اتفق عاهلا السعودية والبحرين وأمير الكويت، في كلماتهم خلال الجلسة الافتتاحية بالقمة الخليجية الـ37 في البحرين مساء اليوم الثلاثاء، على "تكثيف" التعاون لمواجهة التحديات.
ودعا عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمته، إلى "أعلى درجات التعاون والتكامل" لمواجهة الظروف العالمية "غير المسبوقة".
بدوه، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، دول الخليج إلى " العمل سوياً " و"تكثيف الجهود"، لمواجهة "الظروف بالغة التعقيد" التي تواجه المنطقة.
تلك الظروف وصفها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمته، بأنها "تحديات جسيمة ومخاطر محدقة"، وبين ان "تتطلب تشاورا مستمرا وتنسيقا مشتركا" لمواجهتها.
دعوات تكثيف التعاون لمواجهة التحديات تأتي، في ظل توقعات أن ينتج عن القمة قرارات متقدمة باتجاه "الاتحاد الخليجي".
وتعود فكرة الاتحاد إلى العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز (2005- 2015)؛ حيث دعا خلال قمة الرياض في ديسمبر 2011، إلى انتقال دول الخليج من مرحلة التعاون إلى الاتحاد، وهو توجه أيدته دول المجلس، بينما عارضته سلطنة عُمان، ويعد بندا ثابتا على القمم الخليجية منذ طرحه، ويحضر كذلك على أجندة قادة الخليج خلال قمة المنامة أيضا، وسط سعي حثيث من دول الخليج بالتحول إلى مرحلة الاتحاد.
ولفت عاهل البحرين، في كلمته بافتتاح أعمال القمة، أن هذا الاجتماع يأتي "في ظل ظروفٍ سياسية واقتصادية غير مسبوقة تواجه دول العالم أجمع".
وبيّن أن تلك الظروف تتطلب من دول الخليج أعلى درجات التعاون والتكامل، ليحافظ مجلس التعاون على نجاحه المستمر ودوره المؤثر على الساحة العالمية.
وحدد ملك البحرين بعضا من تلك التحديات منها الإرهاب.
وأكد آل خليفة، على "أهمية مواصلة تطوير وتفعيل الاتفاقيات الدفاعية والأمنية (بين دول الخليج) لمواجهة كافة أشكال التهديدات والإرهاب".
واعتبر ملك البحرين أن دول الخليج تفوقت في مواجهة ما وصفه بـ"فوضى التطرف والإرهاب".
بدوره ، أكد العاهل السعودي أهمية انعقاد القمة الخليجية في هذا التوقيت الذي تواجه المنطقة "ظروفاً بالغة التعقيد"، داعياً إلى تكثيف الجهود لمواجهة تلك الظروف.
وقال في هذا الصدد: "لا يخفى على الجميع ما تمر به منطقتنا من ظروف بالغة التعقيد، وما تواجهه من أزمات تتطلب منا جميعاً العمل سوياً لمواجهتها والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم، وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا، والنماء والازدهار لدولنا وشعوبنا".
ورغم إعلانه أن "المجلس حقق إنجازات مهمة"، إلاّ أنه أعرب عن "تطلعه إلى مستقبل أفضل يحقق فيه الإنسان الخليجي تطلعاته نحو مزيد من الرفاه والعيش الكريم، ويعزز مسيرة المجلس في الساحتين الإقليمية والدولية من خلال سياسة خارجية فعالة تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، وتدعم السلام الإقليمي والدولي".
بدوره ، أبرز أمير الكويت ما تواجه دول الخليج من "تحديات جسيمة ومخاطر محدقة".
وقال، في هذا الشأن، إن "نظرة فاحصة للأوضاع التي تمر بها منطقتنا تؤكد وبوضوح إننا نواجه تحديات جسيمة ومخاطر محدقة ".وفصَّل تلك التحديات لافتا إلى "تحدي انخفاض أسعار النفط وما أدى إليه من اختلالات في موازنتنا وتأثيرات سلبية على مجتمعاتنا".
وبين أن هذا التحدي يتطلب "مراجعة للعديد من الأسس والسياسات على مستوى أوطاننا كما يتطلب منا أيضا على مستوى علاقاتنا بالعالم البحث عن مجالات للتعاون تحقق المصالح العليا لدولنا وتسهم في تمكيننا من تحقيق التنمية المستدامة المنشودة لأوطاننا."
وفي إطار حديثه عن التحديات، لفت أمير الكويت إلى الإرهاب، وقال في هذا الصدد: "إننا نواجه جميعا تحدي الإرهاب الذي يستهدف أمننا واستقرارنا وسلامة أبنائنا بل وأمن واستقرار العالم بأسره ".
ودعا إلى " مضاعفة العمل الجماعي لمواجهته ومواصلة مساعينا مع حلفائنا لردعه."
وبين أن القمة تأتي "في ظل متغيرات دولية متسارعة وأوضاع صعبة تتطلب تشاورا مستمرا وتنسيقا مشتركا لدراسة أبعادها وتجنب تبعاتها لنتمكن من تحصين دولنا من تبعاتها.
"ودعا إلى تعزيز "مسيرة العمل الخليجي المشترك"، والعمل على ما "يضاعف من اللحمة بين أبناء دول المجلس". -