أكَّد ناشطون سوريون، الجمعة، أنَّ قصف المناطق المحاصرة في حلب لم يتوقف، وذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنَّ القوات السورية أوقفت ضرب القطاع الشرقي من المدينة الواقعة شمالي سوريا.
وقالت مصادر ميدانية لـ"سكاي نيوز عربية" إنَّ قوات نظام الرئيس بشار الأسد استمرت باستهداف حيي الفردوس والمغاير في حلب المحاصرة، براجمات الصواريخ والمدفعية"، وألقت المروحيات "براميل متفجرة" على حيي المعادي والصالحين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال أمس: "على الرغم من تصريحات لافروف.. الاشتباكات لا تزال مستمرةً في أحياء حلب الشرقية.. حيث تشهد جبهة المعادي اشتباكات متقطعة".
وأضاف المرصد، الذي يعتمد في تقاريره على شبكة واسعة من الناشطين، أنَّ قوات النظام والمسلحين الموالين لها مدعمين بقوات خاصة روسية تخوض مواجهات مع فصائل المعارضة في ما تبقى من أحياء حلب الشرقية.
وكانت المعارضة قد خسرت أكثر من 70% من المناطق التي كانت تسيطر عليها في القطاع الشرقي من حلب منذ 2012، وذلك عقب هجوم واسع بدأته القوات الحكومية والميليشيات الأجنبية المرتبطة بإيران، منتصف شهر نوفمبر الماضي.
وأسفرت الضربات الجوية والقصف عن مقتل 384 مدنيًّا ونزوح عشرات الآلاف، حسب المرصد الذي قال إنَّ المناطق التي تقع خارج سيطرة النظام في حلب الشرقية تشهد حاليًّا اكتظاظًا سكانيًّا كبيرًا بسبب موجة النزوح من الأحياء التي خسرتها المعارضة.
وأثار أحدث هجوم على القطاع الشرقي من حلب المحاصر من قبل القوات الحكومية منذ أشهر، موجة استنكار، وقدَّمت دول مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو لهدنة لسبعة أيام في المدينة، إلا أنَّه اصطدم بـ"الفيتو" الروسي والصيني.
وبعد الفيتو، قال وزير الخارجية الروسي، على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخميس، "أستطيع أن أقول لكم اليوم إن العمليات القتالية للجيش السوري أوقفت في شرق حلب، لأن هناك عملية كبيرة قائمة لإجلاء المدنيين".
وأضاف: "سيكون هناك ممر لإجلاء ثمانية آلاف شخص لمسافة خمسة كيلومترات"، قبل أن يشير إلى أن مفاوضات عسكرية ودبلوماسية ستعقد السبت في جنيف "لإنهاء العمل الذي يحدد وسائل حل المشكلات في شرق حلب".