أوردت صحيفة واشنطن بوست روايات إنسانية مؤثرة لشهود عيان حول التفجير الذي استهدف قداسا بالكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية صباح الأحد.
أسقف كانتربري يدعو للاحتجاج على تفجير الكنيسة البطرسية
ووصفت الصحيفة الحادث بأنه الأكثر فتكا في السنوات الأخيرة في تاريخ الهجمات التي تستهدف المجتمع المسيحي المصري حيث أسفرت عن مقتل 24 وإصابة 49.
الكنيسة البطرسية يتجاوز عمرها 100 عام, حيث وقع الانفجار أثناء قداس الأحد في وجود نحو 200 من المصلين.
ويحكي شاهد العيان قليني فرج وقائع التفجير قائلا: "فجأة, في حوالي الساعة العاشرة إلا الربع صباح الأحد تحول كل شيء إلى السواد ".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن الشكوك توجهت مباشرة إلى المتطرفين الإسلاميين’ بينهم فرع داعش في سيناء الذين شنوا هجمات عديدة في أنحاء مصر هذا العام, استهدفت جنود شرطة وجيش ومسؤولين حكوميين.
مذبحة الأحد جاءت بعد أقل من 48 ساعة من تفجير أودى بحياة 6 من عناصر الشرطة وأصاب 3 على الأقل في الهرم.
كما تزامن التفجير مع يوم عطلة رسمية احتفالا بذكرى ميلاد النبى محمد.
وكانت الكنيسة ممتلئة بشكل أكثر من المعتاد حيث استغل المسيحيون أن هذا اليوم عطلة رسمية فذهبوا لأداء عبادتهم.
وعندما انفجرت القنبلة كان فرج, 80 عاما, يجلس في الجانب الأيسر من الكنيسة بينما كانت زوجته سميحة توفيق في الجانب الأيمن في المكان المخصص للنساء.
ونقلت الصحيفة عن فرج قوله: "لم أستطع رؤية أي شيء, لقد تملكتنا الصدمة, وغطاني الغبار وأخذت أهرول عبر الجثث التي تطايرت من شدة الانفجار".
وسرد فرج كيف فقد القدرة على التنفس بعد استنشاقه كما كبيرا من الغبار, لكنه أخذ يتكئ على المقاعد حتى بدأ يدرك ما يحدث, حيث شاهد أشلاء بشرية في كل مكان وانهار السقف لكنه لم يجد زوجته.
بعض التقارير أفادت أن القنبلة كانت مخبأة داخل حقيبة في جزء من الكنيسة مخصص للسيدات.
الصحيفة الأمريكية لفتت إلى الاستقبال الغاضب لمجموعة من المحتجين المسيحيين للمسؤولين, وعلى رأسهم وزير الداخلية, حيث عبروا عن استيائهم الشديد من استمرار الهجمات على المسيحيين وفشل القوات الأمنية في درء الاعتداءات.
ووفقا لواشنطن بوست, ردد المشاركون هتافات: "الداخلية بلطجية, والشعب يريد إسقاط النظام".
فرج وشهود عيان آخرون ذكروا أنهم لاحظوا عدم وجود أي حراسة على مدخل الكنيسة بعكس التأمين المكثف المعتاد دائما أمام الكاتدرائية لحماية البابا.
وداخل مستشفى الدمرداش, التي نقل إليها معظم الضحايا, قال الأطباء إن معظم الخسائر البشرية من النساء والأطفال.
فرج كان هناك أيضا باحثا عن زوجته, وواصل قائلا وقد اكتست ملامحه بمشاعر الألم: "لقد سألت الجميع عن زوجتي ولم أجد لها أي أثر, أعتقد انها تمزقت إلى أشلاء, لدرجة لم تمكنهم حتى من العثور على جثتها".
وتذكر الرجل الثمانيني كيف أخبر زوجته أنه يشعر بالتعب طالبا منها عدم الذهاب إلى القداس, لكنها طلبت منه عدم الاستسلام وأصرت على الذهاب .
وتوافد المسلمون والمسيحيون على المستشفى للتبرع بالدماء ومحاولة مواساة أقارب الضحايا.
وعلى كرسي متحرك بالقرب من مدخل المستشفى قالت تاناي غبريال إنها محظوظة بالنجاة من الموت حيث كانت تحضر القداس مع ابنتها وابنة عمتها سعاد عطا.
ونقلت الصحيفة عن غبريال قولها: "مقعدان فقط كانا يفصلان بيني وبين سعاد التي كانت تجلس في الصف الأول بالقرب من المذبحة, لقد ماتت ابنة عمي بينما أصبت أنا وابنتي".
سعاد عطا أصرت هي الأخرى على الذهاب للقداس لإحياء الذكرى الأولى لوفاة زوجها التي تزامنت يوم الأحد.
وبينما يلف الظلام مدينة القاهرة, وجد فرج زوجته أخيرا, ولكن في وحدة العناية المركزة, تصارع من أجل الحياة.
وإلى مجموعة من الصور المتعلقة بتفجير الكنيسة البطرسية: