حذرت النائبة فايقة فهيم، عضو مجلس النواب من الوضع المؤسف والمتردى الذى وصلت إليه تجارة الأعضاء البشرية فى مصر، لدرجة فاقت تجارة المخدرات.
وقالت فى طلب إحاطة قدمته للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، حول انتشار سرقة الأعضاء البشرية أن "مصر وللاسف الشديد احتلت المركز الثالث عالمياً فى تجارة الأعضاء، بعد الهند والصين، بناء على تقرير منظمة التحالف الدولى لمكافحة تجارة الأعضاء البشرية (كوفس)"
وأضافت أن "مافيا سرقة الأعضاء البشرية تستغل ثغرات فى القوانين وإظهار التجارة فى الأعضاء كأنها تبرع دون مقابل مادي، لمنحها الصبغة الشرعية"، لافتة إلى أنها "تدر أرباحاً خيالية تفوق أرباح تجارة المخدرات، فى ظل المساومات الخبيثة التى يقوم بها الوسطاء لإقناع الفقراء ببيع أعضائهم بأبخس الأثمان استغلالا لظروفهم القهرية، لدرجة أن سعر "الكلى" يصل أحياناً إلى "15" ألف جنيه للكلية الواحدة، أى أقل من 1500 دولار، بينما يتقاضى الوسطاء وعدد من الأطباء من معدومى الضمير مئات الآلاف من وراء هذه الصفقات"القذرة"، ويتعرض أحياناً عدد من الفقراء إلى عمليات نصب من الوسطاء ولا يستطيعون إبلاغ الشرطة، بسبب توقيعهم على إقرارات تفيد بأنهم تبرعوا بأعضائهم دون مقابل".
وتساءلت النائبة قائلة "أين دور وزارة الصحة خاصة وأن عمليات نقل الأعضاء تتم فى عدد من المستشفيات الخاصة بعيداً عن عيون السلطات، ودون متابعة كيفية الحصول على هذه الأعضاء بطريقة مشروعة أو غير مشروعة قبل نقلها للمريض، فى ظل تزايد حالات الخطف والاختفاء القسرى، التى ربما تكون ذات صلة بسرقة الأعضاء البشرية؟!".
وأشارت فى طلب الإحاطة الذى طالبت فيه رئيس البرلمان إحالته الى لجنة الصحة بالمجلس واستدعاء وزير الصحة للرد عليه، إلى أن "مافيا سرقة الأعضاء البشرية" تضم أطباء وممرضات وعاملين في مستشفيات ومعامل تحاليل، بالإضافة إلى الوسطاء.
وتابعت: "وصلت مهزلة بيع وسرقة الأعضاء البشرية فى مصر، لدرجة أنه يتم عقد هذه الصفقات "القذرة" عبر مواقع التواصل الاجتماعى "الفيسبوك" و "تويتر" فأين دور وزارة الصحة فى حماية كرامة جسد المواطن المصرى والحفاظ عليه؟".
وطالبت فايقة فهيم بعدم الموافقة على إجراء عمليات نقل الأعضاء البشرية دون التعرف عن مصدرها وهوية صاحبها، خاصة وأن الأعضاء البشرية قابلة للحفظ فى ثلاجات كما طالبت وزير الصحة باتخاذ مواقف صارمة تليق بهذه المهزلة غير الإنسانية.
ووجت حديثها لوزير الصحة قائلة : "حرام عليك وقبل ان نحاسبك امام البرلمان على كرامة جسد المواطن المصرى ثق انك سوف تحاسب حسابا عسيرا امام الله".
وكانت هيئة الرقابة الإدارية قد أعلنت اليوم الثلاثاء، القبض على أكبر شبكة دولية للتجارة في الأعضاء البشرية، تضم مصريين وعرب وأجانب.
كما تم ضبط ملايين الدولارات والجنيهات من متحصلات الاتجار، حيث أن الشبكة تضم أساتذة جامعيين وأطباء وأعضاء هيئة تمريض وأصحاب مراكز طبية ووسطاء وسماسرة.