"في كوريا الجنوبية الفساد سوف يستمر" بهذا العنوان لخص الكاتب "سي ونج كوو" اﻷوضاع في كوريا الجنوبية، رغم تصويت البرلمان الجمعة لصالح عزل الرئيسة "بارك جيون هاي" بعد تورطها في فضيحة فساد.
وقال الكاتب الكوري الجنوبي في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" اﻷمريكية اليوم السبت، إن انتشار الفساد يمثل مشكلة مستمرة منذ فترة طويلة في كوريا الجنوبية، ولكن تورط الرئيسة هز البلاد بشكل كبير، مشيرا إلى أن غالبية رجال الدولة لديهم قضايا فساد.
وفيما يلي نص المقال:
كانت هناك هتافات وصيحات فرح من الجماهير التي كانت خارج الجمعية الوطنية الجمعة، عندما أعلن رئيس البرلمان أن نواب كوريا الجنوبية صوتوا لعزل الرئيسة "بارك جيون هاي" لدورها في فضيحة الفساد التي تشل البلاد منذ شهرين، حيث تم نزع جميع صلاحياتها، وتولى رئيس الوزراء "هوانج كيو-آهن" منصب القائم بأعمال الرئيس.
التصويت الذي طال انتظاره حظي بدعم أغلبية الناخبين، ولكنه لا يحل مشكلة الفساد المستشري في كوريا الجنوبية، حيث تطال الاتهامات كبار المسؤولين الحكوميين وبعض الشركات الكبرى، وسوف يعاني الجميع من عواقب وخيمة إذا ثبت صحة الاتهامات برشوة الرئيسة وصديقتها.
منذ اﻹعلان عن تورط السيدة بارك لأول مرة في فضيحة فساد مع صديقتها المقربة "تشوي سون-سيل" أصيبت كوريا الجنوبية بصدمة، وتشمل الاتهامات الابتزاز، والرشوة، وسوء استخدام السلطة، وتسريب وثائق سرية وانتهاك للدستور.
ورغم ذلك شعبية السيدة بارك لم تتراجع كثيرا، فقد اعتذرت مرارا للأمة، ولكنها لم تعترف بالمخالفات الجنائية.
التصويت لصالح اﻹطاحة بالرئيسة بارك أثار البهجة والارتياح في صفوف الكثيرين من الكوريين الجنوبيين، ولكن بارك وصديقتها تشوي هما فقط من بين النخبة الذين يتصرفون بحرية مطلقة، وتم عقد جلسات مساءلة، لكنها لم تذهب بعيدا بما فيه الكفاية لحل القضية.
انتشار الفساد يمثل مشكلة مستمرة منذ فترة طويلة في كوريا الجنوبية، والقضية اﻷخيرة هزت الأمة، وعندما غرقت عبارة في أبريل 2014، وراح ضحيتها أكثر من 300 شخص، بينهم العديد من المراهقين، طرحت أسئلة حول عدم كفاية الرقابة الحكومية على صناعة النقل البحري والعلاقة الحميمة بين المسؤولين المكلفين بالإشراف وشركات العبارات.
المسؤولون على مستوى منخفض ليسوا هم فقط وحدهم عرضة للفساد، في عام 2015 اتهم قطب البناء برشوة ثمانية شخصيات رفيعي المستوى، بما في ذلك رئيس مكتب السيدة
بارك السابق، ورئيس الوزراء، الذي استقال من منصبه بعد ذلك.
بالمقارنة مع حجم الاقتصاد الوطني، ترتيب كوريا الجنوبية على مؤشر الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية ضعيف، إذ تأتي في المرتبة الـ 37 فقط أي ضمن الدول اﻷقل فسادا.
التأثير الأكثر فسادا في كوريا الجنوبية يأتي من التكتلات الكبرى، حيث ارتكب العديد من الرؤساء التنفيذيين للشركات جرائم الاختلاس وغيرها لتحقيق مكاسب خاصة، وهي الممارسة المعروفة على نطاق واسع بـ "تواطؤ السياسيين".
السيدة بارك وصديقتها تشوي سوف ينتهي أمرهما، ولكن ليس من المرجح إدانتهما.
الرابط اﻷصلي