للمرة الثانية خلال 6 أشهر يزور اللواء المتقاعد خليفة حفتر روسيا بشكل معلن ورسمي، ويبدو أنَّه يبحث عن دعم على الصعيد السياسي والعسكري لحسم المعارك الدائرة في ليبيا، فهل تلتف موسكو على القيود الأممية بحظر السلاح إلى ليبيا وتدعم حفتر؟
زيارات الجنرال الليبي المتكررة لروسيا تخفي العديد من التساؤلات الهامة التي تدور حول مواضيع غامضة بشأن تسليح الجيش التابع لحفتر، حيث في الـ 28 من سبتمبر الماضي أفادت صحيفة "إزفيستيا" الروسية معلومات عن نوايا لحفتر بطلب السلاح من روسيا.
وتحاول موسكو في المسألة الليبية أن تعلن دوما التزامها بالقيود التي فرضتها الأمم المتحدة على طرابلس، ورفضها لتوريد الأسلحة لليبيا قبل رفع هذه القيود أو التخفيف منها، لكنها من الناحية الأخرى تستقبل قائد الجيش في اجتماعات مغلقة.
زيارة حفتر لموسكو
وكان حفتر قد التقى مؤخرًا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في موسكو، وكشف حفتر في بداية اللقاء أنه تقدم خلال محادثاته مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو بطلب الدعم العسكري للجيش الليبي.
وأعلنت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن القائد العام للجيش الليبي التقى أيضًا في موسكو مع وزير الدفاع الروسي، مشيرة إلى أنَّ برنامج الزيارة لا يتضمن عقد أي لقاء مع مسؤولي الرئاسة الروسية.
توريد الأسلحة
وما زال حفتر يراهن على خياراته في موسكو على الرغم من أنه دائمًا ما تصطدم طلبه التسليح من موسكو بحائط من الرفض الروسي؛ حيث تتمسك موسكو بعدم توريد أي أسلحة إلى ليبيا، قبل رفع حظر توريد الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي أو تخفيفه على الأقل.
في هذا الإطار، قال رئيس تحرير مجلة "تصدير الأسلحة" الروسية أندريه فرولوف إنَّ موسكو لا تستطيع توقيع عقود جديدة لتوريد الأسلحة إلى ليبيا في ظل القيود الأممية، لكنها نظريًا تستطيع إتمام تنفيذ العقود التي وقعتها في عهد الرئيس المخلوع معمر القذافي. حسب قوله.
وكان مجلس الأمن حظر بموجب القرار رقم 1970 لعام 2011 توريد الأسلحة إلى ليبيا، وأهاب بجميع الدول الأعضاء تفتيش السفن المتجهة إلى ليبيا، ومصادرة كل ما يحظر توريده، وإتلافه.
دعم سياسي
ونظرًا للانقسامات السياسية الداخلية في ليبيا وعدم امتلاك حفتر للدعم السياسي المرجو داخليا وخارجيا، فهو يحاول بمساعدة موسكو أن يحظى ببعض الدعم على الصعيد الدولي.
بدوره قال الناشط السياسي الليبي عبدالله باقطيان، إن حفتر أصبح يمتلك ورقة قوية وهى تحسين علاقاته الخارجية، وأصبحت الدول العربية التي كانت تعترف بحكومة الوفاق تهتم بحفتر خاصة بعد سيطرة على الهلال النفطي.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن القوى الإقليمية المتمثلة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا تسعى الآن لدمج حفتر في أي عملية سياسية قادمة وهذا كان واضحا من خلال تصريحات المبعوث الأممي في ليبيا الذي أشاد بمجهود حفتر العسكري في الفترة الأخيرة.
ولفت إلى أن موسكو تعلم جيداً أن حفتر قد يحظى بدور سياسي في المستقبل القريب لذلك تستقبله بشكل رسمي تمهيدا لدعم رسمي قد يعلن قريبا، مشيراً إلى أن حفتر أول شخصية بعد القذافي يزور موسكو بشكل رسمي وهذا له دلالات هامة أن الرجل أصبح له ثقل دولي فضلاً عن ثقله الإقليمي سواء من مصر أو الإمارات.
تفعيل اتفاقيات سلاح
وأفادت المجلة الإيطالية أناليزي ديفيزا، أن ليبيا وموسكو وقعتا اتفاقات تتعلق بصيانة المعدات العسكرية السوفيتية، وفق ما أكده المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة في طبرق، العقيد أحمد المسماري.
وحسب العقيد الليبي، أنه خلال الزيارة الأخيرة لخليفة حفتر إلى موسكو، تم الاتفاق على إعادة تفعيل العقود السابقة لاستلام الأسلحة الروسية، بما في ذلك الاتفاقات الموقعة قبل ثورة 2011، والمقدر قيمتها 4 مليارات و400 مليون دولار.
ولفتت المجلة إلى أن الكثير من الأسلحة التي يمتلكها الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، تعد صناعة سوفيتية – روسية، وهي نتيجة لشراكة عسكرية طويلة بين موسكو ومعمر القذافي، بدأت في عام 1974، واستمرت إلى منتصف الثمانينات.
تخفيف حظر السلاح
بدوره قال - المحلل السياسي الليبي عبد الباسط بن هامل، إن زيارة قائد الجيش الليبي لموسكو المقصد الأساسي منها البحث عن دعم سياسي خاصة أن روسيا لدولة كبرى في المنطقة ولها تأثير كبير من خلال موقعها الدولي.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه بالنسبة لما صرح به المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي بخصوص تنفيذ اتفاقيات توريد سلاح من روسيا إلى ليبيا أبرمت في عهد الرئيس الليبي الراحل، فإن روسيا أعلنت أكثر من مره أنها تدعم أي عملية سياسية في ليبيا لكن في إطار المجتمع الدولي لذلك فإنه يستبعد إمداد روسيا بالسلاح إلى ليبيا لكن ممكن تقوم بالاستشارات العسكرية.
ونوه أن الدور الحقيقي الذي يمكن أن تلعبه روسيا في مسألة حظر السلاح أن تحاول التدخل بقوة لفك الحظر أو تخفيفيه على الأقل، مشيراً إلى أن ذلك سيرجع لمدى أهمية ليبيا لموسكو .