بالفيديو| صرخات قبطيات: لماذا قتلوا المصلين في المحراب؟

انفجار أمام الكتدرائية المرقسية بالعباسية
لم تتوقع "عطيات سرحان"، التي خرجت من منزلها مع شروق شمس اليوم الأحد، قاصدة الصلاة بالكنيسة البطرسية بالعباسية،  أن اسمها سيتصدر قوائم الضحايا بمستشفى الدمرداش الجامعي، وأنها لن تعود ﻷسرتها مرة أخرى.

 

“ قتلونا واحنا بنصلي" كلمة صرخت بها إحدى السيدات التى تواجدت بموقع انفجار الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أكبر كنائس مصر وبها المقر البابوي، لتجيب هي عن نفسها بأن المسيحيين سيصلون بالمساجد إذا لزم الأمر ولن تخيفهم الأحداث الإرهابية.

 

هذه السيدة كانت ضمن عشرات القبطيات اللاتي تجمعن في محيط الكاتدرائية عقب التفجير،  وظللن يصرخن مرددات نفس الهتاف :" قتلونا وإحنا بنصلي".  

 

وسادت حالة من الذهول والبكاء أمام الكاتدرائية، وارتفعت هتافات تندد بالتفجير من بينها:" قول للكاهن .. قول للشيخ .. الدم المصري مش رخيص".

 

وأجهش عدد من الرجال والنساء بالبكاء داخل مقر الكنيسة البطرسية بعدما شاهدوا اﻷشلاء والدماء المتناثرة على اﻷرض، مكان الحادث

 

في العاشرة من صباح اليوم اهتزت القاهرة، على صوت انفجار بمنطقة العباسية، وقال مسؤولون أمنيون إن الانفجار وقع داخل الكنيسة خلال قداس اﻷحد، ويعتبر اﻷعنف ضد اﻷقباط.

 

وأدى الحادث الذي نتج عن تفجير  عبوة ناسفة، إلى وقوع  28 ضحية و49 مصابًا، الغالبية العظمى من الأطفال والنساء.

 

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن المهاجم ألقى قنبلة على كنيسة صغيرة بالقرب من الجدار الخارجي لكاتدرائية القديس مرقس، مقر الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية في مصر، ومقر زعيمها الروحي، البابا تواضروس الثاني.

 

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" اﻷمريكية عن شهود عيان قولهم :إن" الانفجار قد يكون ناجمًا عن عبوة ناسفة زرعت داخل الكنيسة".

 

 

وتحدث الشهود عن أنَّ المقصورات كانت ملطخة بالدماء، وقطع الزجاج المتناثرة، وسط بكاء متواصل من الرجال والنساء خارج الكنيسة.

 

وقال "عطية محروس" عامل بالكاتدرائية وحضر إلى الكنيسة بعد سماع صوت الانفجار:" عندما حضرت وجدت الكثير من الجثث، وغالبيتهم من النساء، الدماء على المقاعد كان المشهد فظيعا"، ملابسه كانت ملطخة بالدماء وشعره بالتراب.

 

 

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم حتى الآن.

 

وانتقل لمقر الحادث عدد من المسؤولين والقيادات على رأسهم رئيس الوزراء شريف إسماعيل، واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، إضافة لوزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، ومفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام.

 

 

وبحسب مراسل "مصر العربية"، منع الأهالي، رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ووزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي، من  الدخول إلى الكاتدرائية ولم يسمحوا لأي من المسؤولين بالدخول إلا المستشار نبيل صادق النائب العام.

 

 

لم يقتصر المنع على المسؤولين فقط، فرفض الأقباط المتواجدين بمحيط الكاتدرائية  الإعلامي أحمد موسى والإعلامية ريهام سعيد، ولميس الحديدي من الدخول، وتعدوا عليهما بالضرب، وقاموا بطردهما من محيط الكنيسة.

 

لكن على الجانب الآخر وصفت النائبة سوزي ناشد، عضو مجلس النواب،  انفجار كاتدرائية العباسية، الذى وقع صباح اليوم الأحد، بـ العمل الخسيس الذي استهدف المصلين العزل.

 

 وقالت ناشد في تصريحات لـ مصر العربية، إن زوار الكنيسة لا يحملون أى أغراض سياسية لكنهم مجرد مصلين، مشيرة إلى أن الحادث يستهدف زعزعة الاستقرار وضرب العلاقة بين المسلمين والمسيحين.

 

وأرجعت ناشد ارتفاع عدد الضحايا لكثرة المصلين اليوم بقداس الأحد الذى يتزامن مع أجازة رسمية فرضتها الدولة احتفالا بمولد النبي محمد.

 

 

ونعت رئاسة الجمهورية المتوفين منددة بالحادث وأعلن الرئيس السيسي الحداد على أرواح ضحايا انفجار الكنيسة البطرسية لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد.

 

وأمر النائب العام نبيل صادق، بالتحفظ على كاميرات المراقبة في الكاتدرائية، مطالبًا بسرعة التوصل للجناة.

 

وأدان الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية - العملية الإرهابية التي استهدفت الكنيسة البطرسية الموجودة بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مما أسفر عن مقتل العشرات  وإصابة آخرين.

 

أكد شوقى علام، - في بيان له اليوم الأحد - أن الاعتداء على الكنائس بالهدم أو التفجير أو قتل من فيها أو ترويع أهلها الآمنين من الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية السمحة، وأن رسول الله صلى عليه وآله وسلم اعتبر ذلك العمل بمثابة التعدي على ذمة الله ورسوله. 

 

 

وأضاف المفتى، أن من قاموا بهذا العمل الشنيع أصبحوا خصومًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "ألاَ مَنْ ظلم مُعاهِدًا أو انتقصه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طِيبِ نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة" أي: خصمُه، وأشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإصبعه إلى صدره "ألاَ ومَن قتل مُعاهَدًا له ذمة الله وذمة رسوله حُرِّم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا".

 

ودعا مفتي الجمهورية المصريين جميعًا إلى التعقل والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يسعى لبث الفتنة والطائفية بين جناحي مصر المسلمين والمسيحيين، حتى يضعفوا بناء الوطن ويصلون إلى غايتهم بالوقيعة بين الإخوة من أبناء الشعب المصري الواحد.

 

 

مقالات متعلقة