حدائق الحيوان في غزة مهددة بالإغلاق

نفوق الحيوانات في حدائق الحيوانات في غزة

يتخوّف أصحاب حدائق حيوان في قطاع غزة، من إغلاق أبواب حدائقهم، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وعدم مقدرتهم على توفير الرعاية الغذائية والطبية للحيوانات، جراء الحصار المفروض على القطاع. وأغلقت حديقة حيوان محلية، جنوبي قطاع غزة، أبوابها، نهاية أغسطس/آب 2016 الماضي، بعد أن نقلت مؤسسة نمساوية، حيواناتها، إلى محميتيْن طبيعتيْن في إفريقيا والأردن، في حين لقّبتها منظّمات معنية بحقوق الحيوان بـ"أسوأ حديقة حيوانات في العالم". ومع استمرار الحصار الإسرائيلي لعامه العاشر على التوالي، وارتفاع نسبتي الفقر والبطالة بين السكان، لا زال ذلك اللقب يهدد 6 حدائق حيوان صغيرة في القطاع الفلسطيني. وبهذا الخصوص، أبدى "ماجد رضوان" مسؤول الرعاية الغذائية والصحية بحديقة "نماء" للحيوان، شمالي القطاع، تخوفاته من إغلاق أبواب الحديقة، على غرار حديقة "جنوب الغاب"، بسبب قلة التكاليف المخصّصة لرعاية الحيوانات. وفي حديثه للأناضول، قال رضوان (52 عاماً) "التكلفة الاجمالية لتوفير وجبات طعام لجميع الحيوانات من ضمنها المفترسة، والطيور، على مدار ثلاثة أيام أسبوعياً تبلغ نحو 6 آلاف - 7 آلاف شيكل، (ألف و578 - ألف و842 دولار أمريكي). وتابع "هذه التكلفة تبدو كبيرة جداً، مقارنة بالعائد المادي من زوار الحديقة، والتي بالكاد توفّر تكلفة الغذاء للحيوانات، ناهيك عن تكلفة توفير العلاجات لهم، ورواتب العمال داخل الحديقة". وذكر أن ارتفاع نسبة الفقر تؤدي إلى قلة الإقبال على حدائق الحيوان بغزة، بسبب عدم توفر تكاليف رسوم دخول لتلك الحدائق، رغم انخفاض سعرها. وبيّن أن الحديقة فقدت، خلال العامين الماضيين، حوالي 30 - 40 "شبلاً" (صغار الأسود)، بسبب سوء الرعاية الصحية بالحيوانات، وشح الموارد اللازمة للعناية بهم. وتأسست أول حديقة حيوان في قطاع غزة بداية عام 2000، في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، كمشروع خاص نفذه مواطن فلسطيني، وضمت أعداد محدودة من "القرود، والثعالب، والذئاب، والطيور بمختلف أنواعها". وساهمت ازدهار تجارة الأنفاق الأرضية بين غزة، ومصر، خلال فترة من 2011 - 2013، والتي سمحت بإدخال العديد من الحيوانات الأخرى، مثل الأسود والنمور، والتماسيح، وأتاح الفرصة لافتتاح حدائق حيوان جديدة. ويوجد في القطاع حاليا، وبعد إغلاق حديقة للحيوان جنوبي قطاع غزة، حوالي 6 حدائق صغيرة، بها حيوانات برية متعددة، كالأسود والنمور، والثعالب والذئاب، والطيور بأنواعها المختلفة. وفي ذات السياق، قال زكريا الكفارنة مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة، للأناضول "بعد إغلاق حديقة للحيوان جنوبي قطاع غزة، لا زال الإغلاق يهدد حدائق الحيوان بغزة بسبب ضعف الرعاية وقلة الخبرة في التعامل معها". وتابع "كما أن أبرز الأسباب التي تدفع باتجاه إغلاق هذه الحدائق، هو ارتفاع تكلفة رعاية حيواناتها، وضعف الدخل الشهري العائد منها، مما يضع صاحب الحديقة أمام خيارات صعبة، إما بيع الحيوانات، أو تركها تموت جوعا". ورأى الكفارنة أن وجود 6 حدائق للحيوان في قطاع غزة، هو عدد كبير جداً، مقارنة بمساحة غزة الصغيرة. واستكمل "مثلا في القاهرة، العاصمة المصرية، يوجد فقط حديقة واحدة للحيوان، تأسست وفق المعايير الدولية". ولفت إلى أن وجود ذلك العدد الذي وصفه بـ"الكبير" من حدائق الحيوان في قطاع غزة، يؤدي إلى تقليص الدخل الشهري العائد على كل حديقة منها، نظراً لأن السكان يفضّلون زيارة الحديقة الأقرب لأماكن سكناهم، حتّى وإن لم تحتوي على الحيوانات جميعها. وأوضح أن الحدائق تفتقر للخبرات البيطرية اللازمة لرعاية الحيوانات، كما أنها تفتقر للمواصفات العالمية. وتابع "كما أن الحروب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة، خلال الأعوام السبعة الأخيرة، أدت إلى تدهور واقع حدائق الحيوان في قطاع غزة". ووفقًا لإحصائيات رسمية لوزارة الزراعة الفلسطينية، فإن قيمة الخسائر في قطاع الثروة الحيوانية، بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة (2014)، وصلت إلى 40 مليون دولار أمريكي. ومن جانبه، ذكر أن المنظمة النمساوية المعنية بالحيوانات "المخالب الأربعة"، قدّمت طرحاً لإقامة مشروع "محمية طبيعية" للحيوانات، في قطاع غزة، لافتاً إلى أن الوزارة بصدد دراسة المشروع حتّى اللحظة. وعبّر الكفارنة عن آماله في نجاح المشروع النمساوي في قطاع غزة للحفاظ على الثروة الحيوانية. وبين الفينة والأخرى تسمح السلطات الإسرائيلية، بنقل بعض الحيوانات، كالأسود من حدائق الحيوان في قطاع غزة، إلى الضفة الغربية، أو الأردن، لتقلي العلاج. ووصلت نسبة البطالة في قطاع غزة إلى 45%، وتعد الأعلى في العالم، فيما يحصل نحو 80% من سكان القطاع على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية، ولا يزال 40% منهم يقبعون تحت خط الفقر، وفق آخر إحصائية صادرة عن البنك الدولي.

مقالات متعلقة