قال ضابط كبير في الجيش العراقي، إن القوات العسكرية لبلاده توغلت اليوم الثلاثاء في حيين جنوب شرقي الموصل (شمال)، لأول مرة منذ بدء العملية العسكرية لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم "داعش".
وأوضح العميد الركن وليد خليفة نائب قائد الفرقة التاسعة في الجيش العراقي للأناضول، أن قوات الفرقة التاسعة المدرعة اقتحمت حي "الوحدة" جنوب شرقي الموصل.
وأضاف أن القوات العراقية سيطرت في حي الوحدة، على مستشفى السلام والمستشفى التعليمي، مبينا أن مستشفى السلام يعد أحد أكبر مستشفيات المدينة وأعلى مبنى حكومي في الضفة الشرقية للمدينة.
ولفت إلى أن "الجيش اقتحم أيضا حي سومر جنوب شرقي الموصل وسيطر على كلية الطب التي شيدت قبيل سقوط الموصل بيد داعش (صيف 2014) والقريبة من مستشفى السلام".
واعتبر خليفة أن استعادة مستشفى السلام ورفع العلم العراقي في أعلى المبنى "يعد سقوطا رمزيا للجانب الأيسر"، في إشارة إلى الجزء الذي يشكل الضفة الشرقية لنهر دجلة.
ويعبر نهر دجلة وسط المدينة ويقسمها إلى نصفين، واستعادت قوات جهاز مكافحة الإرهاب (تابعة لوزارة الدفاع) النصف الشمالي للضفة الشرقية منذ اقتحام المدينة في أواخر أكتوبر الماضي.
وتواجه قوات مكافحة الإرهاب، وهي قوات النخبة في الجيش ودربها الجيش الأمريكي، مقاومة عنيفة من "داعش" في الأحياء الشرقية.
وغالبا ما يشن مسلحو "داعش" هجمات مضادة عبر انتحاريين وسيارات مفخخة في الأحياء التي استعادتها القوات العراقية شمال شرقي الموصل، وهو ما يؤدي إلى إنهاك الأخيرة ويضع المدنيين في خطر دائم.
ومن شأن فتح جبهة جديدة داخل الموصل تخفيف وطأة الضغط على قوات جهاز مكافحة الإرهاب، بحسب مراقبين.
وتقدمت القوات العراقية - التي تشن هجوما مضى عليه أكثر من ستة أسابيع لاستعادة الموصل من التنظيم الارهابي- في الأحياء الشرقية بالمدينة في حين طوقت قوات أخرى المشارف الجنوبية والشمالية للمدينة وأغلقت قبل عشرة أيام الطريق الواقع إلى الغرب لكن تقدمها تعرقله موجات من الهجمات المضادة من "داعش" المسيطر على المدينة منذ 2014.
وبدأت الحملة العسكرية في 17 أكتوبر الماضي وتحظى بدعم جوي من دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.