انتقد حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الكلمة التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال اجتماعها الشهري الأول بالشباب اليوم، عن التعليم.
وكتب "حازم" عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك": حديث السيسى اليوم يحمل معنى واحداً هو أن التعليم الوحيد الذى يستحق صفة التعليم هو التعليم العسكرى الذى ينتج لنا عقولاً تسمع وتطيع، باعتبار أن السمع والطاعة هى علامة انضباط العقل الذى يتحرر من آفة النقد وآفة طرح الأسئلة، وآفة الفهم والعياذ بالله ! ... فأصحاب مثل هذه العقول المتحررة من كل هذه الآفات يكونون مواطنين صالحين بلا إرادة يمكن أن تثور على أوضاع فاسدة ضيعت الوطن الذى وصفه رئيس الدولة المسؤول عنه بأنه "وطن ضائع" بعد أن كان قد وصف الدولة بأنها "شبه دولة".
وتابع: هكذا يستكمل السيسى مسار إضاعة مصر بثقافته الضحلة التى لا ترى استقرار الأوطان إلا فى رفض نماذج التعليم التى تدرب العقل على التفكير النقدى، كما تستنهض غيره من أنماط التفكير التى يمكن أن تقود إلى ثورة على فساد نظام سياسى فاحت رائحته، أو إلى مساءلة "المسؤولين" عن هذا الفساد، ناهينا عن محاكمتهم على جريمتهم.
مضيفا: يتصور سيادته - بحكمته التى يختال بها علينا فى كل مناسبة - أن التعليم يكون فاسداً إن هو لم يمنع الثورة على النظم القائمة، لكنه لم يتصور أن النظام هو الذى يكون فاسداً إن هو لم يترك للمواطنين سبيلاً لإصلاح حياتهم إلا بالثورة عليه.
وأكد: علها تكون المرة الأولى فى تاريخ الإنسانية التى ينتحر فيها رئيس دولة بكل هذا الإصرار على تجاهل دروس التاريخ بهذا الطرح لرؤيته لقضية التعليم، وعلى معاندة قوانين التقدم والتطور الإنسانى بهذا المستوى من التفكير الذى لا يعرف أن إصلاح نظام الحكم والنظام السياسى هو شرط استقرار الدول، وأن إحدى علامات صلاح نظم الحكم هى التعليم الجيد الذى يحرر عقول المواطنين وإراداتهم، فلا يعودون يقبلون بنظم فاسدة ترى أن الدول المسؤولة عن مصيرها هذه النظم هى مجرد أشباه دول، وأن الأوطان المؤتمنة عليها هذه النظم هى مجرد أوطان ضائعة، تحكمها عقول وضمائر لا عمل لها إلا إفساد كل شئ، وإلا إضاعة كل أمل فى المستقبل.
وقال الرئيس السيسي، إن العديد من الدول المحيطة بمصر، كانت في مراتب أكثر تقدما في التعليم، لكن مع الثورات والفوضى واشتعال النزاعات، ظهر أنهم لم يكونوا ناجحين في التعليم، لأنهم لم ينتجوا عقولا قادرة على التعامل مع هذه الأوضاع، متابعا: "مقدروش يصيغوا الشخصية اللي قادرة تتعامل مع الحروب والدماء".
وأضاف السيسي، خلال حديثه في جلسة "قضايا التعليم"، من الحوار الشهري الأول للشباب: "مقدروش يصيغوا شخصية ضد القتل والدمار، يبقى فشلوا في التعليم". متابعا: "ينفع التعليم في إيه مع وطن ضائع، لا.. ده إحنا عندنا تحديات كبيرة جدا".