للمرأة دور كبير في الأسرة، وإذا لم تستطع المرأة العاملة حل مشكلة الوقت لديها فإن العلاقات الأسرية تتعرض للانهيار، وإذا تحولت المرأة لشخصية مضحية من أجل الجميع فلابد أن يأتي يوم تشتكي فيه من المسؤولية الفردية، لذلك يجب تنظيم المهمات وشؤون الأسرة بين الجميع.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يعرض تجربة سيئة للأم العاملة المضحية التي ترهق نفسها في كل شيء، لينتهي يومها سريعا دون توفير وقت خاص بها، تمارس فيه أحد هوايتها.
وذكرت مدربة التنمية الذاتية والأسرية المحاضرة في الفيديو مثالا واقعيا لحياة المرأة العاملة المضحية، قائلة: "عملت مع امرأة كانت متزوجة وأم عاملة نائبة رئيس بنك، ولديها زوج وطفلين، ولديها العمل الذي يساعدها في حياتها، ولديها موظفين تفوضهم في العمل"، لافتة إلى أن "كل شيء كان جيدا في العمل، لكن وقتها بالبيت خارج نطاق السيطرة تماما.
وأضافت: "شعرت وكأنها كانت تغرق على الشاطئ والمهمات، ولم يكن لديها الوقت الجيد على الإطلاق مع أطفالها أو زوجها، وطلبت مني المساعدة، ووجدت أن جدول يومها يبدأ "بالاستيقاظ في الرابعة والنصف كل يوم، وكانت تستغرق ساعتين بنفسها لتشرب القهوة وتقرأ الجريدة وتأخذ وقتا لنفسها تذهب للركض وتأخذ حماما وترتدي ملابسها، وبعد ذلك توقظ أطفالها وبالساعة المتبقية تلبس أطفالها وتنزل الطابق السفلي لتعد الإفطار".
وتابعت: "تقدم الإفطار وتنظف بعده وتسحب الحقائب والأطفال وتسرع بالخروج من الباب، توصلهم إلى المدرسة ويمضي يوم العمل على ما يرام، تأخذهم من المدرسة وتعود للبيت وتدخله الساعة السادسة، وتبدأ فورا بتجهيز الطعام وتنظف الأرض وتلتقط الفوضى التي لم يتم الاعتناء بها منذ الصباح، تجهز لتقديم العشاء بينما يقوم الأطفال بواجباتهم المدرسية، وتقوم بالتنظيف وبنهاية اليوم تقوم بغسل الملابس أو كيها لليوم التالي وتذهب للنوم".
وأوضحت المدربة أن الخطأ الذي ارتكبته هذه المرأة أنها "لم تكن تدرك بأنها تلعب دور الأم بالخمسينات وقتها كله بالبيت"، مشيرة إلى أن زوجها حاول تقديم المساعدة "لكنها لا تحب طريقته بوضع الأشياء بعيدا كان يضع الأكواب الخزانة الخطأ وأغراض متعددة بالأماكن الخطأ ولا يلتقط الملابس المناسبة للأطفال".
وأشارت إلى أن المرأة "ما زالت تلعب دور الأم التي تقوم برعاية الجميع، كانت عازمة جدا أن تفعل ذلك بنفسها بحيث أن جميع وجبات الأطفال الخفيفة وضعتها في الرف العلوي مما يضطرهم للذهاب إليها والطلب أن تحضرها لهم بنفسها".
وعن حل المشكلة وإعادة ترتيب جدول الأسرة أوضحت مدربة التنمية الذاتية: "أول شيء فعلناه قلت لها لست ملزمة بتنظيف الأرضية كل ليلة، ثم قمنا بإعادة تنظيم مهامها لأسبوع، فهناك وقت للعائلة ووقت شخصي لها ووقت للعمل ووقت للزوج، وبدأنا بإعادة التنظيم، وقبل كل شيء اقتطعت منها نصف ساعة في بالصباح لأن السبب الوحيد أنها كانت تبذل جهدا لإيقاظ الأطفال لأنها وضعت على عاتقها بالكامل حمل تجهيزهم".
وأضافت: "بعد ذلك خصصنا ساعة ونصف لتناول القهوة وقراءة الجريدة.. لقد أيقظت الأطفال وقاموا بتجهيز أنفسهم، وقام زوجها بإعداد الإفطار، وأثناء ذلك أخذت حماما ثم جلسوا للأكل جميعا واستغرق ذلك ساعة ونصف حتى يخرجوا إلى الباب، وذهبت للعمل وأصبح الأمر جيدا، وعندما رجعت للبيت قاموا بإعداد الطعام كعائلة، وقام الأطفال بالتعاون لغسل مكونات السلطة وأكلوا، وأثناء قيام الأطفال بواجب المدرسة غسلت هي وزوجها الأطباق، ووضعوا الأطفال في أسرتهم بالساعة التاسعة".
وتابعت المدربة: "ولمدة ساعة كل ليلة التزمنا بمطالب وقت الزوجية، حتى لو جلسوا بجانب بعضهم يقرأون الجريدة ولم يتحدثوا سويا، فكلاهم يعرف بأن لديهم ذلك الوقت كل يوم وباستطاعتهم بناء ذلك الترابط، وقمنا أيضا بإعادة تأسيس اليوم بالكامل، وأصبح هناك توازن بين المهام والخروج في أيام العطلة، فبعد الظهر يحصلون دائما على وقت للمرح العائلي وهو ما يشجعهم على تنظيف البيت حتى يستطيعون الخروج للترويح عن النفس أو الذهاب إلى السينما".