المغرب يتطلع لصفحة جديدة مع نيجيريا عبر اتفاقية الغاز

العاهل المغربي الملك محمد السادس

تتطلع المغرب إلى شراكة مختلفة "اقتصادية وسياسية" مع نيجيريا خلال الفترة المقبلة، بعد التوقيع على اتفاقية لإنشاء خط أنابيب يمتد بين البدين مرورًا بدول أخرى في القارة الإفريقية.

 

جاء ذلك حسبما ذكرته "الأناضول"، التي أشارت إلى أنَّ البلدان أطلقا في العاصمة النيجيرية أبوجا، السبت الماضي، مشروع إنجاز خط إقليمي لأنابيب الغاز سيربط الموارد الغازية لنيجيريا، بموارد العديد من بلدان غرب إفريقيا والمغرب.

 

ورأى خبراء اقتصاديون مغاربة أنَّ مشروع إنجاز خط إقليمي لأنابيب الغاز بين بلادهم ونيجيريا، مرورًا بـ11 بلدًا، سيساهم في الرفع من نسب النمو والاستثمارات بجميع البلدان التي سيمر منها، وسقوي اقتصاداتها وتنافسيتها.

 

وتنتظر الدول المستفيدة من الخط، البدء بخطوات عملية، لتوفير فرص شغل لآلاف العاطلين عن العمل، وفي سياق آخر قد يدفع للتخفيف من الخلافات السياسية بين الدول المشتركة.

 

ونيجيريا التي تعتبر الطرف الرئيس في الاتفاق إلى جانب المغرب، من أكبر الداعمين الأفارقة لجبهة "البوليساريو"، التي تطالب باستفتاء لتقرير مصير منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها مع المغرب.

 

من جهته، قال زهير الخيار الذي يعمل أستاذًا جامعيًّا في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمدينة سطات "شمال" إنَّ المشروع يعد الأكبر في تاريخ البلدين، وله أهمية اقتصادية واستراتيجية، لافتًا إلى أنَّ الغاز أحد مصادر الطاقة ويؤثر على الاقتصاد برمته.

 

وأضاف أنَّ المشروع سيساهم في الرفع من نسبة الاستثمارات بجميع البلدان التي سيمر منها، فضلاً عن مساهمته في تقوية اقتصادياتها وتنافسيتها وقدرتها على الاستيراد، وبالتالي الرفع من نسبة النمو والحد من نسب البطالة والفقر.

 

ولم يغفل "الخيار" وقْع الاتفاقية على العلاقات السياسية بين البلدين، التي شهدت فتورًا خلال الفترة الماضية، نتيجة تأييد "أبوجا" لمساعي جبهة "البوليساريو" الداعية بانفصال الصحراء عن سيادة المملكة.

 

ويبلغ طول الخط المقترح قرابة 4000 كيلو متر، على طول الساحل الغربي لإفريقيا، مارًا بكل من بينين وتوجو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وجامبيا والسنغال موريتانيا، بالإضافة إلى إقليم الصحراء.

 

وتعد نيجيريا أول منتج للغاز في إفريقيا وتحتل المرتبة 22 في لائحة الدول المنتجة، وهي خامس أكبر دولة مصدر للغاز في العالم.

 

وقال الخبير الاقتصادي المغربي عبد القادر بندالي إنَّ المشروع مهمٌ لإفريقيا رغم تكلفته الكبيرة "صحف محلية قدرت تكلفته بـ25 مليار دولار" سواء بالنسبة لبلاده أو باقي الدول الإفريقية التي سيمر منها.

 

وأضاف: "الغاز سيكون محفزًا لهذه الدول في التأسيس لمشروعات وقطاعات صناعية.. كافة الدول التي يمر منها الأنبوب تستهلك الغاز وتستوردها من أماكن بعيدة.. هذا المشروع سيخفض من تكلفة النقل".

 

وأوضَّح أنَّ المشروع سيدفع الدول التي يمر منها الأنبوب إلى تحويل مسار اقتصادها لمشروعات أخرى، وبخاصةً أنَّ استهلاك الغاز يقتضي مشروعات صناعية.

 

ومن المزمع أن ينقل المشروع، الغاز النيجيري إلى المغرب بتكلفة أقل وكميات أكبر، وسيسهم في تحويل "الأخيرة" إلى محطة لنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر بواخر أو مد خطوط أنابيب.

 

وأمس الأربعاء، أعلن البلدان - في بيان مشترك - أنَّ صناديق الثروة السيادية فيهما ستساهم في تمويل مشروع إنشاء خط للغاز الطبيعي.

 

ومن المنتظر أن يشهد المشروع بعض الإكراهات، في ظل استهداف الجماعات المتطرفة لمحطات الغاز بنيجيريا، فضلًا عن قضية إقليم الصحراء التي تعد نيجيريا أحد المدافعين عن طرح البوليساريو.

 

واحتفت وسائل إعلام مغربية منذ توقيع الاتفاقية بالمشروع الجديد، مشيرين إلى أنَّ زيارة العاهل المغربي ستطوي صفحة خلافات بين أبوجا والرباط حول "البوليساريو".

 

والأسبوع الماضي، صرَّح وزير الاتصال النيجيري بريستر عبدور رحيم أديبايو شيتو بأنَّ تقاربًا استراتيجيًّا بين البلدين سيطرأ مع زيارة العاهل المغربي، وستتيح فرصًا جديدة في مجال التعاون بين البلدين، وتبادلًا للخبرات وللتجارب.  

مقالات متعلقة