر 

 

نادى مِن ألحانِ : غُفاة البشَر 

 

هبُّوا املأوا كأس الطلى قبَل أن 

 

تَفعم كأس العمرْ كفّ القدَر 

 

--- 

 

أحسُّ في نفسي دبيب الفناء 

 

ولم أصَب في العيشِ إلاّ الشقاء 

 

يا حسرتا إن حانَ حيني ولم 

 

يُتحْ لفكري حلّ لُغز القضاء 

 

--- 

 

أفق وهات الكأس أنعمُ بها 

 

واكشف خفايا النفس مِن حُجبها 

 

وروّ أوصالي بها قَبلَما 

 

يُصاغ دنّ الخمَر مِن تُربها 

 

--- 

 

تروحُ أيامي ولا تغتدي 

 

كما تهبُّ الريح في الفدفدِ 

 

وما طويتَ النفس هماً عَلى 

 

يومين : أمسْ المنقضى والغدِ 

 

 

مقالات متعلقة