ليبراسيون: شبح الباصات الخضر يطارد سكان حلب

الباصات الخضر أصبحت رمز الإبعاد القسري بسوريا

تواصل قوات بشار اﻷسد تقدمها نحو الأحياء الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة شرق مدينة حلب، في محاولة للسيطرة على المدينة وتحقيق أكبر نصر عسكري في الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام ونصف.

 

تحت عنوان "التمرد يخسر اﻷرض باستمرار في حلب" نشرت الناشطة السورية هالة قضماني تقريرا في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية عن الوضع في ثاني أكبر مدن سوريا.

 

وقالت قضماني إن التمرد بات يسيطر على خمسة عشر كيلومترا مربعا فقط في حلب التي كانت تعد معقل معارضي بشار الأسد.

 

وأوضحت أنه بعد ثلاثة أسابيع من بدء هجوم بري مدعوما بغارات جوية واسعة النطاق، استطاعت قوات اﻷسد وحلفائه السيطرة على 80% من الأراضي التي فقدها النظام منذ يوليو عام 2012.

 

وأشارت إلى أن أحياء المدينة القديمة التي ظلت مقسمة بين الجانبين لمدة أربع سنوات، سقطت خلال اليومين الماضيين في أيدي قوات النظام، وكذلك أيضا حي الشعار المزدحم والمكتظ بالسكان.

 

 

وفي مواجهة نيران قوات النظام انسحب مقاتلوا التمرد- تكتب قضماني - وباتوا يبحثون عن حل تفاوضي ويطالبون بوقف فوري لإطلاق النار لمدة خمسة أيام، لإخلاء المدنيين العالقين في المدينة، الذين يواجهون خطرا كبيرا حاليا.

 

وتابعت لكن هذا الاقتراح تم تجاهله تماما، وأكدت روسيا على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنها “تعتبر كل ما تبقى من المقاتلين في حلب إرهابيين “.  

وبينت أن السكان في أحياء حلب الشرقية التي سيطر عليها النظام، خاصة المعارضين منهم في موقف صعب، حيث يخشون الانتقام والاعتقالات السائدة وخاصة بين الشباب لإجبارهم على التجنيد.

 

وختتمت قضماني تقريرها بالقول: شبح الباصات الخضر بات يراود ما تبقى من السكان في حلب، فهذه الباصات الحكومية أصبحت رمز الإبعاد القسري لأهالي المناطق التي خسرها المتمردون.

 

وأكدت أن ما تبقى من معارضين في حلب لا يريدون أن يلقوا مصير أهالي حمص وغيرها من بلدات ريف دمشق الذين أبعدوا الى إدلب، مشيرة إلى أنه في الأيام القليلة وربما الساعات سوف يختار أهالي حلب مصيرهم "إما الخروج أو تحمل فظاعات الأسياد الجدد".

 

وتسببت المعارك في حلب منذ حوالي الشهر بنزوح ثمانين ألف شخص من الأحياء الشرقية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وتعتبر حلب حاليا الجبهة الرئيسية في نزاع تسبب على مدى أكثر من خمس سنوات بمقتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان.

مقالات متعلقة