دخلت الحرب في اليمن مرحلة حرجة في ظل طول أمد الحرب وتدهور الأوضاع في المناطق المحررة من الحوثيين مثل عدن وتعثر الحوارات وتأخر الرواتب، ما جعل الغموض هو سيد الموقف هناك.
"سيناريوهات الحرب، والحوار اليمني، وسبب تأخر حل الأزمة اليمنية، والتدخل الإيراني والروسي، والتدهور الأمني في عدن والجنوب خاصة، ونقل البنك المركزي" عدد من التساؤلات يجيب عليها أمين الجراش "المحلل السياسي اليمني في حوار من العاصمة صنعاء لـ"مصر العربية"
نص الحوار..
حوار يمني في جنيف تلاه مؤخرًا في الكويت بين الفرقاء اليمنيين لكن لم يفض إلى حل للأزمة إلى أين يتجه المشهد السياسي اليمني؟
الحوار لن ينجح مادام السلاح مستخدم إذا أراد اليمنيون الحوار عليهم أن يضعوا السلاح جنبا ووقف العنف ثم اللجوء إلى الحوار، المشهد اليمني معقد ومتشابك لذلك التصورات المستقبلية تكون معقدة حتى أن كثير من الباحثين والمختصين في الشؤون السياسية يطرحون سيناريوهات لكن صعب أن تضع سيناريو واحدا لتصور إلى أن تجه الأزمة اليمنية .
لاتزال الحكومة اليمنية الشرعية غير قارة على العودة لعدن رغم الإعلان عن تحريرها .. برأيك ماهي الأسباب؟
الأسباب لاتزال أمنية كون المناطق الحدودية محل احتدام وصراع خصوصًا في تعز وهذا يؤثر على الوضع في عدن بمعنى في حالة سيطرة الحوثيين على ما تبقى من مناطق تعز وإتجاههم إلى لحج سيكون من السهل الوصول لهم إلى عدن.
كذلك هناك تنظيم القاعدة وداعش لازالا يشكلان خطراً ولهما نفوذ كبير وتواجد في عدن ومازالا ينفذان عددا من الهجمات الإرهابية آخرها استهداف البنك المركزي اليمني في مدنية عدن.
ماهي سيناريوهات الحرب اليمنية في حل عدم الوصل لحل سياسي ؟
المشهد السياسي اليمني معقد للغاية تتداخل فيه العوامل الدولية مع العوامل الداخلية وهذا يضع صعوبات أمام الباحثين في صياغة أقرب سيناريو لكن هناك عدة سيناريوهات منها التدخل الدولي لايزال يلعب دورًا كبير في التأثير على الساحة الداخلية.
على سبيل المثال في الوضع الراهن الحراك الجنوبي مسيطر على أغلب المناطق الجنوبية بالإضافة إلى قوات هادي في المناطق الشمالية مثل مأرب، الجوف ، بالتالي السيناريو الأول أن تضع الحرب أوزارها وكل جماعة تحكم الجغرافيا التي تسيطر عليها.
وأما الحوثيون والموالون لهم يبقون في إقليم سبأ والجند وإقليم تهامة وهي الجغرافيا التي تخضع لسيطرتهم وهادي يبقى في المناطق الخاضعة لسيطرة قواته وهكذا تستمر الأمور لكن هذا قد يتمخض عنه بناء دولتين.
أما السيناريو الثاني يتوقف على أين سيتوجه التدخل العربي هل في الاستمرار والدعم ومضاعفة الدعم لقوات هادي والضغط على الحوثيين ومحاصرة صنعاء وإسقاطها بالقوة بمساندة القبائل المحيطة بها أو ينسحب التدخل الدولي والدور الخليجي وهذا سيقود إلى تمدد الحوثي مجددًا في الشمال والشرق.
