حلل موقع "بازفيد" الأمريكي عشرات الآلاف من التغريدات التي نشرها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال فترة حملته الانتخابية، تحوي بعضها روابط المواقع الإخبارية التي اعتمد عليها ترامب.
اكتشف الموقع أن ترامب اعتمد على مواقع تبث أخبارا ذات نسبة مصداقية ضعيفة، لاسيما إن كانت تتوافق مع أجندته اليمينية، خاصة في كل ما يتعلق بعدائه للمسلمين.
واعتمد "بازفيد" في تحليله على موقع trumptwitterarchive.com الذي جمع كل تغريدات ترامب، وحلل 26,234 تغريدة مختلفة في الفترة الزمنية الممتدة من 1 يونيو 2015 (تاريخ إعلان ترشحه) وحتى 17 نوفمبر. ومن بين هذه التغريدات 2,687 تغريدة أرفق بها ترامب روابط أخبار مختلفة. وفقا لما نقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
اكتشف التحليل ثلاثة خصائص مشتركة لمعظم تغريداته، أولها أنه اعتمد في كثير من الأحيان على تحقيقات صحفية مثيرة، لا تستند بالضرورة لحقائق أو لعمل صحفي محترف. ثم أنه أولى اهتماما كبيرا للأخبار المنقولة عنه أو عن مستشاريه المقربين، في المقابل اعتاد ترامب الاقتباس عن مصادر تهاجم معارضيه، وتناصر مواقفه المثيرة للجدل.
مع ذلك يقولون في "بازفيد" أنه في الغالب لم يشارك القصص الخيالية التي تنشرها المواقع الملفقة التي دشنها شباب من مقدونيا بحثا عن مكاسب سهلة. لكنه في المقابل يميل لنشر قصص غير مثبتة، تعتمد على مزيج من الآراء والأدلة الظرفية، خاصة إن كانت تدعم اعداءاته، كتلك التي رددها فيما يتعلق بالمسلمين الذين احتفوا فوق الأسطح في نيويورك بعد هجمات 11 سبتمبر.
لدى تحليل المصادر التي اعتمد عليها ترامب اتضح أنه لم يتوان عن التغريد بقصص تفتقد للدقة العالية، ما دفع حتى المذيع اليميني بشبكة فوكس "بيل أورايلي" لانتقاده بعدما غرد بمعلومات كاذبة. وبحسب "بازفيد"، لا يعتمد ترامب على تقارير من مصادر متزنة إلا حال كانت تخدم أجندته.
وأوضح الموقع الأمريكي أن اعتماد ترامب على التقارير الداعمة لمواقفه ليست أمرا شاذا بين السياسيين، لكن ميل الرئيس الأمريكي المنتخب للاعتماد على مصادر مشكوك فيها هو أمر بارز سواء في تواتره أو في التدخل الذي يستدعيه.
وتابع :”القصص التي شاركها حساب ترامب طوال رحلته الانتخابية تدفع للشعور بأن الرئيس المنتخب صنع فقاعة ترشيح قوية للغاية تفلتر وتؤكد ما يزعم أنه حقيقة".
وفقاعة الترشيح كما تسمى في مجال التقنية هي عالم المعلومات الفريد الخاص بكل شخص على الشبكة العنكبوتية أو العالم الخاص الذي يعيش فيه على الإنترنت ويعتمد على من يكون هذا الشخص وما يقوم به.
المصدر الرئيسي للروابط التي يشاركها ترامب على "تويتر" هو "تويتر" نفسه. فنحو نصف المشاركات مصدرها روابط من على الموقع، بما في ذلك إعادة نشر (ريتويت) تغريدات معجبيه.
كانت مجلة "فورتشن" أفادت أن ترامب لم يتورع عن إعادة نشر تغريدات 75 مغردا عنصريا من دعاة تفوق العرق الأبيض، فضلا عن ادعاءات كاذبة حول معطيات سوء استخدام السلاح.
ويقف موقع "بريتبارت" اليميني المتطرف على رأس أكثر المواقع التي استشهد بها ترامب، وهو الموقع الذي انضم رئيس تحريره "ستيف بانون" لطاقم الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، وجرى تعيينه مؤخرا كأحد أبرز المستشارين في البيت الأبيض. وشارك ترامب 76 رابطا من الموقع خلال الفترة محل التحليل.
ثاني أكثر المواقع التي استشهد بها ترامب كان "واشنطن بوست"، الذي نقل عنه 22 مرة. يأتي بعده العديد من المدونات والمواقع اليمينية مثل Daily Caller و Newsmax وGateway Pundit.
الخبر من المصدر..