جيروزاليم بوست: من ثورة ﻷخرى .. مصر محلك سر

اﻷوضاع في مصر لا تتحرك

"مصر بين المجد الدولي والبقاء على قيد الحياة" هكذا استهلت الكاتبة اﻹسرائيلية "روث واسيرمان لانديه" مقالها عن اﻷوضاع التي تعيشها القاهرة منذ ثورة يناير 2011، وعدم قدرتها على التحرك قدما إلى اﻷمام، خاصة وسط المشاكل التي تحيط بالبلا.

 

وقالت الخبيرة في شئون الشرق اﻷوسط في المقال -الذي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست اﻹسرائيلية اليوم اﻷربعاء- إن اﻷوضاع في مصر تأثرت سلبا بالتغييرات التي وقعت في الحكم خلال السنوات الماضية بسبب ضعف السيطرة بين الانتقال من حكم ﻵخر.

 

 

وفيما يلي نص المقال

 

 

في أعقاب الربيع العربي، الذي هز مصر عام 2011، ارتفع صوت "الشارع المصري" ومعظمهم من الشباب المحبط العاطل عن العمل، حيث اندلعت الثورة وأطاحت بالرئيس حسني مبارك، و بعد فترة انتقالية وصل محمد مرسي إلى سدة الحكم.

 

وخلال فترة حكمه التي لم تتجاوز العام فشل مرسي في إجراء تغييرات كبيرة في مصر، وترك العلاقات المصرية الإسرائيلية، والدولية الحساسة الأخرى دون تغيير تقريبا، ﻷن الضباط الذين أقاموا هذه العلاقات قبل صعود الإخوان استمروا في إدارتها خلال فترة حكمه.

 

مصر تأثرت سلبا بالتغييرات في الحكم، ويرجع ذلك أساسا إلى ضعف السيطرة بين الانتقال من حكم ﻵخر، وتأثر سكان سيناء بشدة خلال حكم الرئيس مبارك، مع عدوم حدوث أي تنمية، وهو ما وفر البيئة المناسبة التي مكنت الجماعات اﻹرهابية من "شراء" ولاء هذه الفئة من السكان.

 

خلال فترة حكم مرسي، كان هناك تساهل فيما يتعلق بالحركة من قطاع غزة إلى سيناء، نظرا للتقارب الإيديولوجي بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وحركة حماس في غزة، ومكن هذا الانفتاح الجماعات الإرهابية اﻷكثر تنظيما على ملء الفراغ الذي كان يعيشه القطاع.

 

بشكل عام، أصبح الشارع المصري أقل أمنا لمواطنيه خلال هذه الفترات الانتقالية، سواء من الجرائم الجنائية، ومستويات العمليات الإرهابية، مئات من الهجمات الإرهابية تحدث في مصر كل شهر، ومعظمها لا تعرف عنه وسائل الإعلام شيئا.  

كما أصبح الشارع المصري أيضا خطرا بشكل خاص بالنسبة للنساء بطريقة لم تكن موجودة خلال حكم مبارك، القيادة الحالية تبذل جهودا كبيرة لمواجهة هذه التحديات، ووصف الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي نفسه بأنه رافع راية نضال المرأة، وقام بعدة زيارات إعلامية لعدد من النساء المصريات تعرضن للتحرش في شوارع القاهرة.

 

يوميا، الناس الذين يشتبه في دعمهم لجماعة الإخوان - التي أصبحت محظورة- يتم اعتقالهم وتمتلئ السجون بهم.

 

على الساحة الدولية، علاقات مصر مع إدارة باراك أوباما  ليست جيدة، بسبب الانتقادات العلنية من الرئيس الأمريكي وإدارته، بعد صعود السيسى إلى السلطة في يوليو عام 2013.

 

وبالنسبة ﻹسرائيل، لم يعد ينظر إليها باعتبارها العدو الرئيسي، فالقيادة المصرية لا تستخدم ذلك في كثير من الأحيان مثل الماضي من أجل إلهاء الرأي العام من التحديات والمشاكل الداخلية، أسباب ذلك براغماتية بحتة، لأن هناك حاجة ﻹسرائيل لتعزيز الاحتياجات الاستراتيجية والسياسية والأمنية المصرية.

وبالتالي، التعاون في سيناء حاليا أصبح ربما الأكثر أهمية منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين عام 1979، وفي ضوء مرونة إسرائيل تم السماح للجيش المصري للتعامل مع الإرهابيين الذين يهددون جنوده ونقل معدات ثقيلة وهجومية إلى سيناء.   وفي الوقت نفسه، ظلت السياسة تجاه إسرائيل في الساحة الدولية متناقضة، مصر، على سبيل المثال، تبدو حماستها قليلة تجاه إسرائيل في المحافل الدولية، في مقابل وعد إسرائيلي هادئ للمساعدة في تعزيز المصالح المصرية في الولايات المتحدة.

 

القيادة المصرية، رغم ما تعلنه من دعم القيادة الفلسطينية الحالية، تتخذ خطوات ملموسة لتعزيز معسكر محمد دحلان في الضفة الغربية، وتعمل نحو بناء معسكره داخل قطاع غزة أيضا. ورغم الأهمية التي توليها مصر للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين - والتي من شأنها أن تجلب المزيد من الاستقرار للمنطقة - تختار القاهرة عدم المخاطرة في التوسط بين الجانبين علنا.

مقالات متعلقة