ماذا عن التدخل الإيراني في اليمن الذي جاء التحالف العربي من أجل كسره؟
مصلحة السعودية من التدخل في اليمن لضمان أمنها الداخلي وجاء معها المساندة العربية والخليجية لكن التدخل الإيراني لايمكن أن يقارن بالتدخل في سوريا أو لبنان فهو ضعيف وأصبح اتهام أكثر من كونه حقيقة كذلك إيران استغلت الورقة اليمنية واستفادت منها أكثر من ما يستفيد الحوثيين منها.
لماذا يتسع نطاق التدهور الأمني في عدن والجنوب خاصة رغم الدعم المالي والعسكري الذي يقدمة التحالف العربي؟
ضعف حكومة هادي،فالرئيس هادي ضعيف للغاية وغير قادر على بسط نفوذه حتى حين كان في صنعاء والمناطق التي كانت تحت سيطرته بالتالي ضعف القيادة أدى إلى التدهور الأمني في الجنوب وهو لايزال رئيسا شرعيا لكن مالذي قدمه للشرعية هل صرفت الرواتب؟ هل تم تأمين تلك المناطق المحررة؟ هل عادت الحياة إلى مجراها؟ للأسف المواطن اليمني أصبح يبحث عن أي دولة يفر إليها.
ماهي أسباب تأخر الحل السياسي في اليمن هل السعودية والتحالف العربي يسعوا إلى إطالة الحرب أم الطرف الآخر هو السبب؟
لاتزال حدة الصراع كبيرة بين المتصارعين داخل اليمن وهذا يقود إلى حتمية استحالة وجود حل كذلك مايزال الأطراف الدولية تتداخل، مثلا تداخل العامل السعودي مع الإماراتي و أيضًا الدور الأمريكي وكلها عوامل تدفع في اتجاه إطالة الصراع المسلح.
ماذا عن الدور الروسي ؟
الدور الروسي في اليمن محدود للغاية، فموسكو تفهم أن اليمن منطقة نفوذ للسعودية وهي لاتريد أن تدخل في تحدٍ مباشر مع المملكة في اليمن، لأن هذا سيؤثر عليها كون السعودية أحد أهم الأسواق التي تبيع روسيا إليها السلاح.
لذلك روسيا تتفهم خصوصية اليمن والبحرين بالنسبة للسعودية، بالتالي لم تتدخل روسيا كما حدث في سوريا كون التدخل الروسي في سوريا كان مصيريا من أجل بقاءها في منطقة الشرق الأوسط.
حزب المؤتمر الشعبي العام لايزال الأقوى في الساحة السياسية اليمنية، لماذا لم يقدم حلا للأزمة وهل أجبر على التحالف مع الحوثيين؟
حزب المؤتمر لايزال أقوى القوى السياسية الحالية في الساحة اليمنية لكن انقسم وحصلت به انشقاقات لبعض قياداته كذلك قيادة الحزب على درجة كبيرة من الانسجام مع قيادة جماعة أنصار الله "الحوثيين" وهذا يجعل القواعد في المؤتمر تنساق مع القيادة وهي متفاهمه مع الحوثيين.
وهذا ماصنع التحالف كذالك الدور السعودي واستخدام القوة ضد اليمن أدى إلى تقوية التحالف بين (المؤتمر والحوثيين ) رغم إنه لاتجمع الحلفيين أي روابط أيديولوجية أو فكرية وإذا وضعت الحرب أوزارها قد يكون هناك صراع مستقبلي بين الحوثيين وحزب المؤتمر.
كيف أثر نقل البنك المركزي الى عدن؟
الوضع الإنساني والمعيشي في اليمن مأساوي للغاية، تقريبًا 80% من عدد السكان بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة بالتالي نقل البنك المركزي إلى عدن فاقم من أزمة اليمنيين ولم يعمل على معالجتها ولم تصرف الحكومة اليمنية الشرعية رواتب الموظفين رغم التزامها وهذا ضاعف الأزمة الإنسانية .