"الساحة الإعلامية حاليًا تموج بكم من المتغيرات والصراعات والفوضى، برغم أن عمر الإعلام تجاوز 200 عام، إلا أنه يعانى من عدم المهنية والشفافية والفلسفة الواضحة وضعف الأداء".. جاء ذلم في الندوة التي نظمها المجلس الأعلي للثقافة، بعنوان "الإعلام والمسؤولية المجتمية". وشارك في الندوة الإعلامية منى الحديدي ونجلاء العمري وعلي عبد الرحمن، والدكتورة جيهان يسري؛ عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وأدارها الدكتور حسن عماد مكاوي.
وفي البداية، أوضح حسن مكاوي، أن علاقة الإعلام بالسلطة عكس ما نصت به الدساتير من ضرورة حرية الإعلام والتعددية، مشيرًا أن الإعلام تغير كثيراً عقب الثورتين، وشدد علي ضرورة التخلص من سيطرة رجال رأس المال، لتجنب الفوضي والارتجال والتخبط الحالي. وعن مشاكل ماسبيرو، تحدث المخرج علي عبد الرحمن، قائلًا: إن الدولة لم تتبرأ من ماسبيرو وأن الإعلام الخاص مليئا بالانفلات ومسيطر عليه رجال الأعمال، بالإضافة إلى غياب الأجندة. وخص المخرج علي عبد الرحمن، ماسبيرو بغياب التنوع والانعزالية، وغياب البنية التقنية، والمكانية، وغياب برامج الإصلاح الديني والطفولة وغيرها، إلى جانب تأخر الدولة عن دخول المشهد الإعلامي، لافتًا أن الدولة لا يمكن أن تتخلى عن صوتها الرسمى الذي هو ماسبيرو. وتحدثت نجلاء العمري، عن تجربتها في "البي بي سي" وأشارت لخطورة نقل نماذج لا تتناسب مع طبيعة الشعب المصري. وناشدت جيهان يسري؛ عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، بضرورة التعجيل بوضع خطة لانقاذ ماسبيرو، ووضع الضوابط والأعراف من خلال وثيقة الشرف الإعلامي ومن خلال نقابة مهنية للإعلاميين.
ووصفت جيهان يسري، الوضع الحالي أنه فوضي إعلامية غير مبررة، وأننا نعاني من غياب المهنية وغياب الدولة، والاحتكار والاستقطاب والتهميش في مقابل الإعلام الخاص. واختتمت قائلة: "نحن بحاجة إلي تمويل الإعلام من قبل الدولة لنمط إعلام الخدمة العامة وأن يعبر عن المواطن في ربوع مصر، وضمان وسائل تمويل كافية مع المهنية.