محللون: تكتيك شتائي بمعارك الموصل القادمة

قوات عراقية تشارك في معركة الموصل

قال مختصون عراقيون في المجال العسكري، إن القوات المسلحة التي تتولى إدارة المعارك في مدينة الموصل (شمال)، ستلجأ إلى تكيتك جديد لتجاوز أي معرقلات للعمليات العسكرية، مرتبطة بسوء الأحوال الجوية في فصل الشتاء.

 

والأسبوع الماضي، توقفت العمليات العسكرية بشكل مؤقت في أغلب المحاور العسكرية، بسبب سوء الأحوال الجوية، وعدم تمكن سلاح الجو العراقي من توفير الدعم للقوات البرية على الأرض.

 

وتقاتل القوات العراقية في أغلب المحاور العسكرية حالياً ضمن مناطق سكنية نظامية في الجانب الأيسر من المدينة (الشرقي)، وهو مايقلل من التأثيرات السلبية لسوء الأحوال الجوية على مواصلة التقدم باتجاه أهداف جديدة، بحسب اللواء الركن ماجد الموسوي الخبير في الشؤون العسكرية.

 

وقال الموسوي، للأناضول، إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب (قوات النخبة تابعة لوزارة الدفاع) في المحور الشرقي للموصل، مدربة بشكل جيد لإدارة المعارك في جميع الظروف، ومنها التقلبات الجوية خلال فصل الشتاء، أفرادها اكتسبوا خبرة عن كيفية التعامل مع العدو بظروف جوية متقلبة".

 

وأضاف من ناحية تكتيكية فإن "استكمال المعارك في هذه المرحلة سيعتمد بشكل كبير على قوات مكافحة الإرهاب، إلى جانب أن المناطق التي تقاتل فيها القوات العراقية في الموصل حاليا هي مناطق سكنية، فيها شوارع مهيئة تقلّل من تأثيرات الأحوال الجوية السيئة على عكس المناطق المفتوحة غير السكنية".

 

وتابع: "القوات العراقية الخاصة تمتلك الأجهزة والمعدات الخاصة بالعمل في ظروف سوء الأحوال الجوية، بينما عناصر داعش يفتقدون لتلك المعدات".

 

والخميس الماضي، أعلن قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل، الفريق الركن عبد الأمير يار الله، "التخلي عن استخدام الأسلحة الثقيلة، إضافة إلى القصف الجوي في المعارك الجارية بالمناطق السكنية بالموصل بسبب تواجد المدنيين".

 

من جهته، يرى خليل النعيمي العقيد المتقاعد في الجيش العراقي، أن "تقدم القطعات العسكرية خلال الأيام القادمة سيشهد تباطؤاً في حال اقتحام الساحل الأيمن من الموصل، بسبب الكثافة السكانية، إلى جانب صعوبة استهداف تجمعات المسلحين بالقصف الجوي".

 

وأضاف النعيمي، للأناضول، أن "سلاح الجو العراقي وسلاح الجو التابع للتحالف الدولي، كان لهما الدور الكبير في تدمير المئات من مواقع المسلحين في الساحل الأيسر من الموصل، ووفرا دعما كبيرا مكن للقطعات البرية بسرعة التقدم، لكن هذا سيكون مفقودا في معارك الساحل الايمن بسبب الكثافة السكانية".

 

وأوضح أن "مسلحي داعش سيستغلون سوء الأحوال الجوية، وعدم تمكن الطائرات من التحليق في تلك الظروف، لشن المزيد من الهجمات بالسيارات المفخخة التي تعتبر السلاح الأبرز لدى التنظيم".

 

وقصفت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وسلاح الجو العراقي 2426 هدفاً، منذ انطلاق الحملة العسكرية لتحرير الموصل في الـ17 من أكتوبر الماضي.

 

بدوره، قال عبد العزيز حسن، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إن سوء الأحوال الجوية سيكون لها تأثير مؤقت على سير العمليات العسكرية في الموصل، مشيرا إلى أن بعض القطعات العسكرية دربت على إدارة المعارك بظروف جوية متقلبة.

 

وأضاف حسن، للأناضول، أن "سوء الأحوال الجوية في الموصل مؤقتة، لذا سيكون تأثيرها على سير المعارك في الموصل طفيفة، لأن بعض القوات ومنها جهاز مكافحة الإرهاب دربت على القتال في ظروف جوية متقلبة".

 

وتابع: "الخطة المرسومة الواقعية لتحرير الموصل هي ستة أشهر، وإعلان رئيس الوزراء (حيدر العبادي) في وقت سابق من أن المعركة ستنتهي بنهاية العام الجاري، بني على التقدم السريع الذي حققته القوات الأمنية في الأيام الأولى من انطلاق الحملة العسكرية وحصول انهيار كبير في صفوف داعش".

 

والجمعة الماضية، قال العبادي، إن النصر العسكري على تنظيم "داعش" الإرهابي في معركة الموصل، "أصبح بمتناول اليد".

 

والموصل (400 كيلومتر شمال بغداد)، هي آخر المراكز الكبيرة لـ"داعش" في العراق، بعد أن استعادة قوات البلاد على مدى العامين الماضيين، مدن رئيسية مثل، تكريت والفلوجة والرمادي، شمال وغرب البلاد.

 

وفي 17 أكتوبر الماضي، انطلقت معركة استعادة الموصل التي سيطر عليها "داعش" صيف عام 2014، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، من الجيش والشرطة، مدعومين بـ"الحشد الشعبي"، و"حرس نينوى"، إلى جانب "البيشمركة "(قوات الإقليم الكردي).

 

وتجتاح الموصل منذ الأيام الأخيرة، عاصفة ترابية مصحوبة بأمطار رعدية وانخفاض كبير في درجات الحرارة، الأمر الذي تسبب بتوقف طيران التحالف الدولي عن تنفيذ طلعاته الجوية المساندة للقوات العراقية.

 

وهو الأمر الذي استغله "داعش" لصالحه، ونفذ هجمات على المناطق المحررة، أوقعت خسائر في المعدات والأرواح بين صفوف المدنيين والقوات على حد سواء.

 

وتشير التوقعات إلى أن معركة الموصل سوف تكون مكلفة من ناحية الخسائر البشرية بالنسبة للمدنيين العزل والقوات المسلحة، إذا لم تقم قوات التحالف بعملية برية خاطفة، لكسر خط الصد الأول للتنظيم الإرهابي.

مقالات متعلقة